المناجاة قوت القلوب
كم أذهبت زمنا وأفنيت شبابا
خاب من رضي بالله بدلا
مجامع الهوى وحديث أويس رضي الله عنه
من تلمح سير السلف الصالح بكى وشكا سوء حاله
قوم شغلهم حب مولاهم عن لذائذ دنياهم
قل له يستعد… ما من الموت بدّ
إلى الإخوة والأخوات في الرباط العشري
الدار العامرة بسلا، من 10 إلى 20 جمادى الثانية 1425 هـ
المناجاة قوت القلوب
من كتاب المدهش لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله
العزلة حمية البدن والمناجاة قوت القلب، ومن أنس بمولاه استوحش من سواه.
خُلِقَ القلبُ طاهرا في الأصل، فلما خالطته شهوات الحسّ تكدّر، وفي العزلة يرسُب الكدر. المخلوقات المميزة على ثلاثة أقسام: فالملائكة خُلِقَتْ من صفاء لا كدر فيه، والشياطين من كدر لا صفاء فيه، والبشر مركّب من الضّدّين، فالعجب أن تقوى عنده التقوى.
إن للحرب رجالا خُلِقوا، لهم أنينُ المذنبين، وخلوفُ الصائمين، وحرقةُ المحبين. حملوا عبء الأمانة يوم
﴿إنا عرضنا الأمانة﴾[1]، توقفت الملائكة على الساحل، ونهضت عزيمة الآدمي لسلوك سبيل الخطر. بلى، لأقدام المحب إقدام.
لا نحتاج أن نناظر الملائكة بالأنبياء، بل نقول: هاتوا لنا مثل عمر رضي الله عنه، كل الصحابة هاجروا سرا وعمر رضي الله عنه هاجر جهرا، وقال للمشركين قبل خروجه: ها أنا على عزم الهجرة، فمن أراد أن يلقاني فليلقني في بطن هذا الوادي.
مذ عزم عمر رضي الله عنه على طلاق الهوى أَحَدّ[3] أهلَه عن زينة الدنيا.
لما وُلِّيَ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه خَيَّر النساء فقال: من شاءت فلتقم، ومن شاءت فلتذهب، فإنه قد جاء أمر شغلني عنكن.
للعزائم رجال ليسوا في ثيابنا، وطَّنوا أنفسهم على الموت فحصلت لهم الحياة.
يا مختار القدر! اعرف قدر قدرك، فإنما خلقت الأكوان كلها لأجلك، يا خزانة الودائع! يا وعاء البدائع! يا من غُذِّي بلبان البر، وقلّب بأيدي الأيادي! يا زرعا تَهْمِي[7] عليه سحب الألطاف! كل الأشياءِ شجرةٌ وأنت الثمرة، وصورٌ وأنت المعنى، وصَدَفٌ وأنت الدّرّ، ومَخْضَةٌ وأنت الزَّبَدُ، مكتوب اختيارنا لك، واضح خلطك غير أن استخراجك ضعيف، متى رمت طلبي فاطلبني عندك.
ويحك! لو عرفتَ قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي، إنما أبعدنا إبليس لأجلك لأنه لم يسجد لك، فالعجب منك كيف صالحته وهجرتنا!؟
يا جوهرة بمضيعة! يا لُقَطَةً[8] تُداس! كم في السماوات من ملك يسبح ما لهم مرتبة ﴿تتجافى﴾! لا يعرفون طعم طعام وما لهم مقام، ولَخَلُوفُ[9] أنين المذنبين عندنا أوفى من تسبيحهم. سبحان من اختارك على الكل، وجادل عنك الملائكة قبل وجودك ﴿إني أعلم﴾![10] خلق سبعة أبحر واستقرض منك دمعة، له ملك السماوات والأرض واستقرض منك حبّة.
لو كان في قلبك محبة لبان أثرُها على جسدك.” عَجِبَ ربنا من رجل ثار عن وِطَائه ولِحَافه إلى صلاته”، تلمّحْ معنى ثار ولم يقل قام؛ لأن القيام قد يقع بفتور، فأما الثوران فلا يكون إلا بالإسراع حذرا من فائت.
إخواني، من نَاقَرَهُ[12] الوجد نافره النوم. قال سفيان الثوري رحمه الله: بِتُّ عند الحجاج ابن الفرافصة إحدى عشرة ليلة، فما أكل وما شرب ولا نام.
كم أذهبت زمنا وأفنيت شبابا
من كتاب المدهش، لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله
وا عجبا لنفس تدْعى إلى الهدى فتأبى، ثم ترى خطأها بعين الهوى صوابا! كم أذهبَتْ زَمَنا؟ وكم أَفْنَتْ شبابا؟ وكم سَوَّدَتْ في تَبْيِيضِ أَغْرَاضِهَا كِتَاباً؟
لله در أقوام تأملوا غيبها وما زالوا حتى رأوا عيبها، نزلوا من الدنيا منزلة الأضياف، أخذوا الزاد وقالوا: ما زاد إسراف، وقفوا عند الهموم والمؤمن وقاف، رموا فضول الدنيا من وراء قاف، لو رأيتهم في الدجى يراعون النجومَ وخيْلُ الفكرَةِ قد قطعت حلبات الهموم، يشكون جرح الذنوب، ويبكون الكلوم[27]. أحرقت أحزانُهم أجسامَهم وبقيت الرسوم، سكروا من مناجاة الكريم لا من بَنَات الكروم[28]، أصبحت عليهم آثار الحبيب والطيب نموم[29]، هذه سلع الأسحار من يشتري؟ من يسوم؟ أين قلبك الغائب، قل لي من تلوم؟ جسمك في أرض العراق وقلبك في أرض الروم! مُهْرُ الطبع ما ريض[30].
وا عجبا لك! لو دخلت بيت ملك لم تزل تتعجب من رقوش نقوشه، فارفع بصر التفكر، واخفض عين البصيرة، فهل أحسن من هذا الكون تلمح؟ مخيم السقف كيف مُدَّ بلا أطناب[31]، ثم زُخْرِف نقشه برقم النجوم، والهلال دملوج في عضد السماء، فإذا جنّ الليل كحلت العيون بإثمد النوم، واجتلاها أهل ﴿تتجافى﴾.
خاب من رضي بالله بدلا
المناجاة الإلهية من الحكم العطائية، شرح ابن عجيبة رضي الله عنه.
أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك، وأنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم، ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك متحولاً.
أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى ظهر الحق وزهق الباطل، فعرفوك ووحدوك.
وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك فملأتها بأنوار شهودك فأحبوك ولم يحبوا سواك؛ لأنهم لم يشهدوه.
وأنت المؤنس لهم بحلاوة ذكرك، وشهود نورك.
حيث أوحشتهم العوالم فلم يستأنسوا بشيء منها، بل استوحشوا منها من حيث كونيتها، واستأنسوا بصانعها والمتجلي فيها، فأبدلهم الله الأنس به في الخلوات، والمجالسة معه في الفلوات، بحلاوة المشاهدة والمكالمة والمساررة والمناجاة، وهذا هو النعيم المقيم، والفوز العظيم.
قال ذو النون المصري رضي الله عنه: بينما أنا أمشي في البادية إذ لقيتني امرأة، فقالت: من أنت؟ فقلت: رجل غريب، فقالت: وهل توجد مع الله غربة؟
وكتب مطرف بن عبد الله بن الشخير إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: وليكن أنسك بالله وانقطاعك إليه، فإن لله عبادا استأنسوا بالله، فكانوا في وحدتهم أشد استئناسا منهم مع الناس في كثرتهم، وأوحش ما يكون الناس آنس ما يكونون، وآنس ما يكون الناس أوحش ما يكونون.
أنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم أي: أنت الذي هديتهم طريق الوصول إلى حضرتك، حتى استبانت: أي ظهرت لهم، معالم: أي علامات التحقيق، وهذا من الشيخ رضي الله عنه تعريض بالسؤال، وهو أعظم من التصريح، وكأنه يقول: إلهي، كما أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك، وكما أزلت الأغيار من قلوب أحبائك حتى أحبوك، وكما آنستهم حيث أوحشتهم العوالم، وهديتهم حتى استبانت لهم المعالم، فأَشْرِقْ أنوار المعارف في قلبي حتى أعرفك، وأَزِلِ الأغيار من قلبي حتى أحبك، وآنسني بك حيث أوحشتني العوالم، واهدني إلى طريق التحقيق حتى تتبين لي المعالم، فأستغني بك عن كل شيء، وأجدك عندي كل شيء.
ماذا وجد من فقدك؟ ولو ملك الدنيا بحذافيرها فهو أفقر الفقراء، كما قال الشاعر:
قيل للشبلي رضي الله عنه: أي الخسران أعظم؟ قال: من فاتته الجنة ودخل النار، فلما مات رُئِي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: لم يطالبني بالبرهان والدعاوى إلا على شيء واحد، قلت ذات يوم: لا خسارة أعظم من خسران الجنة ودخول النار، فقال لي: وأي خسارة أعظم من خسران لقائي؟ أي شهودي ومعرفتي.
وما الذي فقد من وجدك؟ لقد ملك الوجود بأسره، واستغنى غنى لا فقر بعده آخر دهره.
لقد خاب من رضي دونك بدلا أي: لقد خاب وخسر من أحب شيئا دونك، ورضيه بدلا بك، وأنشدوا:
ولقد خسر من بغى عنك متحولا أي: ولقد خسر من أوقفته ببابك، ثم طلب باب غيرك، وتحول إليه والتجأ إلى غير جنابك، فلا أخسر منه، ولا أبخس صفقة من تجارته، ترك باب الكريم، والتجأ إلى باب العبد اللئيم.
مجامع الهوى وحديث أويس رضي الله عنه
إحياء علوم الدين، للإمام الغزالي رحمه الله
مجامع الهوى خمسة أمور، وهي: ما جمعه الله تعالى في قول: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾[32]، والأعيان التي تحصل منها هذه الخمسة سبعة: يجمعها قوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[33]. فقد عرفت أن كل ما هو لله فليس من الدنيا، وقدر ضرورة القوت وما لا بد منه من مسكن وملبس هو لله إن قصد به وجه الله، والاستكثار منه تنعم وهو لغير الله، وبين التنعم والضرورة درجة يعبر عنها بالحاجة، ولها طرفان وواسطة: طرف يقرب من حد الضرورة فلا يضر، فإن الاقتصار على حد الضرورة غير ممكن، وطرف يزاحم جانب التنعم ويقرب منه وينبغي أن يحذر منه، وبينهما وسائط متشابهة “ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه”[34].
والحزم في الحذر والتقوى والتقرب من حدّ الضرورة ما أمكن اقتداء بالأنبياء والأولياء عليهم السلام؛ إذ كانوا يردون أنفسهم إلى حد الضرورة حتى إن أويسا القرني رضي الله عنه كان يظن أهلُه أنه مجنون لشدة تضييقه على نفسه، فبنوا له بيتا على باب دارهم، فكان يأتي عليهم السنة والسنتان والثلاث لا يرون له وجها، وكان يخرج أول الأذان ويأتي إلى منزله بعد العشاء الآخرة، وكان طعامه أن يلتقط النوى، وكلما أصاب حَشَفَةً خبأها لإفطاره، وإن لم يصب ما يقوته من الحَشَفِ[35] باع النوى واشترى بثمنه ما يقوته، وكان لباسه مما يلتقط من المزابل من قطع الأكسية، فيغسلها في الفرات ويلفق بعضها إلى بعض ثم يلبسها، فكان ذلك لباسه. وكان ربما مر الصبيان فيرمونه ويظنون أنه مجنون، فيقول لهم: يا إخوتاه! إن كنتم ولا بد أن ترموني فارموني بأحجار صغار، فإني أخاف أن تُدْموا عقبي فيحضر وقت الصلاة ولا أصيب الماء، فهكذا كانت سيرته. ولقد عظم رسول الله ﷺ أمره فقال:” إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن”[36]، إشارة إليه رحمه الله.
ولما ولي الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: “أيها الناس من كان منكم من العراق فليقم، فقاموا، فقال: اجلسوا إلا من كان من أهل الكوفة، فجلسوا، فقال: اجلسوا إلا من كان من مراد، فجلسوا، فقال: اجلسوا إلا من كان من قرن فجلسوا كلهم إلا رجلا واحدا، فقال له عمر: قرني أنت؟ فقال: نعم، فقال: أتعرف أويس بن عامر القرني؟ فوصفه له، فقال: نعم، وما ذاك تسأل عنه يا أمير المؤمنين؟ والله ما فينا أحمق منه، ولا أجن منه، ولا أوحش منه، ولا أدنى منه، فبكى عمر رضي الله تعالى عنه، ثم قال: ما قلت ما قلت إلا لأني سمعت رسول الله ﷺ يقول: “يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر”. إسناده حسن.
قال هرم بن حيان رحمه الله: لما سمعت هذا القول من عمر بن الخطاب قدمت الكوفة، فلم يكن لي همّ إلا أن أطلب أويسا القرني وأسأل عنه حتى سقطت عليه جالسا على شاطئ الفرات نصف النهار يتوضأ ويغسل ثوبه، فعرفته بالنعت الذي نعت لي، فإذا رجل لحيم، شديد الأُدْمَةِ[37]، محلوق الرأس، كثّ اللحية، متغير جدا، كريه الوجه، متهيب المنظر، قال: فسلمت عليه فرد علي السلام، ونظر إلي، فقلت: حياك الله من رجل، ومددت يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني، فقلت: رحمك الله يا أويس وغفر لك، كيف أنت رحمك الله؟ ثم خنقتني العبرة من حبي إياه ورقتي عليه، إذ رأيت من حاله ما رأيت حتى بكيت وبكى، فقال: وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان، كيف أنت يا أخي؟ ومن دَلَّكَ علي؟ قال: قلت: الله، فقال: لا إله إلا الله، ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾[38] قال: فعجبت حين عرفني، ولا والله ما رأيته قبل ذلك ولا رآني، فقلت: من أين عرفت اسمي واسم أبي، وما رأيتك قبل اليوم؟
قال: ﴿نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾[39]، وعرفت روحي روحَك حين كلَّمَتْ نفسي نفسَك، إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد، وإن المؤمنين ليعرف بعضهم بعضا، ويتحابون بروح الله وإن لم يلتقوا، يتعارفون ويتكلمون وإن نأت بهم الدار، وتفرقت بهم المنازل، قال: قلت: حدثني رحمك الله عن رسول الله ﷺ بحديث أسمعه منك، قال: إني لم أدرك رسول الله ﷺ، ولم تكن لي معه صحبة بأبي وأمي رسول الله، ولكن رأيت رجالا قد صحبوه، وبلغني من حديثه كما بلغك، ولست أحب أن أفتح على نفسي هذا الباب أن أكون محدثا أو مفتيا أو قاضيا، في نفسي شغل عن الناس يا هرم بن حيان، فقلت: يا أخي، اقرأ علي آية من القرآن أسمعها منك، وادع لي بدعوات وأوصني بوصية أحفظها عنك، فإني أحبك في الله حبا شديدا، قال: فقام وأخذ بيدي على شاطئ الفرات، ثم قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم بكى، ثم قال: قال ربي، والحَقُّ قولُ ربي، وأصدَقُ الحديثِ حديثُه، وأصدقُ الكلام كلامُه، ثم قرأ: ﴿وما خَلَقْنا السَّماواتِ والأرْضَ وما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ما خَلَقْناهُما إلّا بِالحَقِّ ولَكِنَّ أكْثَرَهم لا يَعْلَمُونَ﴾ حتى انتهى إلى قوله: ﴿إِنَّهُ هُوَ العَزيزُ الرَّحيم﴾[40]، فشهق شهقة ظننت أنه قد غشي عليه، ثم قال: يا ابن حيان، مات أبوك حيان وتوشك أن تموت، فإما إلى جنة وإما إلى نار، ومات أبوك آدم، وماتت أمك حواء، ومات نوح، ومات إبراهيم خليل الرحمن، ومات موسى نجي الرحمن، ومات داود خليفة الرحمن، ومات محمد ﷺ وهو رسول رب العالمين، ومات أبو بكر خليفة المسلمين، ومات عمر بن الخطاب أخي وصَفِيِّي، ثم قال: يا عمراه! يا عمراه!
قال: فقلت: رحمك الله! إن عمر لم يمت، قال: فقد نعاه إلي ربي ونعى إلي نفسي، ثم قال: أنا وأنت في الموتى كأنه قد كان. ثم صلى على النبي ﷺ، ثم دعا بدعوات خفيات، ثم قال: هذه وصيتي إياك يا هرم بن حيان؛ كتاب الله ونهج الصالحين المؤمنين، فقد نُعِيَت إلي نفسي ونفسك، عليك بذكر الموت لا يفارق قلبك طرفة عين ما بقيت، وأنذر قومك إذا رجعت إليهم، وانصح للأمة جميعا، وإياك أن تفارق الجماعة قيد شبر فتفارق دينك وأنت لا تعلم، فتدخل النار يوم القيامة، ادع لي ولنفسك، ثم قال: اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك، فعرِّفْني وجهه في الجنة، وأدخله عليّ في دارك دار السلام، واحفظه ما دام في الدنيا حيثما كان، وضُمّ عليه ضيعته وأرضه من الدنيا باليسير، وما أعطيته من الدنيا فيسّره له تيسيرا، واجعله لما أعطيته من نعمائك من الشاكرين، واجزه عني خير الجزاء، ثم قال: أستودعك الله يا هرم بن حيان، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، لا أراك بعد اليوم -رحمك الله- تطلبني، فإني أكره الشهرة، والوحدة أحب إلي، إنّي كثير الهم شديد الغم مع هؤلاء الناس ما دمت حيا، فلا تسأل عني ولا تطلبني، واعلم أنك مني على بال وإن لم أرك ولم ترني، فاذكرني وادع لي فإني سأذكرك وأدعو لك إن شاء الله، انطلق أنت ههنا حتى أنطلق أنا ههنا. فحرصت أن أمشي معه ساعة فأبى علي، وفارقته فبكى وأبكاني، وجعلت أنظر في قفاه حتى دخل بعض السكك، ثم سألت عنه بعد ذلك فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء، رحمه الله وغفر له.
من تلمح سير السلف الصالح بكى وشكا سوء حاله
من كتاب المدهش، لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله
إخواني، من تفكر في ذنوبه بكى، ومن تلمّح سير السابقين وانقطاعه شكا، ولا أقلق القلب مثل الحزن ولا نَكَى[41].
إخواني، تفكروا في ذنب أبيكم ونزوله بالزلل، ويكفيكم رمز إلى آدم بأنك عبد في قوله: ﴿إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى﴾[45]؛ لأن العبد ليس له إلا ما سدّ الجوعة، وستر العورة، فجاء إبليس يطمعه في الملك، فلما خرج إلى الطمع نام في الجنة، فانتبه وقد خلقت له حواء، فقال: ما هذا؟ قيل: من يرد النوم يُخْلق له ضجيج، كفى بالشوق مسهرا؛ فلما وقع في الزلل طار النوم.
بالأمس جبريل عليه السلام يسجد له، واليوم يجرّ بناصيته للإخراج، ولسان حاله يستغيث:
اسمع، يا من يضحك عند المعاصي! كان يقول لولده: يا بني، طال -والله- حزني على دار أُخرِجْتُ منها، فلو رأيتَها زهقت نفسك.
لولا لطفُ ﴿فتلقى﴾[53] لقتله الأسف.
يا من جرى عليه ما جرى على أبيه، اسلك طريقه من البكاء.
اُكْتب قصة الندم بمداد الدموع، وابعثها مع ريح الزفرات لعل الجواب يصل برفع الجوى.
انتبه لنفسك يا من كلما تحرك تعرقل! فيك جوهرية السباق، ولكن تحتاج إلى رائض. قلبك محبوس في سجن طبعك، مقيد بقيود جهلك، فإذا ترنّم حادٍ تنفس مشتاق إلى الوطن، فسِرْ بجند جدّك لعلك تخلّص هذا المسلم من أيدي الفراعنة.
لك الحديث يا معرض! أنت المراد يا غافل! يا مستلذا بَرَدَ العيش، تذكّر حرقة الفرقة! يا من يُسلمه مُوَكّلان إلى موكّلين! يا جامد العين اليوم! غدا تدنو الشمس إلى الرؤوس، فتفتح أفواه مسامّ العروق، فتبكي كل شعرة بعين عروقها. نفخُ الريح اليوم يحرك الشجر، ونفخ الصّور غدا يعمل في الصور، ريح الدنيا بين مثير لاقح، تثير دفائن النبات، وتلقح الأشجار، وتثير دفائن الأعمار، وريح الأخرى تلقح الأشباح للأرواح لقراءة دفاتر الأعمار. أين الذين نصبوا الآخرة بين أعينهم، فنصبوا وندبوا أنفسهم لمحو السيئات وندبوا؟
كان داود الطائي رحمه الله ينادي بالليل: هَمُّك عطّل عليّ الهموم، وحَالَ بيني وبين السُّهاد، وشوقي إلى النظر إليك حال بيني وبين اللذات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب.
إذا جن الغاسق[56] جن العاشق.
كانوا يتراسلون بالمواعظ لتقع المساعدة على اليقظة كصياح الحارس بالحارس: يا نيام السحور.
قوم شغلهم حب مولاهم عن لذائذ دنياهم
من كتاب المدهش، لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله
إخواني، أعجب العجائب أن النقاد يخافون دخول البَهْرَج[59] في أموالهم، والمبهْرِجُ آمن. هذا الصديق رضي الله عنه يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وهذا عمر رضي الله عنه يقول: يا حذيفة، هل أنا منهم؟ والمُخَلِّطُ[60] على بساط الأمن.
لله در أقوام شغلهم حب مولاهم عن لذات دنياهم. اسمع حديثهم إن كنت ما تراهم. خوفهم قد أزعج وأقلق، وحذرهم قد أتلف وأحرق، وحادي جدّهم مجد لا يترفق، كلما رأى طول الطريق نصّ وأَعْنَقَ[68]، وكيف يحسن الفتور وأوقات السلامة تسرق؟ دموعهم في أنهار الخدود تجري وتتدفق، يشتاقون إلى الحبيب والحبيب إليهم أشوق. يا حسنهم في الدجى ونورهم قد أشرق! والحياء فائض والرأس قد أطرق، والأسير يتلظى ويترجى أن يُعتق. إذا جاء الليل تغالب النوم والسهر، والخوف والشوق في مقدم عسكر اليقظة، والكسل والتواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل الصبر حمل على القيام فانهزمت جنود الفتور، فما يطلع الفجر إلا وقد قُسِّمت السُّهْمَان[69]. سفر الليل لا يطيقه إلا مضمر المجاعة، النَّجَائِبُ[70] في الأول، وحاملات الزاد في الأخير. قام المتهجدون على أقدام الجد تحت ستر الدجى يبكون على زمان ضاع في غير الوصال.
إن ناموا توسدوا أذرع الهمم، وإن قاموا فعلى أقدام القلق. لما امتلأت أسماعهم بمعاتبة: “كذب من ادعى محبتي، فإذا جنّه الليل نام عني”[71] حلفت أجفانهم على جفاء النوم
ما زالت مطايا السهر تَذْرَع[73] بيد الدجى، وعيون آمالها لا ترى إلا المنزل، وحادي العزم يقول في إنشاده: يا رجال الليل، جدّوا؛ إلى أن نَمَّ[74] النسيم بالفجر، فقام الصارخ يَنْعِي[75] الظلام، فلما همَّ الليل بالرحيل تشبثوا بذيل السحر.
قال علي بن بكار رحمه الله: منذ أربعين سنة ما أحزنني إلا طلوع الفجر. لو قمتَ في السحر لرأيتَ طريق العباد قد غصّ بالزحام.
يا بعيدا عنهم! يا من ليس منهم! ألك نية في لحاقهم؟ أَسْرِجْ كُمَيْتَك[76]، واجْرُرْ زمامك يقفْ بك على المرعى.
يا من يستهول أحوال القوم! تنقّلْ في المراقي تعْل.
قال أبو يزيد رحمه الله: ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك.
للمتنبي:
قال أبو يزيد رحمه الله: كنت اثنتي عشرة سنة حدّادَ نفسي، وخمسين سنة مرآةَ قلبي، ولقد أحببت الله حتى أبغضت نفسي.
قل له يستعد…ما من الموت بد
من كتاب المدهش، لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله
ما زالت المنون ترمي عن أقواس حتى طاحت الجسوم والأنفس، وتبدلت النعم بكثرة الأبؤس[78]، واستوى في القبور الأذناب والأرؤس، وصار الرئيس كأنه قطّ لم يرؤس.
لقد وعظت الدنيا فأبلغت وقالت، ولقد أخبرت برحيلها قبل أن يقال زالت، وما سقطت جدرانها حتى أنذرت ومالت. قرب الاغتراب في التراب، ودنا سلّ السيف من القِرَاب[80]. كم غنّت رباب برباب، ثم نادت على الباب بتَبَابٍ[81]. يا من زمانه الذي يمضي عليه عليه! يا طويل الأمل وهو يرى الموتى بعينيه! يا من ذنبه أوجب أن لا يلتفت إليه، قد مزجت لك كأس كربة ولا بد و-الله- من تلك الشربة! يا منقولا بعد الأنس إلى دار غربة! يا طين تربة وهو يطلب في الدنيا رتبة! أما لقمة أبيك أخرجته من مكانه؟ أما يستدل على نار العقاب بدخانه؟ نزل آدم عليه السلام عن مقام المراقبة درجة، فنزل فكان يبكي بقية عمره ديار الوفا. سالت من عينيه عيون، استحالت من الدماء دموع، شغلته عن لذات الدنيا هموم.
كان آدم كلما عاين الملائكة تنزل تذكّر المرتبع في الربع.
ما أمرّ البعد بعد القرب! ما أشدّ الهجر بعد الوصل! يا مطرودا بعد التقريب! أبلغ الشافعين. لك البكاء.
كان لقوم جارية فأخرجوها إلى النخّاس، فأقامت أياما تبكي، ثم بعثت إلى ساداتها تقول: بحرمة الصحبة ردّوني فقد ألفتكم. يا هذا! قف في الدياجي، وامدد يد الذل وقل: قد كانت لي خدمة فعرض تفريط أوجب البعد، فبحرمة قديم الوصل ردّوني فقد ألفتكم.
يا هذا! لا تبرح من الباب ولو طُرِدْت، ولا تزل عن الجناب ولو أبعدت، وقل بلسان التملق: إلى من أذهب؟
كان الحسن رضي الله عنه شديد الحزن، طويل البكاء، سئل عن حاله فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
يا من كان له قلب فمات! يا من كان له وقت ففات! استغث في بوادي القلق: رُدُّوا عليّ ليالي التي سلفت. اُحضر في السحر فإنه وقت الإذن العام، واستصحب رفيق البكاء فإنه مساعد صبور، وابعث سائل الصُّعَدَاء[84] فقد أقيم لها من يتناول.
[1] الأحزاب، الآية 72
[2] السّرى: السير ليلا
[3] أحدّ: جعل أهله يتركون الزينة، أَحَدَّتِ المرأة: إذا تركت الزينة بعد وفاة زوجها
[4] : إليه: أدام النظر في سكون
[5] تأوّدا: اعوجَّ وانحنى
[6] يروغ: يخادع، راغ الرجل عن الطريق: حاد عنه وذهب هكذا وهكذا مكرا وخديعة
[7] تهمي: تسقط وتصب عليه
[8] لقطة: الشيء تجده ملقى فتأخذه
[9] أخرج البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “… والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك…”.
[10] سورة البقرة، الآية 30. إشارة إلى قول الله تعالى: (أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)
[11] الأراقم: الأرْقَم: الحية التي فيها سواد وبياض
[12] ناقره: نازعه
[13] أبّ واتّاب: خزي استحيا. فما اتأبت: فما استحيت
[14] جابت: جاب: خرق وقطع. منه قوله تعالى: “وثمود الذين جابوا الصخر بالواد” سورة الفجر، الآية 9
[15] أرابت: صارت ذات ظن أو شك وريبة
[16] رابت: فترت من شبع أو نعاس
[17] رأبت: صلحت. رأب الصدْعَ: أصلحه
[18] دأبها: اجتهادها. دأبَ في العمل: لم ينفك ملازما له معتادا إياه
[19] رتبت: ثبتت واستقرت
[20] الكرى: النوم والنعاس
[21] لحب الطريق: وضح
[22] نكبت: مالت. نَكَبَتِ الريح نُكُوباً: مالت عن مهاب الريح العادية
[23] احتربت: احترب القوم: قاتل بعضُهم بعضا
[24] الغبراء: الأرض التي يعلوها الغبار
[25] أم دفر: كنية للدنيا. يقال: الدنيا دفرة، ولعن الله أمَّ دفر. دَفِرَ اللحم: نتن وتولّد فيه الدود.
[26] أم صل: الصِّلُّ: الحية التي لا تنفع منها رقية. أم صل: كناية عن الدنيا.
[27] الكلوم: ج: الكَلْم، وهو الجراحة
[28] بنات الكروم: ج: بِنْتُ الكَرْمَةِ، وهي الخمرة
[29] نموم: أو النمَّام: نبت قوي الرائحة، سمي بذلك لسطوع رائحته
[30] ريض: مبني للمجهول من فعل راض يَرُوضُ رَوْضًا ورياضةً، المُهْرَ: ذَلَّلَه وطَوَّعَه وعلّمه السير
[31] أطناب: ج: طُنُب، وهو حبل الخباء
[32] سورة الحديد، الآية 20
[33] سورة آل عمران، الآية 14
[34] أخرج الإمام البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه”.
[35] الحَشَفُ: اليابس الفاسد من التمر. وقيل: الضعيف الذي لا نوى له
[36] أخرجه الإمام أحمد رحمه الله عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، ورجاله ثقات
[37] الأُدْمَة: السُّمْرَةُ والسّواد
[38] سورة الإسراء، الآية 108
[39] سورة التحريم، الآية 3
[40] سورة الدخان، الآيات 38-42
[41] نَكَى: ينكي نكاية، في العدو: قتل فيهم وجرح
[42] جوى: شدة الوجد من حزن أو عشق
[43] ذوى: البقْلُ يذْوي ذُوِيّاً فهو ذاوٍ، أي ذَبَلَ
[44] غضا: شيء غضٌّ وغَضيضٌ، أي: طَرِيُّ
[45] سورة طه، الآية 118
[46] البارق: سحاب ذو برق
[47] القَبُول: الصَّبا، وهي ريح تقابل الدَّبُور
[48] الشيح: نوع من النباتات
[49] الرند: شجر طيب الرائحة من شجر البادية
[50] مبلبلة: البَلْبَلَةُ والبَلْبَال: الهم ووِسْواس الصدر
[51] الطلول: ج: الطلل: ما شخص من آثار الدار.
[52] البين: الفراق أو الوصل (من الأضداد)
[53] سورة البقرة، الآية 37. إشارة إلى قول الله تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾
[54] نازح: بعيد
[55] كَلِفَ به: أحبّه حبا شديدا، وأولع به فهو كَلِفٌ
[56] الغاسق: الليل إذا اشتدت ظلمته.
[57] اللَّمَاظ: الشيء يُذَاق. لَمَظَ يلمُظ لَمْظاٌ: إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه
[58] العذيب: اسم ماء لبني تميم، سمي بتصغير العذب
[59] البهرج: الباطل والرديء من الشيء، يقال: درهم بَهْرَجٌ
[60] المخلط: اسم فاعل لفعل خَلَّطَ، والتخليط في الأمر الإفساد فيه
[61] ألموا: من اللّمم، وهي صغار الذنوب
[62] زموا: زَمَّ البعيرَ: خَطَمَهُ، والمعنى: منعوا أنفسهم الكلام
[63] طم: كل شيء كثر حتى علا وغلب فقد طمّ
[64] فاغر: فاتح
[65] الخنا: الفُحْش
[66] أموا: أمَّه تأميما إذا قصده
[67] المحم: القمقم (الإناء) الصغير يسخن فيه الماء
[68] أعنق: أسرع.
[69] السهمان: ج: السهم، وهو النصيب
[70] النجائب: ج: النجيب، وهي عِتَاق الإبل التي يُسَابَق عليها
[71] أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسن بن زياد رحمه الله فقال له: يا حسن، ينزل الله إلى السماء الدنيا، فيقول: كذب من ادعى محبتي، فإذا جنه الليل نام عني
[72] الوسن: النعاس
[73] تذرع: تقطع الطريق بخطى متوازية متوازنة
[74] نم: يَنِمُّ نمّا، انتشرت رائحته
[75] ينعي: النَّعْيُ: خبر الموت. والمعنى: انقضاء الليل وذهابه
[76] كميت: ج: كُمْتٌ: من الخيل: ما كان لونه بين الأسود والأحمر
[77] أخفاف: ج: خف، للبعير كالحافر للفرس
[78] الأبؤس: ج: بؤس. وقيل: ج: بأس
[79] أخلق: الثوبُ: بلي. والمعنى هنا: ولى الشباب
[80] القراب: الغِمْد
[81] التباب: الخسران والهلاك
[82] الأظعان: ج: الظعينة، وهو الهودج كانت فيه امرأة أولم تكن
[83] مُرْتَبَع: مكان الإقامة في الربيع. ارتبعنا بموضع كذا: أقمنا به في الربيع
[84] الصعداء: تنفس ممدود. وقيل: النفس بتوجع
[85] المدنف: المريض الذي لازمه المرض.
[86] الحرض: رجل حَرَضٌ: فاسد مريض يُحْدِث في ثيابه. والمعنى هنا: الذي أذابه الحزن والعشق.
[87] كاظمة: اسم موضع.
أضف تعليقك (0 )