post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

تحديات أمام الإنسان الحامل للمشروع  التغييري:
<h2>-التحدي السياسي-1/3</h2>
إن التحديات التي تعترض الإنسان الحامل لواء الدعوة أو &#8220;جند الله&#8221; حسب تعبير الإمام ياسين رحمه الله تعالى، لهي تحديات كبيرة معقدة تحتاج إلى إرادة وقوة وعزيمة صادقة لاقتحامها والسير صعدا دون التفات نحو موعود الله وبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه التحديات على صعيد الفرد والجماعة وقف عندها الإمام رحمه الله بالدراسة والتحليل  داعيا جند الله إلى اقتحامها.
ومن بين أهم هذه التحديات، التحدي السياسي الذي سنتناوله بالدراسة في هذا المقال إن أكبر عقبة وتحد في طريق جند الله هو التحدي السياسي، هذا التحدي ابتٌليَت به الأمة منذ تحول الخلافة الراشدة إلى ملك عاض ثم ملك جبري، حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:&#8220;تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت&#8221;. [ref]- رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح[/ref]
حديث نبوي شريف اتخذه الإمام ياسين رحمه الله تعالى محورا لتفكيره ودليلا لمعرفة الانحراف الخطير الذي حصل لتاريخ الأمة  ويركز الإمام  عبد السلام ياسين على دراسة التاريخ الإسلامي والوقوف على لحظة الانكسار فيه، والبحث عن أسباب ذلك، لأن واقع اليوم نتيجة لتراكم مآسي الأمس، ولذلك يقول:&#8220;فهم الانكسار التاريخي الذي حدث بعد الفتنة الكبرى ومقتل ثالث الخلفاء الراشدين ذي النورين عثمان رضي الله عنه ضروري لمن يحمل مشروع العمل لإعادة البناء على الأساس الأول&#8221;&#8211; [ref]ياسين عبد السلام ، نظرات في الفقه والتاريخ ص:27 [/ref]وحري بجند الله اليوم  أن يفهموه أي &#8220;الانكسار التاريخي&#8221;  وإلا سيبقى فهمهم لحاضرهم ومستقبلهم مضببا مشوشا غاية التشويش.
وعليه فإن التحدي السياسي في المشروع المنهاجي يقوم على عقبتين اثنين إن اقتحمها جند الله تذللت لهم الصعاب. وهما:
<h2>فساد الحكم</h2>
تحدي يتجلى في فساد الحكم لما له &#8220;من بالغ الأثر في تأزيم الوضع الداخلي، ونشْر ثقافة اليأس والشك وعدم الثقة في هذه المجتمعات&#8221;[ref] &#8211; ياسين عبد السلام  ، العدل ص:78 [/ref]بفساد الحكم والحاكم تفرعت أمراض أخرى في المجتمع ومكوناته، وأخطر أنواع الفساد التي تصيب الحكم والحاكم هي الاستبداد.
استبداد هو رأس الفساد وهو أساس المشكل، استبداد أصاب نظام الحكم بالعقم، ويصيب الحاكم بالغرور فيتأله على العباد كما فعل فرعون في زمانه &#8220;ما أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ&#8221; (غافر : 29 ) &#8221; مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي &#8221; (القصص : 38 ) وينتج عن ذلك تغييب لإرادة الأمة وتعطيل لمقدراتها وقمع لمبادراتها وحد لحركتها، استبداد فرد جاثم على صدر الأمة، فرد يحبس أنفاس أمة! فرد غيب  الشورى وطرد العدل ومال عنه ،ألغى حقوق الناس ووظف الدين لاستتباع الرعية
<h2>دين الانقياد</h2>
إن &#8220;دين الانقياد&#8221; عادة قبيحة درج عليها الناس فأخضعوا أعناقهم للاستبداد، وهو أكبر تحدي يعترض طريق جند الله يقول ابن خلدون رحمه الله صاحب هذا المفهوم:&#8220;فإذا استقرت الرئاسة في أهل النصاب المخصوص بالملك في الدولة وتوارثوه واحداً بعد آخر في أعقاب كثيرين ودول متعاقبة نسيت النفوس شأن الأولية واستحكمت لأهل ذلك النصاب صبغة الرئاسة ورسخ في العقائد دين الانقياد لهم والتسليم وقاتل الناس معهم على أمرهم قتالهم على العقائد الإيمانية فلم يحتاجوا حينئذ في أمرهم إلى كبير عصابة بل كأن طاعتها كتاب من الله لا يُبَدل ولا يُعْلم خلافه&#8221;.[ref]- ابن خلدون، عبد الرحمن، مقدمة ابن خلدون، بيروت، مؤسسة المعارف، ط1، 2007م، ص 173-174.[/ref]
لقد قتل دين الانقياد إرادة الأمة وغرس فيها &#8220;روحُ الطاعة الخانعةِ للسيف بعد أن كانت البـيعةُ في عهد الخلافة الراشدة عَقدا اختيـاريا. كانت عقدا يعطي الإمــامَ حقَّ السمع والطاعة بشروط. فأصبحت البـيعة اسما للانقياد بلا قيد ولا شرط. وأُلحقَتْ أحكامُ المبايعة وشؤون الإمامة بكتب الفقه كأنها فروعٌ لا خطر لها&#8221;. &#8211; [ref]ياسين، عبد السلام الخلافة والملك ص:[/ref] فانطبعت فيها النفسية الخانعة العليلة المريضة، لا تنكر منكر الحكم الفاسد ولا تتحدث عنه إلا باحترام تام، كيف تجرؤ وقد أثقلها طوق التقليد؟ تقليد أعمى جعل الأمة حبيسة اجتهادات سابقة لعلماء اجتهدوا لزمانهم.
بناء على ما تقدم ولتجاوز هاتين العقبتين لا بد لجند الله من معارضة الحكم الفاسد وفضحه  واقتلاع جذوره، يقول الإمام ياسين رحمه الله تعالى:&#8220;نريد تغييرا جوهريا يأتي بنيان الفتنة من القواعد&#8221;[ref]- ياسين، عبد السلام المنهاج النبوي ص:32[/ref]
ولا سبيل لجند الله لرد الأمور إلى نصابها إلا بتجاوز هذا الفساد والاستبداد التي أحدثته الأنظمة الجبرية  التي مزقت الأمة وفرقتها، ولن يتأتى هذا إلا بإسقاطها.

تحديات أمام الإنسان الحامل للمشروع التغييري 3/1

رسالة الإسلام أو الطوفان

في الذكرى 50 لرسالة الإسلام أو الطوفان

الإيمان قبل الطوفان

التعليم في مشروع الإمام عبد السلام ياسين

السياسة والحكم

تحديات أمام الإنسان الحامل للمشروع التغييري 3/1

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

تحديات أمام الإنسان الحامل للمشروع التغييري 3/3

تحديات أمام الإنسان الحامل للمشروع التغييري 3/2

تحديات أمام الإنسان الحامل للمشروع التغييري 3/1

الدعوة إلى الله في فكر الإمام عبد السلام ياسين

مقالات ذات صلة