في الثاني من شهر رجب 1395هـ كتب الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله كتاب شعب الإيمان، فابتدأ تصنيفه يوم الجمعة 30 صفر 1395هـ الموافق لـ 13 مارس 1975م، وانتهى من خطّه يوم السبت 2 رجب من السنة نفسها الموافق لـ 10 يوليوز 1975م. بيد أن هذا الكتاب خرّج أحاديثه الدكتور عبد اللطيف أيت عمي، وراجعه وشرح غريبه وقدّم له الدكتور عبد العلي المسئول، لم يصدر في طبعته الأولى إلا أواخر 2017م الموافق لعام 1439 ه.
وقد كان كتاب شعب الإيمان من ثمرات اعتقال الإمام رحمه الله عقب محنة رسالة “الإسلام أو الطوفان” حيث قضى الإمام ما مجموعه ثلاث سنوات ونصف [سنة ونصف في مستشفى الأمراض الصدرية، وسنتان في مستشفى الأمراض العقلية]. وقد جمع الإمام في هذا الكتاب الجليل أكثر من ألفي حديث نبوي شريف، مصنفة حسب شُعب الإيمان البضع والسبعين، المندرجة ضمن الخصال العشر للإيمان، التي اجتهد في وضعها برؤية تغييرية منسجمة مع خطه في نظرية المنهاج النبوي.
يقول الإمام رحمه الله في مقدمة الكتاب: “أجمع في هذا الكتاب ما تيسر من أحاديث رسول الله ﷺ مرتبة في سبع وسبعين شعبة إيمانية، ثم أرتب كل طائفة من هذه الشعب تحت خصلة من الخصال العشر التي أذكرها فيما يلي، وهي الخصال العضوية الثلاث يليها سبع خصال عملية تطبيقية يحدد عشرتها مجال البناء الخلقي والعملي الإيماني لإسلام متجدد”.شعب الإيمان، ج1، ص: 16.
وما فتئ الرجل يدعو إخوانه وأحبابه إلى السعي الحثيث أن يكون مطمح كل واحد منهم مدرسة قرآنية متنقلة عبر الأجيال، حرصا شديدا منه على ملازمة كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظا وسلوكا. كما دعا إلى العناية اللازمة بالحديث النبوي الشريف، والاجتهاد في البحث عن شعب الإيمان الموصلة إلى نموذج بشري لحياة الإيمان والتأسي التام بمعالم المنهاج النبوي والسلوك الصحابي. يقول رحمه الله: “تخلق -أخي وأختي- بأخلاق رسول الله ﷺ، وخصص وقتا لقراءة الحديث وحفظه كما تخصص أوقاتا لتلاوة القرآن وحفظه، فما ملأت جوفك بشيء أنفع لك عند الله من كلام الله، ولا قرأت علما أنفع لك في سيرك إلى الله وبنائك للجماعة من حديث رسول الله ﷺ” . المصدر نفسه، ص: 20.
أضف تعليقك (0 )