“من تلك المرتفعات فقط يمكننا أن نبصر بوضوح وشمولية وانجماع في فكرنا وقلبنا وإيماننا وإرادتنا وحركتنا مواقع الأقدام على أرض واقع مفتون، ويمكننا أن نسير على المحجة البيضاء نكتشفها من جديد. قضاء الله عز وجل نزل في الماضي بما نزل، وتحملت مسؤوليتها أمة قد خلت منا لا نتنكر لها ولا نكون، نعوذ بالله، من الذين يلعن بعضهم بعضا. وبين أيدينا دليل إلى المستقبل الزاهر مستقبل الخلافة الراشدة الثانية لا يخطئ الطريق، هو بشارة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم. بين أيدينا جهاده المظفر وسنته حين ربى وحين جمع المؤمنين وحين آخى بينهم وحين رسم الأهداف وحين قاد وحين انتصر.”
بدأت من المسجد بمكة ومن الساحات العامة بأثينا وروما مسيرتان للعقل البشري. وكان للمولودين شأن في التاريخ، هو نفس الشأن الذي نحن بصدده. لا خلاص لنا من أوهام السياسة والحداثة والعقلنة وإعلانات حقوق الإنسان ما لم نتبين بالفحص المعمق أي إنسان هو الإنسان، وأي حق هو الحق لدى هذا المولود وذاك.
لعل الموعظة المكتسية حلة شعرية تنفذ إلى أعماق النفس. لعلها تطرق في ليل الغفلات أبواب القلب. لعلها تسري بالمستيقظ على ضربات التذكير بالآخرة من دار لدار، من حال لحال، من نمط عيش إلى حياة إيمان…