post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

بسم الله الرحمن الرحيم. ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾. اللهم اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سني وانقطاع عمري.



ساحة الجهاد مدرسة، وعمليات الجهاد مَفْرَزَةٌ ومصفاة ومحَك لتخليص الصادقين من أهل دعوى الإسلام. مرَّ المجاهدون في صفِّ القتال بأفغانستان من امتحان مواجهة العدو الروسي الكافر فاستحقوا التأهيل للمرتبة الإحسانية، بقيت عليهم درجة لينالوا ويحظوا بالشهادة الكبيرة من الله عز وجل. الدرجة الباقية عليهم هي أن يوحدوا صفهم ويصرعوا وحش العصبية القبلية كما صرع الله بهم وحش الكفر. عندما يتجاوز المجاهدون من ذلك الشعب الكريم من الأمة ما ابتُليت به الأمة من الطائفية والقبلية ينالون شهادة الله عز وجل الكبرى الواردة في قوله عز من قائل: ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [الصف، 4]. نسأل الله لهم ذلك ولهذه الأمة، آمين، حتى تتوحد أمة الحق.



مرّ الإسلاميون، ولا يزالون في قاعات الامتحان، باختبار المواجهة السياسية. كل في قطره حسب اجتهاده وإمكاناته. أمام جند الله الزاحفين إلى نصر الله إن شاء الله لائحةٌ ترسم خطَّ الارتقاء في سلم الفلاح والصلاح. أول بنودها قول رسول الله ﷺ: «أحب الجهاد إلى الله كلمةُ حق تقال عند إمام جائر». رواه الإمام أحمد رحمه الله عن أبي أمامة رضي الله عنه بسند حسن.



فكل من نهض مستنكراً للجَوْر وقال بلسان قاله أو بلسان حاله مقالة الحق ونصيحة الصدق لله ولرسوله وللمؤمنين داخل في وعد هذه المحبوبية، بل الأحبية، يلاحِظُ المطلع على حقائق الحركة الإسلامية أن الباعث على الانخراط في الصف الإسلامي هو على العموم اهتداءٌ إلى طريق الاستقامة، وابتهاج بالتحول الذي يطرأ على الناشئة فتلمس القلوبَ الواردةَ من بيداء التلفِ بشاشةُ الإيمان وأخوة الإسلام. لكن سَرعان ما تتقلص هذه النشوة الإيمانية، ويقع لها جزر فتدع الأخ في ضحالة مياه الولاء للجماعة، والانتماء للفئة، في شبه انقطاع عن الله ورسوله، إذ لم يتلقَّ التربية الإحسانية التي تتجاوز به مناطق الانحدار.



فيبقى المرشَّحون للجندية في سبيل الله على حساب أنفسِهم، لا على حساب مشروع لتجاوز النفس الفردية والعصبية الفئويَة. ومادمنا لا نتجاوز هذه المناطق المزروعة بألغام الهوى والغفلة عن الله، والكسل في العبادة، والإعراض عن الذكر، والصحبة المشبوهة، والجماعة الـمُعْصَوْصِبَة، فإن الراية التي نقاتل تحتها ليست راية الإسلام مهما رُفِعت الشعارات، ومهما ظهر من شجاعة، ومهما تقدم للفداء شبابٌ ينفجرون بعُبُوات الغضب على أعدائهم. بل إن اضطرام الحميَّة الغضبيّة قد يكون مؤشرا لغلبة النوازع النفسية. وتجد كثيرا من الشباب الإسلامي، المحسوب على الإسلامية، لا يفكر إلا في الانتقام من الظلم، وفي زرع المتفجرات، وفي الاغتيال السياسي. ويبصر البصير تأثير نموذج «الألوية الحمراء» وأضرابها من عصابات الإرهاب السياسي في أوروبا على سلوك شبابنا الغاضبين.



أما إذا كان العدو متميزا فالتفجير الغضبي منجاة من الذل الذي يأباه الدين. وحيّى الله شباب فلسطين.



الإحسان، ج2، ص: 429-430.

قضايا الأمة

فـضل الجهاد

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

الأسرة والاستقرار المادي

المكارمة في الحياة الزوجية

ترشيد الشباب

الأسرة مصدر قيام الأمم وانهيارها

الطلاق.. أحكام واجتهادات وإحسان

سعد مثال الشباب المحمدي

مقالات ذات صلة