post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

لِسَانُ الْوَحْي:
لِسَانُ الضَّادِ أَسْنَحُ لِلْوِصَالِ &#8230; وَأَمْكَنُ لِلْمُحِبِّ مِنَ النَّوَالِ
وَفِي كَلِمِ السَّمَاءِ عَلَيْهِ سِيمَا &#8230; نَبِيٍّ أَوْ مَلاَكٍ مِنْ جَمَالِ
يَفِيضُ بِسَطْوَةِ الْقَيُّومِ حَتَّى &#8230; تَذُوبُ الرُّوحُ مِنْ رَهَبِ الْجَلاَلِ
وَمَا لَفْظٌ بِأَقْدَرَ مِنْهُ حَمْلاً &#8230; لِنُورِ الْحَقِّ فِي مَتْنِ الْمَقَالِ
خِطَابُ اللهِ قُدُّوسٌ فَأَنَّى &#8230; يُبَاشِرُ نَاقِصٌ فَحْوَى الْكَمَالِ؟
تَجَلَّى الْمُطْلَقُ الْبَارِي كَلاَماً &#8230; فَأَجْدَرُ أَنْ يَكُونَ عَلَى مِثَالِ
وَأَحْرَى أَنْ يَجِيءَ الضَّادُ أَحْلَى &#8230; وَأَمْكَنَ فِي الْعُذُوبَةِ مِنْ زُلاَلِ
عَلَى عَيْنِ السَّمَاءِ أَصَابَ مَا لَمْ &#8230; يُصِبْهُ لِسَانُ مَنْ نَطَقُوا بِحَالِ
تَهَيَّأَتِ الْبَلاَغَةُ فِيهِ كَيْمَا &#8230; يُطِيقَ رِسَالَةً فَوْقَ اللَّآلِي
وَنَالَ بَيَانُهُ فِي السَّبْكِ حَظّاً &#8230; لِيَسْطِيعَ النَّفِيسَ مِنَ الْمَعَالِي
وَهُذِّبَتِ الْفَصَاحَةُ مِنْهُ صَقْلاً &#8230; فَحُلِّيَ بِالْجَزَالَةِ فِي الصِّقَالِ
تَبَوَّأَ فِي ذُرَى الْإِعْرَابِ شَأْواً &#8230; أَفَادَ لَهُ السَّنِيَّ مِنَ الْخِلاَلِ
يُصَوِّرُ قُدْرَةَ الْقَهَّارِ بَطْشاً &#8230; تَخِرُّ لِهَوْلِهِ شُمُّ الْجِبَالِ
وَيَبْسُطُ رَأْفَةَ الرَّحْمَنِ جُوداً &#8230; فَيَسْجُدُ سَامِعٌ شُكْراً وَتَالِ
عَشِقْتُكَ يَا لِسَانَ الْوَحْيِ عِشْقاً &#8230; تَعَدَّى حَدَّ قَصْدٍ وَاعْتِدَالِ
وَمِنْ أَيْنَ التَّوَسُّطُ فِي لِسَانٍ &#8230; سَبَا لُبِّي وَشَكَّلَ مُخَّ بَالِي؟
يُقَرِّبُ غَيْبَ آخِرَةٍ بِوَصْفٍ &#8230; يَرَى فِيهِ النُّهَى حَقَّ الْمَآلِ
وَيُوقِظُ فِطْرَةً غَفَلَتْ فَتَصْحُو &#8230; عَلَى زَجْرِ الْمُذَكِّرِ بِالزَّوَالِ
كَأَنَّ الْبَعْثَ رَأْيَ الْعَيْنِ يَبْدُو &#8230; حَقِيقاً لَيْسَ رَجْماً بِالْخَيَالِ
تَفَرَّدَ بِالْمَلاَحَةِ فِي اشْتِقَاقٍ &#8230; وَتَصْوِيرِ الدَّقِيقِ مِنَ الْخِصَالِ
وَفِي التَّوْلِيدِ بَحْرٌ مُسْبَطِرٌّ &#8230; وَأَوْحَدُ لاَ يُجَارَى فِي النِّزَالِ
وَيُخْرِسُ أَلْسُنَ الدُّنْيَا بِسَبْرٍ &#8230; يُطَرِّزُ فِيهِ أَغْوَارَ الْخِلاَلِ
وَفِي التَّعْبِيرِ عَنْ حُبٍّ وَبُغْضٍ &#8230; وَوِجْدَانٍ أَدَقَّ مِنَ الْهِلاَلِ
يَكُونُ مِنَ الدَّلاَلَةِ مُنْتَهَاهَا &#8230; وَأَنْفَذَ لِلْمَعَانِي مِنْ نِبَالِ
يَصُوغُ الْحَالَ فِي نَسَقٍ قَشِيبٍ &#8230; كَوَشْيِ الْهُدْبِ فِي عَيْنَيْ غَزَالِ
وَيَنْشَرِحُ الْأَدِيبُ إِلَى فَسِيحٍ &#8230; وَرِيفِ الدَّوْحِ مَمْدُودِ الظِّلاَلِ
فَيَا للهِ لَفْظٌ جَلَّ عَنْ أَنْ &#8230; يُعَارَضَ مِنْ تُرَابٍ بِالْمُحَالِ
وَإِنَّ اللَّفْظَ مُعْجِزَةٌ تَسَامَتْ &#8230; بِآيِ الذِّكْرِ عَنْ دَرَكِ السِّجَالِ
لِسَانُ الضَّادِ مَحْفُوظٌ وَبَاقٍ &#8230; بِحِفْظِ الذِّكْرِ فِي ذِمَمِ الرِّجَالِ
تَصَاغَرَ مَنْ يُطَاوِلُ مِنْهُ حَرْفاً &#8230; وَفَازَ مِنَ الْجَرَاءَةِ بِالْكَلاَلِ
رَحِيقُ الضَّادِ حَلَّى ذَوْقَ قَوْمٍ &#8230; وَضَمَّخَهُمْ بِآدَابٍ عَوَالِ
وَعَطَّلَ عِنْدَ مَنْ عَادَوْهُ طَعْماً &#8230; وَأَسْلَمَهُمْ إِلَى نَزَقِ الْخَبَالِ
وَمَنْ لَمْ يَشْرَبُوا الْعَسَلَ الْمُصَفَّى &#8230; أُصِيبُوا بِالتَّنَحْنُحِ وَالسُّعَالِ
أَيَا لُغَةَ الْجَمَالِ أَسَرْتِ سِرِّي &#8230; بِمَعْسُولِ الشَّمَائِلِ وَالدَّلاَلِ
فَإِنْ عَنْ حُسْنِ دَلِّكِ يَسْلُ غِرٌّ &#8230; فَلَسْتُ إِلَى شَفَا قَبْرِي بِسَالِ
وَإِنْ يَهْجُرْكِ كُلُّ الْخَلْقِ طُرّاً &#8230; فَمَا لِي عَنْ هَوَاكِ مِنِ انْتِقَالِ
سَيَمْضِي الْعُمْرُ لاَ حَوْلاَنِ مِنِّي &#8230; وَمَا لِي عَنْ لِسَانِي مِنْ فِصَالِ
فَعَوِّذْ أَعْجَمَ الْقَلْبِ الْمُسَجَّى &#8230; بِنَفْثَاتٍ مِنَ السِّحْرِ الْحَلاَلِ
وَقُلْ يَا حِقْدُ لاَ تُقْصِرْ عَدَاءً &#8230; وَأَوْغِلْ فِي أَفَانِينِ الضَّلاَلِ
فَإِنَّ الضَّادَ حَيٌّ فِي كِتَابٍ &#8230; وَآلُ كِتَابِنَا هُمْ خَيْرُ آلِ
سَيُسْعِفُنَا قَرِيباً فِي انْبِعَاثٍ &#8230; إِذَا نَشِطَ الْحُمَاةُ مِنَ الْعِقَالِ
وَمَا يُجْدِي لِسَانُ الْوَحْيِ فِي مَنْ &#8230; أَنَاخُوا فِي كُسَاحٍ وَاعْتِلاَلِ
وَيَهْمِي وَابِلاً إِنْ هُمْ أَفَاقُوا &#8230; وَمَنْسُوبُ الْحَضَارَةِ فِي اقْتِبَالِ
إِذَا الْعَرَبِيَّةُ الْغَنَّاءُ تَاهَتْ &#8230; عَلَى وَقْعِ التَّغَنِّي فِي احْتِفَالِي
فَمَا قَوْمِيَّةَ الْأَقْزَامِ أَشْدُو &#8230; وَأَنْتَبِذُ الْعُرُوبَةَ فِي التَّعَالِي
وَمَا بِسِوَى لِسَانِ الْوَحْيِ فَخْرِي &#8230; وَمَا لِسِوَاهُ فِي الطَّلَبِ ارْتِحَالِي
إِلَى لُغَةِ الْخُلُودِ سَمَا وَلاَئِي &#8230; وَإِقْبَالِي وَشَدْوِي وَاشْتِغَالِي
الصادق الرمبوق طنجة، الأحد 25 ربيع الآخر 1441هـ الموافق لـ 22 دجنبر 2019م

لِسَانُ الْوَحْي

هدنة بطعم الانتصار

أدب وفن

لِسَانُ الْوَحْي

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

رحم الشهادة

بِشَارَةُ الرَّبِيع

في ذكرى عاشوراء

اَلْعَشْرُ تُؤْذِنُ بِالرَّحِيل

فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرْ

لَـيْـلَـةَ الْـقَـدْرِ

مقالات ذات صلة