تذكير بأهم المحطات التاريخية في سيرة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وكذا تواريخ مؤلفاته ورسائله وبعض زياراته ومواقفه التاريخية.
كانت الرسالة موسومة بالوضوح في المضمون والجرأة في الخطاب، كما كانت موجهة للرأي العام إذ لم تكن النسخة الواقعة بيد الملك سوى واحدة من ضمن عشرات النسخ التي أرسلت إلى العلماء والمثقفين والوجهاء. لكل هذه الأسباب، تلقى الإمام ياسين مكافأة مباشرة تمثلت في اعتقاله مدة ثلاث سنوات وستة أشهر دون محاكمة.
يجدد الله للناس آياته فيبعث فيهم دعاة قائمين على الحق يتخذهم سبحانه حجة على خلقه، من هؤلاء الرجال في عصرنا الشيخ حسن البنا، رجل مر في سماء المسلمين مر القمر المنير، أضاء لقوم الطريق، وكان فتنة للمترفين والفاسقين، فحاربوه رضي الله عنه حتى قتلوه، وقد ظهر البنا في فترة عمية، الإسلام أنكره أهله، والثقافة الجاهلية سممت فكر الولدان المغرورين، فكان علما اهتدى به جيل كان ولا يزال جيل التضحية من أجل دين الله وجيل الكرامة والعزة بالشهادة لله.
ألفه الإمام رحمه الله بين فاتح شعبان 1401هـ و13 صفر 1402ه (بين 4 يونيو و11 دجنبر سنة 1981م) بسـلا – المغرب. ونشر مجزئا في الأعداد الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر من مجلة الجماعة بين يونيو 1981 ويوليوز 1982 ثم طبع بعد ذلك في كتاب واحد بفرنسا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان).
يلخص العنوان وحده الهدف من الرسالة فهي تُذكر الملك الشاب بأهم معالم عهد والده وخصائص المهمة الموكلة إليه بعد اعتلائه العرش من أجل قيادة البلاد نحو الرقي الحقيقي. لذلك قام الأستاذ ياسين بجرد حصيلة عهدٍ طويت صفحته ظاهريا بدفن ملِك حكم شعبه بالحديد والنار، وسميت مرحلة من مراحل حكمه بسنوات الرصاص، حيث ساد فيها العنف الأسود والقمع الممنهج، لعل من صوره معتقلات تزمامارت الرهيبة، في مقابل نفاق الواجهة الديموقراطية المزيفة.
زميلان جمعتهما المهنة منذ أكثر من أربعين سنة. ثم تقارَبَ ما بينهما لِجديَّةٍ في الطِّباع، لم يشتركا وهما في عنفوان الشباب إلا في النقاش الدائم حول جدِّيات الحياة.
وها هما بعد أربعين سنة ونَيِّفٍ وقد اشتعل الرأسان شيبا يتحاوران على ملإٍ من الناس حول قضية تتجاوز شخصيتيهما.
كان الله في عوْن العباد وما يُبتَلَى به العباد.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
كلمتي هذه إلى الإخوة والأخوات في جماعة العدل الإحسان…
لعل كثيرا منكم يذكرون أن حديثنا عن العدل والإحسان وتبليغنا عن جماعة العدل والإحسان لا يكاد يخلص إلى فهمه إلا من وقف عند بدايات هذه الجماعة وعند الكلمة الأولى في المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، وهي كلمة الصحبة، كلمة جامعة عميقة المعنى شريفة المبنى، فما من طالب خير أو ساع إلى تبليغ كلمة الحق إلا وينفُذُ من خلال تجربته الشخصية إلى معاني الصحبة ومبناها.
عقب الإعلان عن فرض الإقامة الجبرية على الإمام عبد السلام ياسين يوم السبت 30 دجنبر 1989م، عمد المخزن المغربي إلى عسكرة كل الأزقة والمسالك المؤدية إلى حي السلام بمدينة سلا حيث يوجد بيت الأستاذ المرشد، وهو البيت الذي فرضت على بابه حراسة دائمة من لدن عناصر الشرطة. وكان ذلك بعد ثلاثة أيام من تصوير الحلقة التاسعة من “أحاديث في العدل والإحسان” يوم الخميس 27 دجنبر 1989 م.
في مثل هذا اليوم الأربعاء 10 يناير 1990 تقرر السلطة حل الجماعة «رسميا وإداريا» متحدية تحديا سافراً القوانين المعمول بها في مجال الحريات العامة. بعد أن ضاق الحاكمون بدعوة العدل والإحسان التي ازداد توسعها وانتشارها في ربوع البلاد، فقرروا تضييق الخناق على حركة الإمام ونشاطه الدعوي والعلمي والسياسي، من خلال نشر قوات أمنية علنية وسرية في جنبات بيته العامر، ليلا ونهارا، ظلت تمنع يوميا عشرات الزائرين من مختلف مدن المغرب وقراه، بل من خارج المغرب أيضا.
في الثاني من شهر رجب 1395هـ كتب الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله كتاب شعب الإيمان، فابتدأ تصنيفه يوم الجمعة 30 صفر 1395هـ الموافق لـ 13 مارس 1975م، وانتهى من خطّه يوم السبت 2 رجب من السنة نفسها الموافق لـ 10 يوليوز 1975م. بيد أن هذا الكتاب خرّج أحاديثه الدكتور عبد اللطيف أيت عمي، وراجعه وشرح غريبه وقدّم له الدكتور عبد العلي المسئول، لم يصدر في طبعته الأولى إلا أواخر 2017م الموافق لعام 1439 ه.
فوجئ الإمام بموظفي الإدارة العامة للأمن الوطني التابعين رسميا لمفوضية الشرطة بسلا يمنعونه من الخروج من بيته ولو إلى أداء الصلوات المفروضة بالمسجد، كما يمنعون زواره من عائلته ومحبيه من ولوج منزله بغير موجب قانوني: لا تهمة ولامحاكمة.
فرضت الإقامة الإجبارية على الإمام المرشد يوم 30 دجنبر 1989 بمحاصرة بيته في مدينة سلا ومنعه من مغادرته واستقبال ضيوفه وزواره ومحبيه.
في الفصل الأول المعنون بـ”المنهاج النبوي وحركيته” قام الإمام ياسين رحمه الله بتحديد جملة من المفاهيم والتصورات المؤطِّرة للعمل الإسلامي المرتقب آنذاك، ومن جملتها مفهوم المنهاج، ومفهوم اقتحام العقبة، وسائر الخصال العشر التي يتألف منها منهاج (أو طريق) الخروج من حاضر الفتنة إلى مستقبل العزة والنصر والخلافة. فهذا المنهاج ينبغي أن يعرض الإسلام عرضاً مجدداً يحمل للمسلمين الأداة الفكرية والنظرية البنائية لممارسة إسلامية متكاملة.
في مثل هذا اليوم 13 دجنبر 2012 أسلم الإمام عبد السلام ياسين الروح لبارئها سبحانه، بعد مسيرة موفقة غنية بطلب وجه الله، حية بالجهاد
والعطاء العلمي والتربوي والدعوي، كان من ثمارها البارزة انتظام الآلاف من المؤمنين والمؤمنات في فلك جماعة ومدرسة العدل والإحسان في أقطار شتى من العالم. لله الحمد والمنة.
وفور سماع خبر الوفاة، حج بيته بالعاصمة الرباط الآلاف من محبيه ومن العلماء والدعاة والمفكرين والسياسيين، من المغرب وخارجه، لتقديم واجب التعزية والمواساة للعائلة الكريمة ولجماعة العدل والإحسان.
مقتطف من رسالة أرسلها الحاج علي سقراط رحمه الله إلى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله إبان اعتقاله بمستشفى المجانين بمراكش عام 1974. تؤكد وفاء الرجل وشجاعته في الحق.
منظومة مطمئنة بالإيمان بالله ورسله وباليوم الآخر، علها تسارع إليها أفئدة من الناس في دنيا القلق والسرعة. كلمة هادئة مستمسكة بالدين في زمن فلسفة التفكيك و التدكيك، “فلسفة المطرقة” حسب تعبير نتشه المخبول الألماني الذي “حطَّم” بهوسه المجنون وظنه الغريق في لجج الأوهام “أصناما” تسمى الله وتسمى اليوم الآخر.
إخواني الأعزاء، أخواتي العزيزات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسام قال : “كرم الرجل دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه”.
وقال في لسان العرب : ” المروءة الإنسانية… وقال الأحنف رحمه الله : المروءة العفة والحرفة…. وقال آخر : المروءة أن لا تفعل في السر أمرا تستحي أن تفعله جهرا “.