post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

محبة الله للتائبين
شروط التوبة أربعة: الإقلاع عن المعصية إقلاعا كاملا، وعقد النية على عدم العودة إليها، وطلب المغفرة من الله. وشرط رابع هوَ طلب السماح من الذين أسأنا إليهم وظلمناهم وأخذنا حقهم.
هذه هي شروط التوبة الظاهرة. أما رُوحها ولبها ومعناها فهو الندم على ما فات، وتألُّم القلب، والصبر مع داعي الفضيلة، وقمع منادي الهوَى، والاكتساء بأردية العفة، وخشية الله في السر والعلَن، وتقوى الله فيما نأتي وما نذر، وشكره على النعماء، والخوف من سوء الخاتمة.
ما سوء الخاتمة؟ هو أن تُؤجِّل الواحدة التوبة وتتراخى فيها حتى يدركها الموت -وهو قريب منا في كل لحظة- ويفوت إبَّانُ العمل. لأن التوبة تقبل من الإنسان ما لم يُغَرْغِرْ، أي ما لم تبلغ الروح الحلقوم عند الموت. سوء الخاتمة موتة رديئة، وقبر مظلم بظلام جهنم، قبر هو حفرة من حفر جهنم، ثم سؤال ملكين غليظين شديدين، ثم افتضاح يوم العرض والنشور على رؤوس الأشهاد، أمام الخلائق. ثم الميزان والصراط والعقاب إن لم يغفر الله. نعوذ بالله.
إن هذه الطينة الإنسانية تجذبها الدواعي الشيطانية إلى أسفل، وتجذبها الشهوات، ويريد الهوى أن يستحوذ عليها. وفي القلب صَدَى نداء الملَك، وصدى نداء الرحمن. إن لم تتب العاصية من معاصيها، وتجدد التوبة فالمعاصي تنكت في قلبها نُكَتاً سوداء حتى يعود قلبها أسودَ شيطانيا.
يحب الله التوابين ويفرح بالراجعين إليه الممتنعين عن شيطانية الهوى وشيطنة الإنس والجن. ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.1 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَلّه أفرحُ بتوبَة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوِّيَّةٍ (قاحلة) مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه. فوضع رأسه فنام نومة. فاستيقظ وقد ذهبت راحلته. فطلبها، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش -أو ما شاء الله- قال : أرجعُ مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت. فوضع رأسه على ساعده ليموت. فاستيقظ، فإذا راحلته عنده، عليها طعامه وشرابه. فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده». الحديث رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
اللهم لك الحمد من رب يفرح بتوبة عباده. يا فرحة مؤمنة حملها على التوبة الحياء من كرم الله قبل الخوف من عقاب الله! للنفوس الكريمة توبة كريمة.<a href="https://siraj.net/%D8%AA%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%AC-1-6.325.q.%D8%A5%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D9%8A%D8%AD%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86.html#page/324" target="_blank" rel="noopener noreferrer"> تابع القراءة في تنوير المؤمنات، 1/324-326.</a>
1 البقرة، 221

التزكية والدعوة

محبة الله للتائبين

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

الحج مطهرة وهداية

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

من شعب الإيمان..الحج والعمرة

صور من محبة رسول الله ﷺ

خطاب الروح الصليبي وبطشه

الأنانية والجشع وصناعة الفساد

مقالات ذات صلة