post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

مركزية المسجد في المجتمع
المسجد الذي يتوسط الحارة ويشع على فضائها، المسجد الذي يجب أن يكون المؤسسة المركزية الحاضرة في العمارات، والإدارات، والمدارس، وأماكن العمل&#8230; إلخ.
في ظل الأنظمة المطلقة، تنحصر وظيفة المسجد في دائرة ضيقة لأن هذا الاستثمار الجغرافي للفضاء الحيوي لا يمكن طبعا أن تقبله مثل هذه الأنظمة التي تعتبر المسجد وتربية المسجد سلاحا في يد &#8220;المتعصبين، أعداء العقل، المجرمين&#8221;.
أما المسجد في المجتمع الإسلامي فيمثل بالأنشطة التي يديرها المؤسسة المركزية التي يجب أن تخدمها خلقيا وروحيا كل المؤسسات الحكومية. فعلى الحكومة إدارة الحياة المادية للناس، وعلى المسجد توجيه وتغذية حياتهم الروحية.
بذا سيمكن التكامل الضروري بين وظيفة الحكومة ووظيفة المسجد حيث يجتمع المؤمنون المشتتون المنشغلون طول اليوم بهم المعاش لاجئين إلى محضن يسود فيه الأمن والخشوع.
يجب أن توازَن قوى السوق والمفاوضات الظرفية وصخب الحياة اليومية بالقوى الجادة للخشوع الروحي والصلاة الموقوتة خمس مرات في اليوم. وإلا فقد المؤمن وسط الضوضاء اليومية كل معالمه. لكن يبدو أن هذه اللغة لم يبق لها أي معنى في عُرفِ حداثة فقدت كل معنى.
يقلب النموذج الإسلامي سلم القيم الحديثة، فيعطي الأولوية للقيم الخلقية والروحية بدل القيم المادية المتمثلة في الثراء والجاه. النموذج الإسلامي المتمثل في الإنسان المترقي خلقيا وروحيا، الفاعل النشيط والضمير الحي، يقابل النموذج الحديث الذي يجسده الفرد، المواطن المرقَّم المبرمج، الـمُنْهَك.
فالحداثة تحرم الفرد من أقدس حقوقه: معرفة الله عز وجل والاستعداد للقائه، وتغرقه في سيل لا ينقطع من المنتوجات الاستهلاكية المتجددة، إذا كان مواطناً في بلد غني ديموقراطي أو تَغطِسُه في مستنقع البؤس والهم إذا كان مجرد &#8220;شيء&#8221; يستعبده نظام جبري متخلف.الإسلام والحداثة، ص: 347-348

التزكية والدعوة

مركزية المسجد في المجتمع

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة