post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

أمام رجال الدعوة أبواب للجهاد لما تطرق، تطلب حزما وعزما وصبرا، وتطلب كد الليل والنهار.
إن الإسلام سلام ورحمة، إنه تحرير الإنسان من عبودية عاداته الدوابية ليرتفع إلى مستوى الإنسان الـمُكرم عند الله، الإنسان المؤمن المحبوب في الملإ الأعلى، ذي القيمة السماوية الخالدة، وكمال الدعوة في التبشير بقيمة الإنسان، والتبشير بالسبيل المؤدي إلى هذه القيمة، بالتربية الروحية التي ترفع المريد لله تعالى فتقربه من جنابه.
فمن رجال الدعوة كثير يلحون على الإسلام الشريعة الأرضية القمينة أن تبز أنظمة البشر، وهذا حق لاريب فيه، لكن الدعوة التي على هذا النمط دعوة مبتورة، لأنها تعرض لمشاكل الإنسان على الأرض وتترك الإنسان الذي بعث من أجل تحرير روحه وإرادته معا الرسل والأنبياء.
الدعوة الإسلامية أخذت تشق طريقها في ضمائر المسلمين، ملوا الشعارات والمذاهب فهم يتوقعون كل كلمة تكتب عن الإسلام، ويهتزون فرحا لكل عمل إسلامي ينجح أو يتراءى للناس أنه ينجح، ويتشوفون لعدل إسلامي، لنور إسلامي يفتح آفاق المصير القوي العزيز.
فلهؤلاء المسلمين الساهرة قلوبهم في انتظار فرج الله ورحمته، ينبغي لرجال الدعوة الإسلامية أن يشرحوا أمرين اثنين:
الأول: أن يحدثوهم عما سميناه «التجربة الشخصية»، أن يدلوهم على المنهاج النبوي الذي يرتفع بالمسلم إلى مرتبة الإيمان ثم إلى مرتبة الإحسان، وبهذا المنهاج يتحرر العقل من عقاله، فيؤمن بالغيب ويقف أمام الله تعالى موقف الفطرة، وينظر إلى العالم وإلى الإنسان نظر الفطرة، يرى مشروع الله تعالى فيما يقع من الأحداث ويسلك إزاءها سلوكا شرعيا كما أمر الله، يبذل نفسه ونفيسه في إعلاء كلمة الله، ويتخذ للعمل عدة العلم وعدة النظام وعدة الولاية بين المؤمنين يربطهم رباط المحبة فيكونوا جماعة لا مجتمعا. وبهذا المنهاج النبوي يتعلم المؤمن وتتعلم جماعة المؤمنين أن تسلك في عملها مسلك السمت والتؤدة والاقتصاد وهي سيما الصالحين وخصال الأنبياء.
على رجال الدعوة أن يشرحوا للمسلمين إن لله أولياء جعلهم رحمة في خلقه، ويدلوهم على الصحبة، ويدلوهم على المحبة الإلهية، ويدلوهم على رباط المودة وطاقة المحبة ونور الإخاء والولاية بين المؤمنين. في دنيا العنف والكراهية وينبغي لرجال الدعوة أن يدلوا على المحبة وعلى التؤدة والرفق.
قيمة الإنسان لا يعثر عليها إلا في المحبة، ولن تقنعه القيم الاقتصادية والاسترواحية التي تقوم عليها الحضارة المادية.
الإسلام بين الدعوة والدولة، ص: 469-471

التزكية والدعوة

مهمة الدعاة إلى الله

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة