post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

فحين يبحث المؤمنون عن المنهاج النبوي الذي ربى به رسول الله صلى الله عليه وسلم جيلا قرآنيا من المحسنين لإعادة الشخصية الجهادية إلى قيادة الأمة ولإعادة القيم الإيمانية الإحسانية إلى مكانتها في سلوك الأمة، يسعى الآخرون لتجريد الأمة من تلك القيم ولعزل الشخصية الإيمانية من تقدير المسلمين. في نظر الملاحدة والتابعين للفكر الوضعي يتمثل التخلف كله في جهة هي جهة الإيمان بالله وباليوم الآخر، ويتمثل التقدم كله في جهة الكفر بالغيب، وفي مقدمة الغيب وجود الله. في قاموس هؤلاء لا معنى لعبارة &#8220;نصر الله&#8221; أو &#8220;التوكل على الله&#8221; إلا الهروب من الواقع وصدماته وحقائقه والارتماء في أحضان الغيبية الخرافية. بين طرفي إلغاء الأسباب وإلغاء الغيب من الحساب يقع صواب الإيمان بقدرة الله تعالى المطلقة والاحترام المشروط على المؤمنين لسنته في الكون والتاريخ. التحليل &#8220;العلمي الموضوعي&#8221; الوضعي والمادي لا يستطيع إدراك &#8220;المعجزة&#8221; التاريخية التي برزت للوجود على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفائه من بعده لأن المحللين، ومعهم كلمة العصر الحاسمة: &#8220;العلم&#8221;، لا يحيون الإيمان فلا يعرفون شؤون الإيمان ومقتضياته من داخل نفوسهم الخالية الخربة. أما القرآن كلام الله وبيانه وعلمه فيضع الغيب مكانه من الواقع في مثل قوله تعالى في غزوة بدر: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾1. الملائكة مدد غيبـي، قد يراه المؤمنون وقد لا يرونه، لكن هذا المدد والتثبيت الناتج عنه لا يأتي إلا انعطافا إلى قوم حققوا في قلوبهم معاني الإيمان وفي سلوكهم شعب الإيمان، قوم مسلحين يضربون ويقاتلون ويقتُلون ويقتلون. قوم يجري عليهم قانون الله في الأرض، ويُوَفَّوْن جزاء إيمانهم وإعدادهم القوة خصوصيات منها تنـزل التأييد الغيبـي الذي يتفاوت زيادة ونقصانا بزيادة الإيمان والإعداد ونقصهما. عبد السلام ياسين، سنة الله، ص 11. 1 سورة الأنفال، الآية 12.
<a href="https://siraj.net/ar/read?id=24&amp;page=11&amp;q=%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86" target="_blank" rel="noopener">سنة الله، ص 11</a>

النصر بين المدد الغيبي وإعداد العدة

صناعة الذل

ويفرح المؤمنون بنصر الله

في الذكرى 73 للنكبة.. "إسرائيل الابتلاء" وشروط النصر

السياسة والحكم

النصر بين المدد الغيبي وإعداد العدة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

تربية مستقبلية

هذه العلوم الكونية

الرحم الجامعة

الولد الصالح

مأْخذنا الجوهري على الديمقراطية

بذكر الحبيب المصطفى الكونُ يعْبَقُ

مقالات ذات صلة