مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

نرجو بهذا العرض الموجز أن نقف عند ما يلي:
-1 إن إسلامنا الموروث انحدر إلينا من خلال تاريخ منكسر مليء بالصراعات المذهبـية والعسكرية.


-2 إن التراثيين المغربين الذين يرون في آراء الفقهاء، ضحية هذا الصراع وأطبائه، ركاما يجب نبذه ليرتفع عنا الحجر ونُعَصْرِنَ الدين، لا يمكن إقناعهم بأن أولئك الفقهاء حجة على عصرهم، وأن الأصلين القرآني والسني كفيلان وحدهما برفع كل حاجز دون فهمنا لمقاصد الشريعة، ودون تجديدنا للمنهاج النبوي القرآني لمستقبل الخلافة. فلنفهم تاريخنا فهما غير فهمهم.


-3 إن الأمة لا يمكن أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل إن لم تجمع ما فرقته عصور الخلاف. وإنما يمكن ذلك بنصب الجسور، والتعاون الفعلي في جهود البناء، لتكون نتائج البناء المشترك حافزا على توحيد النظرة بعد حين. لا ينبغي أن نؤجل الحوار، ولا أن نستعجل الوفاق، ولا أن نيأس لما نراه خلفنا من أهوال تاريخية. فإن تحولنا عن المواقف العاطفية، وعمقنا معاني الرحمة الأخوية الجامعة، فعسى يأذن الله جلت قدرته برجوع المياه إلى المجرى الأول.


-4 إن وحدة الأمة إنما تـتاح بالرجوع إلى أصولها الثابتة بالكف عن تغذية ذكريات المآسي وشرحها إلا بمقدار ما تحصل العبرة. وإن الإغضاء الكريم عن فروع الخلاف ضروري ليتسنى لنا الحفاظ على ما يجمعنا.


-5 إن تأسيس مستقبل الوحدة لا يمكن أن يعتمد خلافا مذهبيا يُتخذ بمثابة الأصل. وإلا حكمنا على أنفسنا بسرمدية الخلاف والانشقاق، إن لم نزد الانكسار التاريخي تفتـتا بما يستجد من مواقف متـناقضة بين أعضاء أمة جعلها الله خير أمة، ونرجو أن يـبتعثها ثانية لتعود شاهدة على الناس كما كانت. والشاهد لا بد أن يكون نموذجا في الثبات والثقة والقوة.
لنضع حداً لتقليد الأجيال المختلفة، لنكن شهداء بالحق عن أصالة كما كان السلف الصالح رضي الله عنهم شهداء بالحق عن أصالة.

عبد السلام ياسين، الخلافة والملك، ص: 41-42.

أضف تعليقك (0 )



















0
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد