تذكير بأهم المحطات التاريخية في سيرة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وكذا تواريخ مؤلفاته ورسائله وبعض زياراته ومواقفه التاريخية.
سعادة هذا الكتاب أن يوقظ الواسن ويحرك الساكن لتمسك المومنة القارئة، والمومن الباحث، بتلابيب نفسه وهواه، ويحمل فكره على المكروه الذي تهرب منه النفس الراكدة في خبثها. سعادة هذا الكتاب وطموحه ورجاؤه من المولى الكريم الهادي أن تلتقي صراحته بقلق المومنة والمومن..
بعد عشر سنوات من الحصار يعقد الإمام رحمه الله ندوة صحافية يوم السبت 16 صفر 1421 الموافق لـ 20 ماي 2000 في مقر الجماعة بسلا. وجاءت هذه الندوة بعد سلسلة من الأحداث كانت بدايتها تصريح أدلى به وزير الداخلية أحمد الميداوي أمام البرلمان يومه الأربعاء 6 صفر 1421 الموافق لـ 10 ماي 2000 حيث صرح في معرض جواب له عن سؤال شفوي بخصوص حصار الأستاذ ياسين أن “المعني بالأمر حر يذهب حيث شاء ويستقبل في بيته من شاء”.
ويوم الاثنين 11 صفر 1421 الموافق لـ 15 ماي 2000 أعلن الأستاذ ياسين في بلاغ للصحافة ووسائل الإعلام أنه عزم على الخروج لأداء صلاة الجمعة بمسجد الحي . وهكذا وبعد أن نشر هذا البلاغ يوم الثلاثاء 12 صفر 1421 الموافق لـ 16 ماي 2000 غادر رجال الشرطة المرابطون بباب إقامة الأستاذ ياسين موقع حراستهم.
ا تكاد تقر نفس إلا إلى صِنوها، وكذلك كانت نفس الإمام المجدد رفع الله قدره في علياء سماعه للقرآن، فما طابت نفسه ولا استقرت إلا عند الأكابر من القراء وعلى رأسهم محمد رفعت رحمه الله تعالى؛ فقد كان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن “إذا سمعته يقرأ أُريت أنه يخشى الله” . كان للخشوع في صوت محمد رفعت رحمه الله صدى عميق، فكأن نزول آي الذكر متجدد أبدًا في صوته ، يلتقي بروحه كل من يفهم دقائق القرآن وأسراره، وكأنه يعيد اكتشاف الإسلام في
بعد إعلان الإقامة الجبرية في حق الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في 30 دجنبر 1989 في بيته بمدينة سلا، كان اعتقال مجلس إرشاد الجماعة -السادة محمد العلوي ومحمد بشيري ومحمد عبادي وفتح الله أرسلان وعبد الواحد متوكل ومعهم الأستاذ عبد الله الشيباني- وهم يهمون بلقاء مرشدهم صبيحة يوم السبت 13 يناير 1990.
أنهى الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تأليف كتاب “سنة الله” ظهر يوم الأربعاء الثامن من شوال سنة 1408ه (الموافق لـ 25 ماي 1988م)، بعد أن كتب جلّه صيف عام 1407ه، وتبلغ صفحات الكتاب ثلاثمائة وأربعا وثلاثين (334) صفحة من الحجم الكبير، جعله الإمام رحمه الله في أربعة فصول موزعة إلى مباحث، بعد مقدمة من ثمان صفحات. وتمت طباعة الكتاب الطبعة الأولى بمطبعة النجاح الجديدة، بالدار البيضاء، سنة 1426ه/2005م. ثم طبع طبعات أخرى.
وقد قسم الإمام رحمه الله كتاب “سنة الله” إلى قسمين كبيرين:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قُبَّة تركية على سُدَّتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده، فنحاها في ناحية القبَّة، ثم أطلع رأسه فكلَّم الناس، فدنوا منه فقال: ((إني اعتكفتُ العشرَ الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفتُ العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف))، فاعتكف الناس معه، قال: ((وإني أُريتها ليلةَ وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء))،
لنترك إدانة الأعداء، إدانة الصهاينة المجرمين، ولننظر العبرة في وفاة رجل، في استشهاد رجل، رجل كريم عند الله، رجل من أبطال هذه الأمة وقادتها. العبرة في ذلك الجسيم النحيل المريض، وفي ذلك الصوت الرقيق الذي طالما تلى آيات الله وصلى لله وناجى ربه عز وجل. العبرة في رجل أنشأ الله عز وجل به جيلا بل أجيالا من أبطال الإسلام. حيى الله تلك الوجوه في فلسطين، أولئك الذين رفعوا للأمة راية المجد في هذا الزمن، حياهم الله، وزادهم الله رفعة، ونصرهم الله.
كانت الرسالة موسومة بالوضوح في المضمون والجرأة في الخطاب، كما كانت موجهة للرأي العام إذ لم تكن النسخة الواقعة بيد الملك سوى واحدة من ضمن عشرات النسخ التي أرسلت إلى العلماء والمثقفين والوجهاء. لكل هذه الأسباب، تلقى الإمام ياسين مكافأة مباشرة تمثلت في اعتقاله مدة ثلاث سنوات وستة أشهر دون محاكمة.
يجدد الله للناس آياته فيبعث فيهم دعاة قائمين على الحق يتخذهم سبحانه حجة على خلقه، من هؤلاء الرجال في عصرنا الشيخ حسن البنا، رجل مر في سماء المسلمين مر القمر المنير، أضاء لقوم الطريق، وكان فتنة للمترفين والفاسقين، فحاربوه رضي الله عنه حتى قتلوه، وقد ظهر البنا في فترة عمية، الإسلام أنكره أهله، والثقافة الجاهلية سممت فكر الولدان المغرورين، فكان علما اهتدى به جيل كان ولا يزال جيل التضحية من أجل دين الله وجيل الكرامة والعزة بالشهادة لله.
ألفه الإمام رحمه الله بين فاتح شعبان 1401هـ و13 صفر 1402ه (بين 4 يونيو و11 دجنبر سنة 1981م) بسـلا – المغرب. ونشر مجزئا في الأعداد الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر من مجلة الجماعة بين يونيو 1981 ويوليوز 1982 ثم طبع بعد ذلك في كتاب واحد بفرنسا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان).
يلخص العنوان وحده الهدف من الرسالة فهي تُذكر الملك الشاب بأهم معالم عهد والده وخصائص المهمة الموكلة إليه بعد اعتلائه العرش من أجل قيادة البلاد نحو الرقي الحقيقي. لذلك قام الأستاذ ياسين بجرد حصيلة عهدٍ طويت صفحته ظاهريا بدفن ملِك حكم شعبه بالحديد والنار، وسميت مرحلة من مراحل حكمه بسنوات الرصاص، حيث ساد فيها العنف الأسود والقمع الممنهج، لعل من صوره معتقلات تزمامارت الرهيبة، في مقابل نفاق الواجهة الديموقراطية المزيفة.
زميلان جمعتهما المهنة منذ أكثر من أربعين سنة. ثم تقارَبَ ما بينهما لِجديَّةٍ في الطِّباع، لم يشتركا وهما في عنفوان الشباب إلا في النقاش الدائم حول جدِّيات الحياة.
وها هما بعد أربعين سنة ونَيِّفٍ وقد اشتعل الرأسان شيبا يتحاوران على ملإٍ من الناس حول قضية تتجاوز شخصيتيهما.
كان الله في عوْن العباد وما يُبتَلَى به العباد.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
كلمتي هذه إلى الإخوة والأخوات في جماعة العدل الإحسان…
لعل كثيرا منكم يذكرون أن حديثنا عن العدل والإحسان وتبليغنا عن جماعة العدل والإحسان لا يكاد يخلص إلى فهمه إلا من وقف عند بدايات هذه الجماعة وعند الكلمة الأولى في المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، وهي كلمة الصحبة، كلمة جامعة عميقة المعنى شريفة المبنى، فما من طالب خير أو ساع إلى تبليغ كلمة الحق إلا وينفُذُ من خلال تجربته الشخصية إلى معاني الصحبة ومبناها.
عقب الإعلان عن فرض الإقامة الجبرية على الإمام عبد السلام ياسين يوم السبت 30 دجنبر 1989م، عمد المخزن المغربي إلى عسكرة كل الأزقة والمسالك المؤدية إلى حي السلام بمدينة سلا حيث يوجد بيت الأستاذ المرشد، وهو البيت الذي فرضت على بابه حراسة دائمة من لدن عناصر الشرطة. وكان ذلك بعد ثلاثة أيام من تصوير الحلقة التاسعة من “أحاديث في العدل والإحسان” يوم الخميس 27 دجنبر 1989 م.
في مثل هذا اليوم الأربعاء 10 يناير 1990 تقرر السلطة حل الجماعة «رسميا وإداريا» متحدية تحديا سافراً القوانين المعمول بها في مجال الحريات العامة. بعد أن ضاق الحاكمون بدعوة العدل والإحسان التي ازداد توسعها وانتشارها في ربوع البلاد، فقرروا تضييق الخناق على حركة الإمام ونشاطه الدعوي والعلمي والسياسي، من خلال نشر قوات أمنية علنية وسرية في جنبات بيته العامر، ليلا ونهارا، ظلت تمنع يوميا عشرات الزائرين من مختلف مدن المغرب وقراه، بل من خارج المغرب أيضا.