قال الحافظ رحمه الله: ومعنى قوله: “الصيام جنة” بضم الجيم، ما يجن العبد ويستره ويقيه مما يخاف، فقال: ومعنى الحديث: إن الصوم يستر صاحبه ويحفظه من الوقوع في المعاصي. والرفث يطلق ويراد به الجماع، ويطلق ويراد به الفحش، ويطلق ويراد به خطاب الرجل للمرأة فيما يتعلق بالجماع.
وكان سيدي إبراهيم الدسوقي يقول: “من كان الباعث له على حب القيام بين يدي الله تعالى في الظلام لذته بمناجاته فهو في حظ نفسه ما برح، لأنه لولا الأنس الذي يجده في مناجاته ما ترك فراشه وقام بين يديه، فكأن هذا قام محبة في سواه وهو لا يحب من أحب سواه إلا بإذنه، فإن الأنس الذي يجده في قلبه سواه بيقين”.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما كان صوم رمضان شهرا كاملا إما تسعا وعشرين أو ثلاثين، لأن أصل مشروعيته كان كفارة للأكلة التي أكلها آدم عليه السلام من الشجرة، فأمره الله تعالى بصومه كفارة لها. وقد ورد أنها مكثت في بطنه شهرا حتى ذهبت فضلاتها، وورد الشهر يكون ثلاثين ويكون تسعا وعشرين فافهم.
وأما التأمل في القرآن فهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وهو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر، قال الله تعالى: ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب﴾، وقال تعالى: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾، وقال تعالى: ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون﴾.