الأستاذ العلاّمة محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان
كان الإمام رحمه الله يتصدق بعرضه على الناس
من صفات العارفين بالله أن يستوي عندهم المدح والذم والإمام ـ عبد السلام ياسين ـ رحمه الله كان يتصدق بعرضه على الناس يعفو عمن ظلمه ويوصي إخوانه بأن يحذو حذوه، فأول لقاء جمعه مع من قضوا في السجن ثمانية عشر عاما ظلما وعدوانا طلب منهم أن يعفوا ويصفحوا عمن ظلمهم، وأبلغ أن أحد “العلماء” رحمه الله سماه الخبيث، فقال إني أتصدق عليه بها. ورفقه تعدى من الإنسان إلى الكائنات الحية وإلى النباتات، فقد رأى ذات يوم حشرة في البيت فأخذها بلطف في ورقة ووضعها في حديقة الدار لتكون في أمن أن تدوسها الأحذية.
..كان رحمه الله ينزل الناس منازلهم. يستقبل الكل بوجه باش ويبالغ في الترحيب والإكرام، وإذا تحدث إلى جليسه يصغي إليه بكل اهتمام، يستفسر دائما زواره عن أحوالهم وأحوال ذويهم قبل الخوض في مواضيع أخرى، يوزع نظراته على الحاضرين. زاره مرة مجموعة من التلاميذ ونحن معه، أعني مجلس الإرشاد، في جلسة عمل فبدأ يسألهم واحدا تلو الآخر، فلما خرجوا قال لنا: “إني أسألهم لأتعلم منهم”. يلاعب الصبيان من أحفاده ويتصابى معهم ويعلمهم الآداب بأسلوب حواري شيق يستهوي أفئدتهم أو في قالب قصصي أو إنشادي. كان يباسط جلساءه ويمازحهم أحيانا حتى تزول الكلفة ويقع الأنس. فكان إنسانا بكل ما تحمله الكرامة الآدمية.
المصدر: الإمام عبد السلام ياسين بعيون من صحبوه، إعداد هيئة تحرير موقع الجماعة نت، مطلعة دعاية 2015م، ص: 19
أضف تعليقك (0 )