ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم: بكَمْ ثوبُك مصْبوغاً؟ وبكم ثوبُك مصبوغٌ؟ وبينهما فرق يختلف المعنى فيه، وهو أنّك إذا نصبت مصبوغاً كان انتصابه على الحال والسؤال واقع عن ثمن الثوب وهو مصبوغ، وإن رفعتَ مصبوغاً رفعته على أنه خبر المبتدأ الذي هو ثوبك، وكان السؤال واقعا عن أُجرَة الصّبغ لا عن ثمن الثوب.
إذا نُقي خاطر المذكر من ذل الهوى، وصُفي معين معنى كلامه من كدر الطمع انكشف الغشاء عن عينه، فرأى بالفطنة موضع قُطْنَة[20] مرهم العافية، فربى حشائش الحكم، وركب فيها معاجين الشفاء، ففتحت سدد الكسل، واستفرغت أخلاط الشواغل.
احفظي الله يحفظك، استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ كتاب الله عز وجل. هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك، وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها. والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله عز وجل.
ومن الأغلاط الشائعة في استعمال الأفعال: استعمال الفعل اللازم على أنه متعدٍّ بنفسه، كقولهم: فلان أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته. والواقع أن (أثرى) فعل لازم، لأن معناه: صار ذا ثراء. فالصواب أن نقول: أثرت المكتبة الإسلامية بكتبه. أي أضحت ذات ثراء بذلك.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إني قمت على هذا الدرج أبايع عليه أربح كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة في كل يوم في المسجد. أما إني لا أقول إن ذلك ليس بحلال، ولكني أحب أن أكون من الذين قال الله فيهم: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾
من كان يعلم أن الموت يدركهُ***والقبر مسكنه والبعث يُخرجهُ
وأنه بين جنات مزخرفةٍ***يوم القيامة أو نار ستُنضِجُهُ
فكل شيء سوى التقوى به سمِجٌ***ومن أقام عليه منه أسمجُهُ
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ***أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ
اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ***لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ
اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً***لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ
إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ***إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو الل
قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه: “منهومان لا يشبعان طالب العلم وطالب الدنيا وهما لا يستويان، أما طالب العلم فيزداد رضا من الرحمن، وأما طالب الدنيا فيزداد في الطغيان، ثم قرأ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾[4]. وقرأ﴿كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾
اقرأ عليأعمال الباطن في تلاوة القرآن رابط تحميل المختارة اقرأ علي من كتاب إحياء علوم الدين، لصاحبه: أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي،كتاب: آداب تلاوة القرآن، الباب الثالث في الأعمال الباطنة عند التلاوة. استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى عبد الله بن مسعود ومعه أبو بكر وعمر، فوقفوا طويلا […]
وقد ورد الوعيد على العمل لغير الله عموما كما خرج الإمام أحمد رحمه الله تعالى من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بشر هذه الأمة بالثناء والعز والرفعة والدين والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب”.