post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

إلقاء الأستاذ عبد الكريم العلمي تفريغ: هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
التزكية ليست عملا زائدا أو فعلا نافلا، بل هي في حقيقتها فرض واجب على كل مسلم ومسلمة؛ لأن التزكية استجابة واتباع وبركة وترقية. وإذا كانت هذه المعاني الأربعة متعلقة بذمة الفرد وهمّته، فإن التزكية تكون سببا في نصر الأمة وظهورها وصلاحها في الدنيا وفلاحها ونجاحها في الآخرة.
<h2>التزكية استجابة:</h2>
التزكية استجابة للرب الرحيم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ (الأنفال: 24). فهذه دعوة إلى الحياة بكل معاني الحياة وصفاتها وتجلياتها، ومنطلق هذه الحياة هو القلب ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾، فالقلب الميت لا يستجيب ولا يجيب. إنما يجيب القلب الذي وفّقه الله عز وجل وطهره وزكاه، فيستجيب لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
<h2>التزكية اتباع:</h2>
التزكية اتباع للرسول الكريم الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (آل عمران: 31)، وهذا الاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هو سبب الفلاح الأعظم؛ حيث يصل الإنسان إلى مقام المحبوبية من قبل الله سبحانه، فلا وصول ولا طريق إلى أن يحبك الله عز وجل إلا باتباع الرسول المحب المحبوب صلى الله عليه وسلم.
وعلى قدر هذا الاتباع يكون الحب؛ فليس الشأن في ادعاء المرء حبه لله عز وجل -وقد كان المشركون واليهود والنصارى يدعون ذلك- لكن باب المحبوبية مغلق وموصد بالمطلق وإلى الأبد إلا على من وفّقه الله وهداه إلى أن يتبع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أمر التزكية التي جاء بها ومن أجلها بعثه الله عز وجل.
أخْرَجَ الحكيم التِّرْمِذِيُّ رحمه الله، عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه، عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾. قال: «عَلى البِرِّ والتَّقْوى والتَّواضُعِ وذِلَّةِ النَّفْسِ»[1]. فهذه أمهات الأخلاق التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبعه فيها، فهي الموصلة إلى أن يحبنا الله سبحانه وتعالى.
<h2>التزكية بركة:</h2>
إن التزكية بركة، بركة في كل ما وهبك الله عز وجل، بركة في صحة العقل والجسد، بركة في الأهل والولد، بركة العمل والجهد، بركة في الرزق، بركة في الوقت&#8230; وعلى قدر التزكية تكون البركة في هذه الأمور كلها. والشواهد من حياة العارفين بالله تعالى والعلماء الصالحين كثيرة جدا، تدل على ما وهبهم الله عز وجل من أعمال منقطعة النظير في أعمار محدودة، لنعلم كيف بارك الله وقتهم وجهدهم، ولنرى أثر تزكية بواطنهم ونفوسهم على تلك البركة.
<h2>التزكية ترقية:</h2>
التزكية ترقية، وهنا يتفاوت المسلمون والمسلمات والمؤمنون والمؤمنات تفاوتا كبيرا جدا؛ إذ ليست التزكية عملا سكونيا جامدا فهي نماء وزيادة وطهارة. وقد سمى بعض العلماء رحمهم الله التزكية فقه الباطن، ومنهم من سماها الإحسان، فلا إحسان بدون إيمان ولا إيمان بدون إسلام، فهو ترقٍّ دائم. وإن فتر هذا الترقي أو توقف وطال هذا الفتور والتوقف فالنتيجة المأساوية -والعياذ بالله- هي التردي والتقهقر.
يقول الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله:&#8221; لفظ «الإحسان» يدل على معاني ثلاثة ورد بها القرآن ووردت بها السنة:
1 . الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
2 . الإحسان إلى الناس، كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين.
3 . إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، سواء العمل العبادي أو العادي أو المعاملاتي.
مجموع هذه الدلالات يعطينا مواصفات المؤمن الصالح في نفسه وخلقه وتعامله مع المجتمع، يعطينا الوصف المرغوب لعلاقات العبد بربه وبالناس وبالأشياء&#8221;[2].
وحتى نصل إلى التزكية الكملى ينبغي أن يشمل الترقي كل هذه المعاني الثلاثة:
ـ علاقة المؤمن بالله سبحانه وتعالى.
ـ علاقته بخلق الله سبحانه.
ـ علاقته بالأعمال وبالأشياء.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن كتب لهم الكمال في الإحسان، بحق لا إله إلا الله.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
&nbsp;
[1] ـ السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار الفكر، بيروت، 2/179 [2]  ـ عبد السلام ياسين، الإحسان، أفريقيا الشرق للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، السنة 2018م، 1/15

لماذا التزكية؟

يوم المؤمن وليلته

محبة الله ورسوله

التزكية الفردية والتزكية الجماعية الجهادية

ماذا نقصد بالتزكية؟

العلم والتزكية

السُّنَّةُ هي المنهاجُ

التزكية والدعوة

لماذا التزكية؟

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

ولا تنازعوا | ذ. محمد عبادي

1978 | الخروج من محنة الاعتقال

Au nom de Dieu, le Miséricordieux, le Très Miséricordieux

القرآن الكريم والعلم

مؤسسة الإمام تعقد مؤتمرها العلمي الرابع

How American Muslims Can Help Palestine

مقالات ذات صلة