post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

تحل بنا يوم السبت 13 دجنبر ذكرى رحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله الذي سلم الروح لبارئها يوم الخميس 13 ديسمبر 2012، الموافق 28 محرم 1434 هـ. بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل، قضاها في الدلالة على الله، والدعوة إلى الله، ومواجهة الظالمين الصادين عن سبيل الله…



لم يبال رحمه الله بجحافل المنتقدين من أصحاب الدعوات المناوئة ومن المنتفعين بفتات السلطان، حتى بعض المنتسبين للدعوة لم يستسيغوا منهاجه القائم على منابذة الحاكمين والجهر بكلمة الحق… فناصبوه العداء واستعدوا عليه الناس…



كان، رفع الله ذكره، حريصا حرصا شديدا على الناس، كل الناس، حريصا على معادهم أن يفوزوا برضا الله، وألا يشغلهم عن ذلك أي هم من هموم الدنيا، ويكتبوا من المحسنين … حريصا على معاشهم أن ينعموا بالعدل والحياة الكريمة ويتحرروا من الظلم والطغيان …



جهر، أجزل الله له العطاء، بالحق في وجه سلطان جائر، فلم يزين للطغاة ظلمهم ولم ينثر عليهم ألقاب الزور والبهتان التي ترفعهم لمقامات بينهم وبينها سنوات ضوئية، كما هو ديدن ديدان القراء، ذكرهم بالله بقوة من غير ضعف ولا تردد ولا خور….



كما جهر، أعلى الله مقامه، بالحق في وجه من جفف دين الله من روحه وقدمه نصوصا جافة تكيل التهم للجميع، وتحيي معارك عف عليها الزمن، وتسكت عن الإحسان لب هذا الدين، وتعتبره خرافية، كما تسكت عن جوهر هذا الدين وهو العدل الذي داس عليه الظالمون… وساموا الشعوب كل ألوان القهر و&#8221;الحگرة&#8221;.



أدرك، أعلى الله ذكره، بقوة يقينه في الله بأن &#8220;الإسلام غدا&#8221; في زمن لا يُسمعُ فيه للحركة الإسلامية ركزٌ خلال سبعينات القرن الماضي، بل بلغ به هذا اليقين في الله أن أحيى حديثا نبويا قلما احتفى به غيره، وهو حديث الخلافة الثانية على منهاج النبوة الذي وضعه أفقا لمستقبل الأمة، وأحيى بذلك أمل عودة الإسلام ومجد الأمة… بعد ليال بهيمة من الفتنة والطغيان…



جمع الله في شخصيته الفذة ما تفرق في غيره من قادة التغيير والإصلاح، فقد كان، رفع الله مقامه، مربيا مصحوبا، ومجددا شاملا، ومنظرا مسددا، وعالما عاملا، ومفكرا منافحا، ومصلحا ناصحا، ومجاهدا قويا، وسياسيا محنكا…



رحمك الله إمامنا الحبيب وجزاك خيرا بما ربيت، ونصحت، وبنيت، ووجهت، وألفت، وجمعت، ونصرت وآويت…



ستبقى ذكراك لنا دوما نبراسا نستضيء به في سلوكنا إلى الله تعالى طلبا للغاية الإحسانية، وفي سعينا للدفاع عن حقوق شعبنا وأمتنا طلبا للهدف الاستخلافي.



لقد كنت لنا نِعْمَ الناصح، ونِعْمَ المربي، ونِعْمَ المعلم، ونِعْمَ المجدد… عليك رحمة الله، ورضوانه والحمد لله أن أنعم علينا بصحبتك والكينونة في جماعتك.

من الندوة الصحافية التي عقدها الإمام يوم يوم 20 ماي 2000

تدوينات

إمام الإحسان وصوت الحق زمن الطغيان

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

إمام الإحسان وصوت الحق زمن الطغيان

مقالات ذات صلة