post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

انتهى الإمام ياسين رحمه الله تعالى من تأليف كتاب &#8220;الإسلام غدا&#8221; في دجنبر 1972 بالرباط، وصدر في طبعته الأولى عن مطبعة النجاح بالدار البيضاء بالمغرب سنة 1973م. وصدر في طبعة ثانية عام 2023 عن دار إقدام للطباعة والنشر والتوزيع، بإستانبول.&nbsp;



بين دفتي هذا الكتاب الضخم، وعلى امتداد 950 صفحة، نجد تقديما وتسعة فصول، هي: 1- المنهاج النبوي وحركيته. 2- النموذج الخالد. 3- كتاب العالم. 4- طريق إلى التجديد. 5- من القلة إلى التقلُّل.&nbsp;&nbsp;6- التربية والربانيون. 7- التعليم والتعلّم. 8- الدعوة. 9- الخلافة، ثم خاتمة.



ويقدم الكتابُ في معالمه الكبرى جوابا عن سؤال المنهاج في العمل الإسلامي حاضرا ومستقبلا، والعمل الذي يُنهض الأمة المسلمة المشعبة المبعثرة ليتغير وضعها ويتجدد أمر دينها خلافة على منهاج النبوة، بمنهاج النبوة تعرضا لموعود الله وموعود رسوله صلى الله عليه وسلم. إذن فموضوع الكتاب يدور حول بناء نظرية في منهاج التغيير الإسلامي.&nbsp;



في الفصل الأول المعنون بـ&#8221;المنهاج النبوي وحركيته&#8221; قام الإمام ياسين رحمه الله بتحديد جملة من المفاهيم والتصورات المؤطِّرة للعمل الإسلامي المرتقب آنذاك، ومن جملتها مفهوم المنهاج، ومفهوم اقتحام العقبة، وسائر الخصال العشر التي يتألف منها منهاج (أو طريق) الخروج من حاضر الفتنة إلى مستقبل العزة والنصر والخلافة. فهذا المنهاج ينبغي أن يعرض الإسلام عرضاً مجدداً يحمل للمسلمين الأداة الفكرية والنظرية البنائية لممارسة إسلامية متكاملة.



في الفصل الثاني &#8220;النموذج الخالد&#8221; يعرض المؤلف علاقة المسلمين بتاريخهم الذي يختلفون في النظر إليه اختلافاً كثيراً، بينما يطلب منهم أن يتصلوا بتاريخهم الحق، تاريخ الدعوة الإسلامية، ليكون للأمة معيارا ترجع إليه في استشراف مستقبل الإسلام. فاهتمام الدعاة بتاريخ المسلمين ينبغي أن يركز على موكب النبوة ونبع الرسالة المحمدية وسيرة الصحابة لينتفعوا بفرصة الاقتداء بالأسوة الكاملة، ومعرفة مراحل وخطوات منهاج التربية والتغيير في مجالَيْ الأنفس والآفاق.



في الفصل الثالث &#8220;كتاب العالم&#8221; ينبه الكاتب إلى وضع الأمة بين الأمم، وحاجتها إلى التغيير الشامل والعميق، معتبرا أن المدخل الأساس لهذا التغيير هو التربية، باعتبارها أساسا ومنطلقا ودافعا لتدبير أمور الأمة الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، وذلك بالجمع بين تدبر آيات الله عز وجل وتطبيقات البعثة النبوية والخلافة الراشدة، والتقاط الحكمة البشرية حيثما كانت، مع تأكيد المؤلف على منهج الرفق ونبذ العنف.&nbsp;



في الفصل الرابع &#8220;طريق إلى التجديد&#8221;، وبعد ما أبرز المؤلف تهافت العقلانية الشكية، استعرض قضية التجديد ومنهاجه وعقباته، والحاجة إلى الاجتهاد والتجديد والتنظير في الموضوع، مُعرجا على مسالك التجديد التي مر بها عدد من المجددين وقادة المسلمين، عبر تاريخ حافل، من أمثال عمر بن عبد العزيز والإمام الغزالي ومحمد الفاتح العثماني، ثم ما قدمه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من إسهامات فكرية. وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري، برز علماء ودعاة مثل أبي الأعلى المودودي والإمام حسن البنا وسيد قطب، اختلفت تصوراتهم ومقترحاتهم الفكرية والدعوية، مما استدعى النظر من جديد في معالم الاجتهاد الكامل الذي ليس سوى الوجه العلمي لجهاد إحياء الأمة الشامل.



في الفصل الخامس &#8220;من القلة إلى التقلُّل&#8221; ركز الكاتب على قضية العدل وما تستدعيه من يقظة في الأمة وإحياء لفاعليتها عبر التعاون الجماعي من أجل إحداث تحول ثقافي ينقلها من قلة وذلة إلى قوة ومنعة، تجعلها قادرة على تحقيق إقلاع اقتصادي يعالج أدواء التبعية الاقتصادية والذيلية السياسية وما يرتبط بها من مشكلات فردية وجماعية.&nbsp;



في الفصل السادس &#8220;التربية والربانيون&#8221;، يعود المؤلف إلى مسألة التربية وبيان أهمية الأساس التربوي في إحداث التغيير، موضحا طبيعة التربية ومقوماتها ووظيفتها في التغيير. إذ إن هذه التربية القرآنية النبوية المنشودة لا يقوم بها سوى الرجال الربانيين القائمين بالقسط، يعملون على تنوير العقول والقلوب، بدءا بتربية الأسرة للحفاظ على الفطرة من تأثيرات الجاهلية والفتنة.&nbsp;



في الفصل السابع &#8220;التعليم والتعلم&#8221;، يربط الكاتب التربية بالتعليم ويؤسس عليهما نظريته في التغيير، فلا يجدي تعليم نفعا في الأمة إن خاصم لغة القرآن في المدرسة والثقافة والإعلام، مؤكدا على حاجة الأمة الحقيقية والعاجلة إلى إصلاح وضعها التعليمي وتجاوز التعليم المتخلف بوسائله وطرائقه ومضامينه.&nbsp;



في الفصل الثامن &#8220;الدعوة&#8221;، تحدث عن المحجة البيضاء التي يجب أن تتمسك بها الأمة وتحيا من أجلها، وهي الدعوة الإسلامية في صفائها وخيريتها، دالا على الطريق إلى هذه الخيرية، والتي تبدأ بالصحبة والذكر والصدق، حتى يستقيم الفرد على جادة المنهاج النبوي، عضوا فاعلا في جماعة المسلمين، ومستعدا للبذل من نفسه وماله وعلمه ما تزكو به نفسه من جهة، وما تتعزز به مكانة الأمة ويرتفع شأنها بين الأمم من جهة ثانية، وهو متمسك بانخراطه الإيجابي في جماعة المؤمنين، ويبذل في الوقت ذاته النصيحة للمؤمنين بما يجعل الدعوة حريصة على الخير ووارثة له.&nbsp;



في الفصل التاسع والأخير &#8220;الخلافة&#8221; يستشرف الإمام ياسين رحمه الله مستقبل المسلمين والعالم، ويمد نظره إلى ما بعد الواقع الحالي الذي تعيشه الأقطار العربية والإسلامية، منتقدا أصول الاستبداد ومظاهره، وتزيُّنه أحيانا بمسميات الديمقراطية ليغطي بها حقيقته الديكتاتورية، فالأمة تحتاج في جمع شملها وتوحيد كلمتها إلى الصدق والوضوح والولاية العامة كي تتوحد حقا وتتأسس دولتها على الشورى والاختيار لا على الوراثة والطغيان. وكذلك يستشرف المستقبل مستحضرا مختلف الإكراهات الذاتية والموضوعية التي تعطل الوصول إلى المطلوب غير أنها لا تمنعه، &#8220;وكان أمر الله قدرا مقدورا&#8221;.



وفي خاتمة الكتاب، يؤكد المؤلف على أهمية المنهاج في فهم الواقع وتحليله وتغييره، مذكرا بأن مهمة المؤمنين والمؤمنات هي إبلاغ الدعوة وإسماع الحق للإنسان ليعرف ربه ويعرف نفسه وحقه.



ويمكننا اعتبار هذا السفر المهم من مؤلفات الإمام ياسين رحمه الله، خطوة ثانية ومتقدمة، بعد كتاب &#8220;الإسلام بين الدعوة والدولة&#8221; لاكتشاف المشروع المنهاجي، وهو بمثابة الجسر الذي انتقل عبره هذا المشروع نحو آفاق رحبة ومتحررة ومتجددة، جسدتها بحق باقي مؤلفات الإمام رحمه الله التي تتالت بعد تأسيس الجماعة، والتي بسطت مفردات هذا المشروع في مختلف المجالات.



المصدر: كتاب أضواء على مكتوبات الإمام عبد السلام ياسين.

22 دجنبر 1972| كتب الإمام مقدمة كتاب “الإسلام غدا”

30 دجنبر 1989 | فرض الإقامة الإجبارية على الإمام

22 ربيع الأول 1409 كتب الإمام رسالة المروءة وحسن الخلق

6 غشت 1974 | انتهى الإمام من كتابة رسالة الإسلام أو الطوفان

شتنبر 1987 | رسالة “العدل والإحسان”

13 صفر 1415.. بعث الإمام برسالة إلى المعتقلين

مفكرة

22 دجنبر 1972| كتب الإمام مقدمة كتاب “الإسلام غدا”

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

15 يناير 2011 | ذكرى وفاة السيد أحمد الملاخ

كلمة الإمام عبد السلام ياسين إلى الأمازيغ

13 يناير 1990 | اعتقال مجلس إرشاد الجماعة

10 يناير 1990 | السلطة تقرر حل الجماعة

لماذا نتوب؟

جديد | تطبيق سور وآيات فاضلة

مقالات ذات صلة