post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

المقاولة وتطبيق مبدأ &#8220;مرونة التشغيل&#8221;!
إذا كان المجتمع الإسلامي الذي ننشد بناءه يقوم على التضامن وعلى حد أدنى من الرخاء الشامل فإن المقاولة العصرية تنبني على أسس أخرى وتستهدف غايات مختلفة: المردودية والبقاء في سوق تحكمه المنافسة الضارية. لا عاطفة تحكمها ولا نزعة إحسانية تستحثها، مادامت قيود السوق تلزمها بتطبيق مبدإ &#8220;مرونة التشغيل&#8221; الذي يعني قبل كل شيء فيما يعنيه العمل الجزئي والطرد والبطالة.
ما السبيل إذن إلى جعل المقاولة تقوم بمهمتها الاقتصادية دون أن تتخلى عن وظيفتها الاجتماعية؟ كيف يمكن للحكومة أن تحمي في نفس الوقت المستثمر والمصالح الاجتماعية التي يضمنها الشغل؟ منطقان مختلفان لابد من التوفيق بينهما كما تحاول ذلك اقتصادات جنوب شرق آسيا بمساعدة الحكومات التي تحمي مصالح هؤلاء وأولئك.
فللإفلات من قبضة دركي العالم (أمريكا) وإحباط الخطط التي ترسم في بروكسل وواشنطن لا بد من استلهام نماذج أخرى وتكييف الحكمة الآسيوية لغاياتنا ولوضعنا. لسنا مطوقين تماما بضرورة الخضوع للمعايير الدولية، بدليل نجاح الاقتصادات التي تمكن القزم سنغفورة من الزئير مع الأسود وقذف الذهب في معترك التِّنِّينات.
فلتعلُّم مناهج التدبير الجديدة، لابد لمقاولاتنا أن تتخلى أولا عن العادات السيئة، إذْ عالم اليوم أرض عذراء تنتظر أن يستوطنها مستكشفون من رجال الصناعة العصاميين، المغامرين المحنكين المقتحمين. يجب أن تخلي المقاولة العائلية المكان لتقنيات الإدارة، وتنحني العقليات المتحجرة أمام المديرين الشباب القادرين على مواكبة التطور المتواصل للمعارف ولمناهج العمل. إنَّ &#8220;الرفع من المستوى&#8221; الذي يُتَرَنَّمُ به صباحَ مساءَ والذي يُقْتَرَحُ علينا نموذجُه وسنده، لن يتم إلا بتعبئة مستقلة لـ&#8221;مواردنا البشرية&#8221;. أما نموذج &#8220;الجودة الشاملة&#8221; التي تمثل شرط البقاء في السوق المفتوحة التنافسية فيجب البحث عن نموذجه في بلد كاليابان حيث يتزاوج فن التسويق عند البيع و&#8221;المسحة الروحية&#8221; عند الإنتاج.
على مقاولة ما بعد الحداثة -ما بعد الصناعة- في المجتمعات المتقدمة أن تكون ذكية مبدعة أو تختفي، إذ لاتوجد مصحات تجبيرية للبطات الاقتصادية العرجاء، أما نحن فنحتاج أكثر من غيرنا إلى الإبداع والذكاء في بلادنا المتخلفة، لأننا سنضطر إلى اقتحام عدة عقبات أهمها النظام المدرسي التكويني المختل والعتيق.
<a href="https://siraj.net/ar/read?id=15&amp;page=285&amp;q=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%BA%D9%8A%D9%84" target="_blank" rel="noopener">عبد السلام ياسين، الإسلام والحداثة، ص 285-287.</a>

المقاولة وتطبيق مبدأ “مرونة التشغيل”!

أسرى الحرب في الإسلام

الله ابتعثنا

جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي بعيون الإمام ياسين

السياسة والحكم

المقاولة وتطبيق مبدأ “مرونة التشغيل”!

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة