post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

(قصيدةٌ ألقيَتُها في مهرجان احتفالي بحافظات القرآن الكريم بتاريخ الأحد 05 شوال 1437ه الموافق لـ 10 يوليوز 2016م)     
اَلْيَوْمَ يَنْطِقُ مَشْهُوداً لَهُ الْعَمَلُ &#8230; حُقَّ الْهَنَاءُ وَحُقَّ الْفَخْرُ وَالْجَذَلُ 
حُقَّ التَّحَدُّثُ بِالنُّعْمَى عَلَى مَلَأٍ &#8230; وَالنَّفْسُ بَيْنَ رُبَى الْقُرْآنِ تَنْتَقِلُ
وَالْقَلْبُ فِي حُلَلِ الآيَاتِ مُبْتَسِمٌ &#8230; نِعْمَ الْحُبُورُ وَنِعْمَ الآيُ وَالْحُلَلُ
وَالرُّوحُ تَحْمَدُ مَوْلاَهَا وَتَشْكُرُهُ &#8230; تَرْجُو الْقَبُولَ وَللِرَّحْمَنِ تَبْتَهِلُ
حُقَّ السُّرُورُ فَإِنَّا أُمَّةٌ وَرِثَتْ &#8230; حُبَّ الْكِتَابِ وَبِالْحُفَّاظِ تَحْتَفِلُ
اَلْيَوْمَ عِيدُ كِتَابِ اللهِ عَلَّ بِهِ &#8230; تَغْشَى مَحَافِلَنَا بِالرَّحْمَةِ الظُّلَلُ
وَالذِّكْرُ يُرْسِلُ فِي الآذَانِ عِبْرَتَهُ &#8230; كَيْ تَسْتَجِيبَ بِعَبْرَاتِ الرِّضَى الْمُقَلُ
وَالشِّعْرُ يُنْشِدُ فِي حَفْلِ الْهُدَى طَرَباً &#8230; مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُ
اَلْيَوْمَ نَشْهَدُ تَتْوِيجاً لِمَنْ بَذَلَتْ &#8230; زَهْرَ الزَّمَانِ فَلَانَتْ فِي الْمُنَى السُّبُلُ
اَلْيَوْمَ تَحْمِلُ تَاجَ الذِّكْرِ مَنْ أَمَلَتْ &#8230; حِفْظَ الْكِتَابِ وَجَدَّتْ فَازْدَهَى الأَمَلُ
إِنَّ التَّزَكِّيَ بِالْقُرْآنِ لِامْرَأَةٍ &#8230; أَجْدَى وَأَنْفَذُ مِمَّا يَقْدِرُ الرَّجُلُ
تُجْدِي السِّقَايَةُ فِي الأَجْيَالِ إِنْ شَرِبَتْ &#8230; لَفْظَ الْقُرَانِ نُفُوسٌ مِنْهُ تَكْتَحِلُ
فَالطِّفْلُ تُبْصِرُ نُورَ الذِّكْرِ فِطْرَتُهُ &#8230; وَالْحَقُّ يُنْشِئُهُ عَدْلاً فَيَعْتَدِلُ
وَالْعُودُ مِنْهُ يَظَلُّ الْعُمْرَ مُزْدَهِراً &#8230; غَضَّ النَّضَارَةِ إِنْ أَقْرَانُهُ ذَبُلُوا
وَالْقَوْلُ مِنْهُ سَدِيدٌ بَيِّنٌ سَلِسٌ &#8230; يَأْتِيهِ مُنْتَقِياً أَوْ شَاءَ يَرْتَجِلُ
إِنَّ الْكِتَابَ لَيَحْمِي النَّشْءَ مِنْ عَبَثٍ &#8230; وَالأُمُّ تُزْهِرُ قُرْآناً هِيَ الْمَثَلُ
اَلأُمُّ جُنَّةُ غَرْسٍ إِنْ تَهَدَّدَهُ &#8230; فِي بَدْأَةِ الْعُمُرِ الآفَاتُ وَالدَّغَلُ
مِنْ حِرْصِهَا لُغَةُ الْقُرْآنِ فِي كَنَفٍ &#8230; أَنْ يَسْتَبِيحَ حِمَاهَا فِي الْوَرَى الْعَطَلُ
اَلأُمُّ مَدْرَسَةُ الأَجْيَالِ مَا زَرَعَتْ &#8230; رَسْمَ الْكِتَابِ فَلاَ وَهْنٌ وَلاَ مَلَلُ
وَالْحَافِظَاتُ لِقُرْآنِ السَّمَا عَلَمٌ &#8230; يَهْدِي وَيُشْرِقُ مِنْهُ السَّهْلُ وَالْجَبَلُ
وَالْحَائِزَاتُ وِسَامَ الْحِفْظِ زِدْنَ عُلاً &#8230; كَالْوَبْلِ يَبْدَأُ رَشّاً ثُمَّ يَنْهَمِلُ
نِلْنَ الْقِرَاءَةَ مِنْ حُفَّاظِنَا سَنَداً &#8230; وَالْعِلْمُ فِي سَنَدِ الْحُفَّاظِ مُتَّصِلُ
وَالْحِفْظُ فِي سَنَدٍ كَالرِّيِّ مِنْ نَهَرٍ &#8230; أَوْ كَالنَّخِيلِ عَلَى التَّمْرَاتِ يَشْتَمِلُ
أَوْ مِثْلَ شَهْدِ حَفِيظٍ مُثْقَلاً عَسَلاً &#8230; يَغْنَى الْحَفِيظُ وَيُوفِي الْحَاجَةَ الْعَسَلُ
للهِ صِدْقُ نِسَاءٍ لَمْ يَزَلْنَ عَلَى &#8230; عَهْدِ الْقُرَانِ فَهَانَ الدَّهْرُ وَالشُّغُلُ
للهِ دَرُّ نِسَاءٍ يَسْتَبِقْنَ إِلَى &#8230; حِفْظِ الْكِتَابِ فَهُنَّ الشَّامَةُ الأُوَلُ
للهِ شَأْنُ بُيُوتٍ لَمْ تَحِدْنَ بِهَا &#8230; عَنْ دَأْبِكُنَّ وَلَمْ يَعْلَقْ بِهَا كَلَلُ
إِنَّ الْبُيُوتَ بِحِفْظِ الذِّكْرِ لَهْيَ لَنَا &#8230; نِعْمَ الْبُيُوتُ بُيُوتُ اللهِ لاَ جَدَلُ
وَالْقَوْمُ إِنْ طَلَبُوا قُرْآنَهُمْ رُحِمُوا &#8230; عِنْدَ الْبُيُوتِ وَيَغْشَاهُمْ نَدىً جَلَلُ
أَنْتُنَّ رَحْمَةُ عَصْرٍ مُعْرِضٍ تَلِفٍ &#8230; أَنْتُنَّ أَكْرَمُ مَنْ تَحْفَى وَتَنْتَعِلُ
أَنْتُنَّ هِمَّةُ خَيْرٍ لَيْسَ تُدْرِكُهَا &#8230; شُمُّ الْجِبَالِ وَلاَ يَسْعَى لَهَا زُحَلُ
إِنَّ الْقُرَانَ رَبِيعُ الْقَلْبِ مَا رَغِبَتْ &#8230; نَفْسٌ إِلَيْهِ بِحُبٍّ لَيْسَ يُحْتَمَلُ
إِنَّ الْقُرَانَ ذَهَابُ الْهَمِّ مَا لَفَحَتْ &#8230; نَارُ الْقُنُوطِ وَضَاقَتْ دُونَهَا الْحِيَلُ
إِنَّ الْقُرَانَ نَذِيرُ اللهِ مَا فَزِعَتْ &#8230; نَفْسٌ إِلَيْهِ وَأَدْنَى حَبْلَهَا الْوَجَلُ
أَهْلُ الْقُرَانَ لَأَهْلُ اللهِ خَصَّهُمُ &#8230; بِالْقُرْبِ مِنْهُ عَطَاءً فَوْقَ مَا بَذَلُوا
وَالعَامِلَاتُ لِنَشْرِ الذِّكْرِ أَحْسَنُنَا &#8230; حَظّاً كَمَا عَمِلَتْ فِي الدَّعْوَةِ الرُّسُلُ
لَمْ يُودَعِ الْكَلِمُ الْقُدُّوسُ أَفْئِدَةً &#8230; إِلاَّ لِأَنَّ قُلُوباً لِلْهُدَى نُزُلُ
يَفْضُلْنَ بِالشَّرَفِ السَّامِي، وَلاَ شَرَفٌ &#8230; يَوْمَ التَّفَاضُلِ عِنْدَ اللهِ يُنْتَحَلُ
يَحْظَيْنَ يَوْمَئِذٍ بِالنُّورِ مُكْتَمِلاً &#8230; رَاقِي الْمَرَاتِبِ لاَ نَقْصٌ وَلاَ خَلَلُ
يَا سَعْدَ مَنْ كَنَزَتْ فِي الرُّوحِ أَحْرُفَهُ &#8230; لَمْ يُلْهِهَا أَبَداً عَنْ قَصْدِهَا بَدَلُ
يَا تَعْسَ مَنْ ذَهَلَتْ عَنْ رَبِّهَا وَجَرَتْ &#8230; فِي سَرْحِهَا فَرَمَاهَا الشِّقْوَةَ الذَّهَلُ
كَمْ بَيْنَ نِعْمَةِ مَنْ فَازَتْ بِبَارئِهَا &#8230;. يَوْمَ الْمَفَازِ وَسِيقَتْ فِي الأُلَى قُبِلُوا
سَوْقَ الْكِرَامِ وَمَنْ سِيقَتْ مُصَفَّدَةً &#8230; يَوْمَ التَّغَابُنِ إِذْلاَلاً لِمَنْ بَخِلُوا
جَازَى الشَّكُورُ نِسَاءً كَمْ سَهِرْنَ عَلَى &#8230; قَدْحِ الزِّنَادِ فَعَزْمُ الْحِفْظِ مُشْتَعِلُ
وَالْهَمُّ مُنْبَعِثٌ وَالْحَزْمُ مُتَّزِرٌ &#8230; وَالْقَصْدُ مُنْبَلِجٌ وَالْقَلْبُ مُتَّكِلُ
سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ الْقُرْآنَ بَسْطَتَهُ &#8230; حَتَّى أَحَاطَ بِهِ فِي حِفْظِهِ الْقِبَلُ
لَوْلاَ تَيَسَّرَ فِي ذِكْرٍ لَمَا قَدَرَتْ &#8230; نَفْسٌ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَنْفَدَ الأَجَلُ
أَنَّى يُرَدِّدُ وَحْيَ اللهِ مَنْ نُسِجَتْ &#8230; فِيهِ الْخَلِيقَةُ تُرْباً مَسَّهُ الْبَلَلُ؟
تِلْكَ الْعِنَايَةُ يَا بُشْرَى لِمُدْرِكَةٍ &#8230; قَدْرَ الْقُرَانِ وَلِلأَغْيَارِ تَعْتَزِلُ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى الْمَبْعُوثِ أَحْمَدِنَا &#8230; لَوْلاَهُ مَا انْزَجَرَتْ عَنْ حَتْفِهَا الْهَمَلُ
لَوْلاَ النَّبِيُّ لَكُنَّا أُمَّةً فُرُطاً &#8230; نَأْتِي الْمَعَادَ كَمَا يَأْتِيهِ مَنْ جَهِلُوا
إِنَّ الرَّسُولَ بِخُلْقِ الذِّكْرِ مُنْتَصِرٌ &#8230; مَهْمَا تَقَوَّلَ مَنْ فِي الأَرْضِ أَوْ فَعَلُوا
إِنَّ الرَّسُولَ هُوَ الْقُرْآنُ، وَهْوَ بِهِ &#8230; هَدْيٌ تَشَخَّصَ لِلإِنْسَانِ مُكْتَمِلُ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ الْعَرْشِ مَا لَمَعَتْ &#8230; شَمْسُ الْكِتَابِ وَأَسْفَى عَنْهُ مُنْخَذِلُ
الصادق الرمبوق طنجة، الأحد 05 شوال 1437ه الموافق لـ 10 يوليوز 2016م

أدب وفن

للهِ صِدْقُ نِسَاءٍ

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

رحم الشهادة

بِشَارَةُ الرَّبِيع

في ذكرى عاشوراء

اَلْعَشْرُ تُؤْذِنُ بِالرَّحِيل

فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرْ

لَـيْـلَـةَ الْـقَـدْرِ

مقالات ذات صلة