post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

نحو رؤية مستقبلية سليمة:
عند الحداثوي توخذ التنمية بشروطها كلها أو يستعد من شاء للركود في التخلف السرمدي.
الحداثة والتنمية صنوان لا يفترقان في ذهن الحداثويين. منطق واحد، ونموذج كوني واحد. سياق أبدي متلاحم يضمن وحده إن أخذ متكاملا متلازما التحولات الضرورية في العقليات، والتركيبة الاجتماعية، والنظام السياسي. إن لا تقترن وتتساوق الديموقراطية مع اللاييكية ونبذ الدين فالتنمية ممتنعة، والفشل حتمي ومطلق.
تفكير الحداثوي اللاييكي لا يزال في قِماط طفولته المقلدة يجتر نسق القرن الثامن عشر الأوربي، «عصر الأنوار». من لا يتنور بفولتير وروسو، فهو في ظلام. ثم من لا يأخذ الدرس المباشر من الثورة الفرنسية التي توجت الثورة التنويرية، فهو معتوه ميؤوس منه.
وكأن الظروف هي الظروف، وأحوال العالم هي الأحوال، وتاريخ الكنيسة مع الفلاسفة هو التاريخ، واستعداد أوربا إذ ذاك لنبذ دينها الكنسي كاستعداد المسلمين اليوم لنبذ قرآنهم. وكأن نظام العلاقات الدولية اليوم نفس النظام إذ ذاك، والاستراتيجيات القومية نفس الاستراتيجيات.
حداثويون لكن متخلفون بقرنين في نمط التفكير، مشدودون منجذبون إلى نقطة منها بدأ التاريخ، فلا يصح دخول التاريخ إلا لأمة سلكت نفس المراحل، وتفاعلت نفس التفاعلات.
لا يميز الحداثويون الخصوصيات التاريخية، ولا خصوصيات الأوضاع الموروثة. لا يميزون بالأخص انفراد هذا الدين الإسلامي، الذي هو ماهيتنا الوجودية، بأنه الوحي المحفوظ الحق. في تلك العقليات لا مكان لشيء يقال له حق يقابله شيء يسمى باطلا. فقط قديم مظلم لم يتنور بالفلسفة العتيدة، وعصري تطور على ضوء شمس العلوم المتحررة من قيد الخرافات.
نقطة قوتنا هو ديننا. ويتوب بعض المغربين توبة سياسية، فيصرخون معنا أن لا فكاك من التخلف إلا باستغلال «المخزون النفسي» للشعوب الإسلامية. ويبقى الحداثوي القح متخلفا حتى عن هذه «التنويرة» الحديثة، مصمما على أن النموذج العالمي الأبدي واحد لا يتجزأ.
إن رؤية مستقبلية سليمة لأمتنا لا تضع غماضات التبعية المتخلفة هي التي تأخذ في عين الاعتبار تطلعات المسلمين، والظروف المحيطة، والقوى السياسية في ديارنا وفي العالم، لكنها تبنى على القوة الوحيدة الثابتة لدينا التي لا بناء يثبت إن لم يرتكز عليها. إسلاميتنا ثابتة والحمد لله وطاقات شعوبنا مدخرة ليوم النداء الإسلامي.
ما نحن لقطاء في التاريخ، طارئون في العالم.
لقط في الثقافة كل من يدعو المسلمين إلى الانسلاخ عن دينهم.
قبائل هي هذه الفئات المحدثة في الإسلام التي تعبد الطوطم، السلف الأسطوري، أباها الروحي الكائن عنوانه هناك في «عصر الأنوار». أشربت الفئات المحدثة في الإسلام طوطمها كما أشرب بنو إسرائيل العجل. فالقلوب مختومة، والأصابع في الآذان.
تكَلُّس فكري، وتحجر، وعناد. وختم على القلوب نعوذ بالله.
ما يفعل يتيم التقطته المرضعة، فألقمته الثدي فرضع ورضع ولم يُفطم، فهو في أحضان أمنا فرنسا طفل أبدي؟
ما يفعل من تنكر في لباس غيره منذ صباه، علمته أمه أن لباس غيره هو الشياكة والسمو والنمو؟ بل ما يفعل من لا يضمن بقاء امتيازاته الاجتماعية غير تنكر الناس لدينهم مسايرة له؟
تُـنْكر أرض المسلمين وسماؤهم الأطفال النُّكْر، وتمجهم وتقذف بهم إلى مهاوي التفاهة كلما تقدمت يقظة المسلمين، ووعيهم بتاريخهم، وفقههم بالكارثة الغازية التي صاغت في أرض المسلمين طبقة طفلة مزورة، ووضعتها على رقابنا.<a href="http://siraj.net/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%8A%D9%86-9.195.q.%D8%A5%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B6+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9.html#page/195" target="_blank" rel="noopener"> حوار مع الفضلاء الديمقراطيين، ص 195-197.</a>
&nbsp;

نحو رؤية مستقبلية سليمة

أسرى الحرب في الإسلام

الله ابتعثنا

جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي بعيون الإمام ياسين

السياسة والحكم

نحو رؤية مستقبلية سليمة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة