تذكير بأهم المحطات التاريخية في سيرة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وكذا تواريخ مؤلفاته ورسائله وبعض زياراته ومواقفه التاريخية.
مقتطف من رسالة أرسلها الحاج علي سقراط رحمه الله إلى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله إبان اعتقاله بمستشفى المجانين بمراكش عام 1974. تؤكد وفاء الرجل وشجاعته في الحق.
منظومة مطمئنة بالإيمان بالله ورسله وباليوم الآخر، علها تسارع إليها أفئدة من الناس في دنيا القلق والسرعة. كلمة هادئة مستمسكة بالدين في زمن فلسفة التفكيك و التدكيك، “فلسفة المطرقة” حسب تعبير نتشه المخبول الألماني الذي “حطَّم” بهوسه المجنون وظنه الغريق في لجج الأوهام “أصناما” تسمى الله وتسمى اليوم الآخر.
إخواني الأعزاء، أخواتي العزيزات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسام قال : “كرم الرجل دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه”.
وقال في لسان العرب : ” المروءة الإنسانية… وقال الأحنف رحمه الله : المروءة العفة والحرفة…. وقال آخر : المروءة أن لا تفعل في السر أمرا تستحي أن تفعله جهرا “.
ظل الأستاذ عبد السلام ياسين حيناً من الدهر يتحرق قلبه المؤمن لما يرى من تضييع طائفة من العلماء واجبَ النصيحة، واستشراء الفساد في الأمة قاعدة وقمة. وكان لحسن ظنه بملك المغرب يلتمس طريقاً سرياً لتبليغ نصيحته له عبر رسائل إلى القصر، فلم تلق أي اعتبار من طرف الملك. وعيلَ صبره وطال بكاؤه ونحيبه بين يدي مولاه لما يرى من تمادي الأمة في الانحراف عن الدين وهوانها ومذلتها.
إخواني الأعزاء أخواتي العزيزات أيها المؤمنون والمؤمنات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما صدر العدد الأول من مجلة “الجماعة” قرأ الناس فيه نداء طويلا ملتاعا إلى توحيد العمل الإسلامي في المغرب. تلا ذلك وسبقه سنوات حاولنا فيها اللقاء والتقارب والتعاون على جمع الشتات. وعندما وضعنا “المنهاج النبوي” كانت الجماعة القطرية محور تفكيرنا، وكان التفكير لها مساهمتنا في الجمع المرجو.
وصدق في الله ولي الله تعالى مفخرة العلماء في هذا العصر سيدي سيد قطب، فدعا العبد الخاسر فرعون الاشتراكية والقومية المتدجل بالشعارات الإسلامية إلى الحق، فغضب الفرعون وسفك دماء المؤمنين الزكية، وقتل عالم الإسلام ولم يقبل فيه شفاعة المسلمين في مشرق ومغرب.
الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله يعلن بمسجد بنسعيد بسلا، بعد صلاة الجمعة، عن فتح جبهة جديدة في مواجهة ظلم الحكم وتعسفاته في حق المؤمنين، وذلك باللجوء إلى الله بالدعاء والقنوت على الظالمين في شهر صفر 1411، إن هم تمادوا في غيهم واستمروا على ظلمهم. وقد بقي آلاف من المؤمنين معتصمين بالمسجد إلى ما بعد صلاة العصر. وقد وافق هذا التاريخ “اليوم الوطني لحقوق الإنسان”.
تبودلت بين السلطة الحاكمة والهيآت المستفيدة من “العفو الشامل” في زعمه الهامل المائل في فعله، منح وهدايا على شكل وعود بحكومة ائتلاف ينعم فيه الجميع بالراحة والنيل، وعلى شكل عطايا سخية لصحافة تزغرد صفحاتها ابتهاجا بالحدث الفخم الضخم.
عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: “ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر – يعني رمضان “.
يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا،
سعادة هذا الكتاب أن يوقظ الواسن ويحرك الساكن لتمسك المومنة القارئة، والمومن الباحث، بتلابيب نفسه وهواه، ويحمل فكره على المكروه الذي تهرب منه النفس الراكدة في خبثها. سعادة هذا الكتاب وطموحه ورجاؤه من المولى الكريم الهادي أن تلتقي صراحته بقلق المومنة والمومن..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من أيام، العمل الصالح فيها أحب إلى الله، من هذه الأيام، يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه، وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء ” رواه البخاري.
بعد عشر سنوات من الحصار يعقد الإمام رحمه الله ندوة صحافية يوم السبت 16 صفر 1421 الموافق لـ 20 ماي 2000 في مقر الجماعة بسلا. وجاءت هذه الندوة بعد سلسلة من الأحداث كانت بدايتها تصريح أدلى به وزير الداخلية أحمد الميداوي أمام البرلمان يومه الأربعاء 6 صفر 1421 الموافق لـ 10 ماي 2000 حيث صرح في معرض جواب له عن سؤال شفوي بخصوص حصار الأستاذ ياسين أن “المعني بالأمر حر يذهب حيث شاء ويستقبل في بيته من شاء”.
ويوم الاثنين 11 صفر 1421 الموافق لـ 15 ماي 2000 أعلن الأستاذ ياسين في بلاغ للصحافة ووسائل الإعلام أنه عزم على الخروج لأداء صلاة الجمعة بمسجد الحي . وهكذا وبعد أن نشر هذا البلاغ يوم الثلاثاء 12 صفر 1421 الموافق لـ 16 ماي 2000 غادر رجال الشرطة المرابطون بباب إقامة الأستاذ ياسين موقع حراستهم.
أنهى الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تأليف كتاب “سنة الله” ظهر يوم الأربعاء الثامن من شوال سنة 1408ه (الموافق لـ 25 ماي 1988م)، بعد أن كتب جلّه صيف عام 1407ه، وتبلغ صفحات الكتاب ثلاثمائة وأربعا وثلاثين (334) صفحة من الحجم الكبير، جعله الإمام رحمه الله في أربعة فصول موزعة إلى مباحث، بعد مقدمة من ثمان صفحات. وتمت طباعة الكتاب الطبعة الأولى بمطبعة النجاح الجديدة، بالدار البيضاء، سنة 1426ه/2005م. ثم طبع طبعات أخرى.
وقد قسم الإمام رحمه الله كتاب “سنة الله” إلى قسمين كبيرين:
والكتاب مشروع متكامل في أكثر من ألف صفحة خطَّه الإمام ياسين في بداية القرن الخامس عشر الهجري (ق 15هـ) وثمانينيات القرن العشرين الميلادي (ق 20م)، ونشر منه لحد الآن الكتب الآتية: “في الاقتصاد: البواعث الإيمانية والضوابط الشرعية”، و”رجال القومة والإصلاح”، و”الخلافة والملك”، و”مقدمات لمستقبل الإسلام”، و”إمامة الأمة”، و”القرآن والنبوة”، و”جماعة المسلمين ورابطتها”. ولا تزال أجزاء أخرى من الكتاب تنتظر أوان الطبع بإذن الله عز وجل.
يتحدث الأستاذ المرشد في هذا الكتاب عن العلم وأهله، وعن الثقافة وأصحابها، مبينا “زغل العلم والطلب”، ومفصحا عما يجب معرفته وما يجب تجاوزه، وما لا يمكن غض الطرف عنه وتركه وراء وراء من منقول ومعقول، مختصرا بذلك الطريق على ملتمسي العلم، إذ العمر من الإنسان قصير، فوجب صرفه فيما يعم به النفع، ويصح به التقرب إلى الله عز وجل..