post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

سياسته ﷺ لأهله
133. عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ»(1).
134. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنّ <a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/%d8%ad%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%ef%b7%ba/">النَّبِيَّ</a> ﷺ كَانَ جَالِسًا فَسَمِعَ ضَوْضَاءَ النَّاسِ وَالصِّبْيَانِ فَنَظَرَ فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تُزْفِنُ(2) وَالنَّاسُ حَوْلَهَا، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ تَعَالَيْ انْظُرِي»، فَوَضَعْتُ خَدِّي عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «يَا عَائِشَةُ مَا شَبِعْتِ؟ فَأَقُولُ: لا لأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ(3)، فَطَلَعَ عُمَرُ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهَا وَالصِّبْيَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «رَأَيْتُ شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ»، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَلْبَثُ أَنْ تُصْرَعَ»، فَصُرِعَتْ فَجَاءَ النَّاسُ فَأَخْبَرُونَا بذلك(4). 135. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الـمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ»(1) وفي رواية: «وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ، وَإِمَّا قَالَ: «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ»(2)، حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: «حَسْبُكِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاذْهَبِي»(3).
136. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى»، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ». قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ(4).
137. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ(5) سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: «هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ»(6).
138. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَنْتِ؟» قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، فَقَالَ: «بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ(7)الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: «إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ»(1).
139. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِخَزِيرَةٍ(2)قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: «اُلْطُخِي وَجْهَهَا»، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ لَهَا، فَمَرَّ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ(3)، فَظَنَّ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: «قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ(4)
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج، رقم: 676، وفي كتاب النفقات، باب خدمة الرجل في أهله، رقم: 5363، وفي كتاب الأدب، باب كيف يكون الرجل في أهله، رقم: 6039. (2) ترقص. (3) يناوِب بينهما إعياء. (4) أخرجه ابن عدى في الكامل في ضعفاء الرجال، 3/493، واللفظ له. وابن عساكر، 44/84-85. وهو حديث حسن. (1) أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب أصحاب الحراب في المسجد، رقم: 454، واللفظ له. ومسلم، كتاب صلاة العيدين، باب الرّخصة في اللّعب الّذي لا معصية فيه في أيّام العيد، رقم: 892. (2) بنو أرفدة: قيل هو لقب للحبشة، وقيل اسم جدهم الأكبر، وقيل: المعنى يا بني الإماء. (3) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الدرق، رقم: 2907. ومسلم، كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، رقم: 892. (4) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن، رقم: 5228. (5) أي سمنت. (6) كان النبي ﷺ يغير الأسماء المنكرة. (7) كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء المنكرة. (1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، فصل في المكافأة بالصنائع، رقم: 8701، والحاكم في المستدرك، كتاب الإيمان، رقم: 40، واللفظ له. وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين»، وقال الذهبي قي التلخيص: «على شرطهما وليست له علة»، وحسنه غيرهما. (2) الخزيرة: شبه عصيدة. وهو اللّحم الغابّ يقطّع صغاراً في القشدر، ثم يطبخ بالماء الكثير والملح، فإذا أميت طبخاً ذرّ عليه الدّقيق فعصد به ثمّ أدم بأيّ إدام شِيءَ، ولا تكون الخزيرة إلاّ بلحم، وإذا كانت بلا لحم فهي عصيدةٌ. (3) ينادي شخصا باسمه. (4) أخرجه أبو يعلى، مسند عائشة، رقم: 4476، واللفظ له. وابن عساكر، 44/90. قال الهيثمي: «رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن»، 4/316، رقم: 7683.
<a href="https://siraj.net/ar/read?id=1075&amp;page=61">تابع القراءة في: عبد السلام ياسين، شعب الإيمان، ج 1، ص 61-63</a>.

التزكية والدعوة

سياسته ﷺ لأهله

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

الحج مطهرة وهداية

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

من شعب الإيمان..الحج والعمرة

صور من محبة رسول الله ﷺ

خطاب الروح الصليبي وبطشه

الأنانية والجشع وصناعة الفساد

مقالات ذات صلة