مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

قضايا الأمة

المسلمون والأقصى..شعور ووعي وفعل مؤثر

المسلمون والأقصى..شعور ووعي وفعل مؤثر

المسلمون والأقصى..شعور ووعي وفعل مؤثر

الذكرى

في البداية كان المسجد الأقصى، ولا نهاية للمشكل بدون استرجاعه، كل شيء استبيح يوم تسلل الصهاينة إلى فلسطين ودخلوا ثالث الحرمين، التآمر الأمريكي، الاجتياح السوفياتي، الغطرسة الإسرائيلية، سقوط الجولان، احتلال سيناء والضفة الغربية، ثم تدمير لبنان، فتفتيت الوحدة، وضرب الأوطان بعضها ببعض.

ترتبط مشاعر المسلمين بفلسطين تلك الأرض التي بارك الله حولها، فجعل فيها المسجد الأقصى ليكون ذلك حافزا للمسلمين على إنقاذها مرة من الغزو الصليبي، وأخرى من الاستيطان اليهودي. وكل محاولة لعزل الشعب الفلسطيني عن التمسك بحقه، والدفاع عن مقدساته، والتعلق بدينه، إنما هي خيانة للقضية وتفريط فيها، ولا تغير الألفاظ المغلفة من الواقع شيئا.

إن لكل شعب حوافز ومكونات خاصة به، وشعوبنا العربية امتزجت بالإسلام، وليس هناك حافز أعمق من الجهاد في سبيل الله، يدفع جماهيرنا المسلمة إلى بذل النفس والنفيس والولد لإنقاذ الأرض وتحرير الإنسان.

المرحلة تتطلب انتقالا وتحولا من كلام نظري إلى فعل محسوس مؤثر، وكل مقومات هذا التحول موجود في واقع الأمة وحاضرها وهو سهل التحقيق، بسيط المعالجة لا يتطلب أكثر من وعي بالقضايا المصيرية، ثم انتفاضة تتمثل في وقفة تاريخية يقفها حكام العرب وشعوبهم ليفتحوا لهذه الأمة عهدا جديدا ليس فيه للمسائل الجانبية مكان، فلا اختلاف على صدارة، ولا تزمت في رأي، ولا تسلط لفكرة، ولا تغليب لحزبية، ولا أفضلية في النهاية إلا لبذل الجهد من أجل رد «الهجمة الشرسة» على حقوقنا وثرواتنا وإرادتنا.

في مناقشتنا لمطامع الاستعمار وموازنتنا بين الخطر الذي يشكله الروس أو الأمريكان على شعوبنا يظهر تباين حول مدى خطورة كل منهما، لكن هذا التباين يدور حول درجة الخطر لا حول الخطر ذاته، ولن نتيه في تحقيق الإدانة عن شرق الجاهلية أو غربها، فكلاهما مدان، ولن نتفرج على تحقيق تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ على حساب حرياتنا وثرواتنا؛ هذا بئر لي، وهذه مصفاة لك، وهذا المضيق لي، وتلك القناة لك.

حروب عربية إسرائيلية طاحنة نتج عنها مزيد من النكسات والنكبات وخيبات الأمل، سقطت أنظمة وقامت أخرى، ونفذ حكم الإعدام في خونة، ومازال آخرون ينتظرون إقامة الحدود، وكلهم يبررون وجودهم زاعمين أنهم من أجل القضية يوجدون، ومن أجل استعادة الوطن السليب والحق المغتصب يعملون، لكن أين أصبحنا اليوم من القضية، بل أين أصبحت القضية منا؟

المناسبة:

منذ 1948 أضحى واضحا للأبصار أن الصهيونية مزروعة في قلب دار السلام، والجاهلية والغربية الغازية الحاقدة على الإسلام في شكلها القديم والجديد إنما هما وجه واحد يمثل التحالف الصهيوني الصليبي لنفس العملة التي يسميها العصر «امبريالية عالمية»، ويمثل وجهها الآخر روسيا الغازية لأفغانستان وزعيمة الشيوعية الحاقدة على الدين. إذن عدو واحد وإن تلون وتحايد، وظهر بوجوه مختلفة؛ صهيونية، شيوعية، إسرائيل، أمريكا، انجلترا، فرنسا، وروسيا، والقائمة مازالت طويلة.

17 شتنبر 1978 تاريخ قسمت فيه الإمبريالية العالمية مناطق نفوذها في العالم الإسلامي الذي بدأ يهدد الحضارة المادية بعد الثورة الإيرانية المباركة، وبينما استسلم زعيم الخيانة القومية في مصر إلى أمريكا، باع عدو الإسلام في أفغانستان أرض الجهاد إلى روسيا. ادعى السادات أنه استرجع سيناء بطرق سلمية ودون إراقة الدماء، فهم الجميع أنه سخر للقضاء على القضية الجوهرية للعرب والمسلمين؛ فلسطين والمسجد الأقصى. تابع القراءة في مجلة الجماعة، العدد الخامس عشر، ص 7-8.

أضف تعليقك (0 )



















0
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد