post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الحداثة رفض لكل ما لا يقْتعد أساس التفسير العلومي. فهي رَفض صريح للوحي والله والغيب والرسل والآخرة. وقد انفصلنا عن الحداثة في محطتها هذه انفصالا كليا.
الخير في دين الحداثة ما ينفع الفرد في متعه ورخائه، والمجتمع في استقراره ورحابَة وسائله وبطش قوته. والشر ما يضر الجدوَى والرخاء والشغل والسيطرة على الطبيعة والعباد. ولنا معايير غير هذه للخير والشر، نلتقي مع حداثتهم في الاهتمام بالجدْوَى، وإلى تثمين العمل المنتج، وإلى مكافأة العمل، وإلى تثبيط الكسل والطرق الملتوية للكسب الطفيلي. ونفترق حين يريدونها ديمقراطية لاييكية، ونريدها شورى في سياق الشورى.
في دين الحداثة العدو الأكبر للإنسان الموت. وهي منطقية مع مبادئها. ما دام الإنسان دابة لا آخرة أمامها فالكارثة العظمى هي الموت الذي ينبغي أن لا يُذكر في مجلس، وأن لا يشار إليه بكلمة، لأن الحديث عن الكارثةِ العظمى سوء أدب، وسبب تَنغيص، ومذكرة ألم، ومَغَص نَفس، وإثم حضاري لا يغتفر.
أما حداثتنا فذكر هاذم اللذات راحة إلى رحمة الله ورجاء متجدد. والعدو الأكبر ما يفسد على المسلم والمسلمة مآبهما بعد الموت. العدو الأكبر الشيطان والهوى والدنيا. يختبط الثلاثة بعضهم في بعض ويتآمرون على سعادة المسلم والمسلمة، ويعلمون معصية الله، والشك في المرجع إلى الله. وقَد يُزلون المخذول فيزينان له الإلحاد في دين الله، والكفر بالله ورسله والآخرة. وذلك زيغ عن دين الشورى وسياق الشورى
الشورى والديموقراطية، ص: 366-367

السياسة والحكم

دين الحداثة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

الحج مطهرة وهداية

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

من شعب الإيمان..الحج والعمرة

صور من محبة رسول الله ﷺ

خطاب الروح الصليبي وبطشه

الأنانية والجشع وصناعة الفساد

مقالات ذات صلة