اَلْعِيدُ مَكْرُمَةُ السَّمَاء:
عِيدٌ يُشِعُّ إِذَا الضِّيَاءُ تَوَارَى
وَيَجُودُ فِي جَوْفِ الدُّجَى أَنْوَارَا
وَنَفُكُّ مِنْ حَبْسِ الْإِيَاسِ قُيُودَهُ
وَالْيَأْسُ يَرْتَهِنُ النُّفُوسَ أُسَارَى
وَنَهُزُّ أَجْنِحَةً طَوَاهَا وَهْنُهَا
وَالْوَهْنُ يَطْوِي كَالرَّدَى أَوْكَارَا
اَلْعِيدُ رَادِعَةُ السَّمَاءِ إِذَا امْتَطَى
جَيْشُ الْوَنَى خَيْلَ الْوَغَى وَأَغَارَا
اَلْعِيدُ تَذْكِرَةُ الْعِبَادِ بِمَنْ بَنَى
سَبْعاً شِدَاداً فَوْقَهُمْ أَطْوَارَا
لاَ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ ضَرْبَةَ لاَزِبٍ
فَلْتَعْلَمَنْ كَيْ تُدْرِكَ الأَسْرَارَا
وَبَرَاهُمُ بَعْضاً لِبَعْضٍ فِتْنَةً
لِيَرَى أَيَحْتَمِلُ الأَنَامُ جِوَارَا
وَيَرَى أَ يَصْبِرُ مُبْتَلىً مِنْ جِنْسِهِ
وَيَجُوزُ فِي نَكَدِ الْعِبَادِ قِفَارَا
وَقَلِيلُهُمْ عَبَرُوا الْبَلاَءَ بِحِكْمَةٍ
أَبْقَتْ خُطَاهُمْ فِي النَّجَاةِ مَزَارَا
فَإِذَا تَلَبَّدَ بِالْمَآسِي عِيدُنَا
وَجَرَتْ دِمَاءُ النَّحْرِ فِيهِ دَمَارَا
فَاعْلَمْ بِأَنَّا أُمَّةٌ وَثَّابَةٌ
وَلَهَا أَعَدَّ الْعَالَمُونَ نِفَارَا
هَجَرَتْ لَهَا الأُمَمُ الْكِبَارُ شِعَارَهَا
مَا عَادَ تَعْزِفُ بِالسَّلاَمِ شِعَارَا
وَتَغَيَّرَتْ لُغَةُ الْحَضَارَةِ وَانْبَرَتْ
تُلْقِي عَلَى غَدِنَا الْمُؤَذِّنِ نَارَا
اَلْعِيدُ أُفْقٌ يَسْتَحِثُّ إِلَى الْعُلاَ
وَيَظَلُّ فِي كَهْفِ الظَّلاَمِ مَنَارَا
فَدَعِ الطُّلُولَ وَمَنْ يُقِيمُ عَلَى الْبُكَا
وَدَعِ الَّذِينَ يُفَرِّخُونَ حَيَارَى
وَإِذَا اعْتَرَاكَ الْحُزْنُ مِنْ فَرْطِ الْبَلاَ
فَاسْلُلْ لَهُ سَيْفَ النُّهُوضِ جِهَارَا
فَالْحُزْنُ يَسْمُو فِي الْكُرُوبِ نَفَاسَةً
لَمَّا يَزِيدُكَ لِلنِّزَالِ أُوَارَا
وَإِذَا غَضِبْتَ لِأُمَّةٍ مَكْلُومَةٍ
فَاقْدَحْ مِنَ الْغَضَبِ الشَّرِيفِ شَرَارَا
فَوِّضْ لِرَبِّ الأَمْرِ شَأْناً مُبْرَماً
وَاجْنَحْ إِلَى بَرْدِ الرِّضَى مُخْتَارَا
وَأَجِبْ نِدَاءَ اللهِ فِي أَكْوَانِهِ
عَجِّلْ مِنَ الْعَجْزِ الْقَعِيدِ فِرَارَا
لِتُعَدَّ فِي صُحُفِ السَّمَاءِ مُجَاهِداً
وَتَنَالَ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ فَخَارَا
فَمَنِ الَّذِي يَسْطِيعُ فِي جَوْفِ الرَّدَى
أَنْ يُلْبِسَ اللَّيْلَ الْبَهِيمَ نَهَارَا؟
غَضَباً وَحُزْناً وَاصْطِبَاراً شَامِخاً
وَرِضىً وَتَسْلِيماً يَمُجُّ صَغَارَا؟
يَا نَابِهاً، يَا جَامِعاً دُرَرَ الْهُدَى
وَالنَّاسُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابِ سُكَارَى
اَلْعِيدُ مَكْرُمَةُ السَّمَاءِ فَقُمْ لَهَا
وَابْدُرْ إِلَى زَمَنِ الْفَلاَحِ بِدَارَا
أضف تعليقك (0 )