post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الصلاة تجمع وقت المؤمنين ويتبلور بمناسبتها الروح الجماعي، فلذلك يحتفل بها المسلم، فهي في كل يوم خمس مناسبات لذكر الله وطلب الغاية التي من أجلها خلقنا، وهي في كل جمعة حفل بهي، وفي كل عيد مظهر لجمال الجماعة وقوتها وكثرة عددها. فلذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالسير إلى المسجد في الظلم، في غسق الليل وعند الفجر، وأمر بالطمأنينة في السير إلى المسجد، وأمر بالتبكير لحضور صلاة الجمعة وأمر بالبروز لصلاة العيدين بالنساء والصبيان في مظاهر الحبور.
إلى المسجد كان يفزع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حدث حادث، وفيه كان يجمع المسلمين، وفيه كان يبرم أمر الجماعة ومنه كان يخرج المجاهدون في وجههم للجهاد، وفيه كان يلقي الوفود، وفيه كان يعلم أصحابه، وفيه كان يجلس لحاجة المسلمين، وفيه كان يتم أمر الأمة الأعظم وهو المبايعة للإمام.
لهذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجلا قلبه معلق بالمساجد.
شيوخ المسلمين اليوم وعجزتهم يلزم بعضهم المساجد، ولسنا نرغب في مثل هذا التعلق الفردي إنما نحب حياة للمسلمين جديدة تنشأ في المسجد وتشب وتعمم أوقات المسلم كلها معاني المسجد ومعاني الجماعة التي مأواها المسجد. فتبدأ حركيتنا من المسجد وتدور حول المسجد عامرا بالقلوب المؤمنة تذكر الله وتصلي له وتتلو قرآنه وتتعلم الكتاب وتتعلم الحكمة. فذلك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحيازة الميراث يقوى المستضعفون فيصبحون خلفاء في الأرض أوصياء على الإنسانية.
روى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فقال: «يا أهل السوق ما أعجزكم ! قالوا: وما ذاك ؟ قال: ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم وأنتم ههنا ! ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه؟ قالوا : وأين هو ؟ قال في المسجد! فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا. فقال لهم : ما لكم ؟ فقالوا : يا أبا هريرة ! قد أتينا المسجد ودخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم! فقال لهم أبو هريرة : وما رأيتم في المسجد أحدا ! قالوا : «بلى ! رأينا قوما يصلون، وقوما يقرأون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة : ويحكم ! فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
الإسلام غدا، ص: 279-280

التزكية والدعوة

ميراث رسول الله ﷺ في المسجد

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

هكذا قال الإمام في حرية الصحافة

الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الكسب

حقوق العمال

من أصبح آمنا في سربه

كيف نقرأ التاريخ الفلسطيني؟

دروس تربوية من جهاد النبوة وهديها

مقالات ذات صلة