المؤمن بين الزهد والإنفاق في سبيل الله:
الزهد فضيلة فردية إيمانية، لكنها تتضارب مع فضيلة أعلى منها وهي الجهاد بالمال في سبيل الله.
فالزاهد، إن فهمنا الزهد انزواء وهروبا وفقرا مرادا مقصودا لذاته، مؤمن ضعيف، عاجز عن نفع ذوي الحقوق عليه من عائل وجار وأمة. وجند الله المنتظرون بحاجة ماسة أثناء الزحف وخلاله وقبله وبعده للاستقلال المالي. فالمال عصب الجهاد في كل عصر ومصر. وجماعة من المتزهدين الدراويش لن تغني شيئا ولا في تحريك أذن واقع منيخ بكلكه على المسلمين، جالب عليهم بخيله ورجله، بعتوه العسكري وهمينته الاقتصادية، بأنظمته التابعة للجاهلية، الجاثمة على صدورنا.
تجتمع فضيلتا الإنفاق في سبيل الله والزهد في الدنيا في شخص المؤمن، في أشخاص المؤمنين، الدائبين على الكسب، وحفظ المال، واستثماره، ليدفعوه في وجوهه الشرعية –خاصة الجهاد– بنفس سخية. يد تكسب بتعب وحساب وحرص، ويد تنفق في سبيل الله بغير حساب. إن انفردت يد الانفاق بالعمل فمن أين تنفق؟ وإن انكمشت يد الزهادة في خمول الكسل وذل التسول فأين المؤمن القوي؟
أضف تعليقك (0 )