إِنِّي غَفَوْتُ عَنِ الزَّمَانِ وَمَا غَفَا…وَصَفَوْتُ أَطْمَعُ فِي النَّجَاةِ وَمَا صَفَا
أَرْخَى زِمَامِيَ فِي شَبِيبَةِ مَرْتَعِي…وَأَمَدَّ لِي حَبْلَ الْهَوَى وَتَلَطَّفَا
حَتَّى إِذَا وَصَلَتْ طَلَائِعُ شَيْبِهِ…أَلْقَى ضَبَاباً لَفَّنِي مُتَلَهِّفَا
وَاحَسْرَتِي مِنْ غَفْلَتِي عَنْ مُنْذِرٍ…بَعَثَ الرَّسَائِلَ حِينَمَا عَنِّي اخْتَفَى
لَكِنَّ فَوْرَةَ نَزْوَتِي لَمْ تُبْقِ لِي…رُشْداً لِأُدْرِكَ مَا يُخِيفُ وَأَرْجُفَا
فَسَرَحْتُ خَلْفَ غَوَايَتِي فِي شِرَّةٍ…مَا أَمَّتِ الْمَغْرُورَ إِلاَّ أَسْرَفَا
وَطَفِقْتُ كَاللاَّهِي بِرِيقِ مَسَاغِهِ…فَأَطَلَّ مِنْ شَرَقِ اللَّهَاةِ عَلَى شَفَا
أَرَأَى الْأَنَامُ مُسَرْبَلاً فِي خَفْضِهِ…وَأَفَاقَ مِنْ سُكْرِ اللَّيَالِي وَاكْتَفَى؟
إِنْ لَمْ يَجِئْ وَخْزُ الْعِنَايَةِ مُوقِظاً…لَمْ يُلْفِ عَنْ دَعَةِ الْمَغَانِي مَصْرِفَا
وَإِذَا تَنَسَّمَ رِيحَ طَيْفِ تَذَكُّرٍ…اِثَّاقَلَ الْأَوْبَ الْمُتَاحَ وَسَوَّفَا
إِنْ يَنْجُ نَاجٍ مِنْ شِرَاكِ زَمَانِهِ…فَانْظُرْ تَجِدْ بَرْدَ الرِّعَايَةِ فِي الْقَفَا
أَدْرِكْ عُبَيْدَكَ يَا لَطِيفُ بِنَجْدَةٍ…فَلَأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ تَفَضَّلَ وَاصْطَفَى
أضف تعليقك (0 )