نسمي «تربية متوازنة» تلك التربية الإيمانية التي لا تقصر بالمؤمن عن درجة المجاهدين ولا تجعله من غثاء الحركية الجوفاء الخالية من لب الإحسان.
التربية المثلى هي التي تجعل من جندي الله عارفا بالله مجاهدا في سبيله، فمن المتصدين للجهاد من هم في حماس إيماني دون الصدق. ومن أولياء الله من اعتزل الناس فلا يحدث نفسه بإحياء غيره فضلا عن إحياء أمة.
وكيفما كان فضل الرجل الصالح فإن الله عز وجل أعطانا معيارا للأفضلية حيث قال: فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً.
قد تجد وليا لله يجمعك على الله مع القعود.
خير منه ولي لله يجمعك على الله مع الجهاد.
قيادة من عامة المؤمنين تنظم جهادا وتقوى على تنفيذ مهماته خير للأمة من محسنين قاعدين بميزان ما نرى، وقد أعلمنا الله أن لهذا الميزان شأنا حيث قال: وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” فجعل حكمنا على ما نرى من نتائج عمل بعضنا حكما لاحقا بحكم الله ورسوله لكن جماعة لا تتجاوز قيادتها مستوى عامة المؤمنين جماعة كالجماعة وليست بها، ليست بها حتى يكون اللب الإحساني فقار ظهرها وسر نشأتها، وعماد بنائها. حتى يكون حب الله ورسوله حاديها، والشوق إليه عز وجل رائدها والسير إليه منهاجها.
فإذا أراد الله بجماعة المؤمنين رشدا قيض لها من أوليائه من يشد أواصرها بالصحبة المستمدة قوتها من القلوب، الواقفة على باب الله تطرق، تسترحم، تستفتح، تتضرع، تبكي شوقا ولهفة. كل ذلك والجوارح آخذة في تعبئة الجهود، والعقول منكبة على العلم النافع وإعداد ما أمرنا به من قوة الخبرة والتخطيط.
الجماعة المؤمنة المجاهدة تركيب عضوي كالجسد الواحد. فقيادة تمثل الرأس المفكر دون أن تكون في نفس الوقت قلب الجماعة الحي قيادة لا تجمع الكفاءتين الإيمانيتين: الرحمة القلبية والحكمة العقلية. وقيادة ذات رحمة في القلب ونورانية وكرامات لا تقدر على فهم الواقع والتخطيط للمستقبل والتنفيذ قيادة كسيحة بميزان ما نرى ونحكم، وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ المحسنين يعبدونه سبحانه كأنهم يرونه، المحسنين في فهم مهمات الجهاد وتنفيذها، وقد كتب الله الإحسان على كل شيء، من رأس الأمر كله وهو صلاح القلب إلى ما يتبع من جليل الأمر ودقيقه.
أضف تعليقك (1 )