post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الصبر على الفقر: بأي معنى؟ وبأي باعث؟
الفقير الصابر
في الكتاب والسنة ذكر الصبر على البلاء، والشكر على النعماء. ومازال الصالحون من الأمة يتدبرون أيهما أحب إلى الله عز وجل: الغني الشاكر أم الفقير الصابر. ومازال الأغنياء الظالمون، والقراء المزورون، والبله الخاملون، يخلطون بين شرع الله الذي يأمر بإنصاف الفقير المحروم من الغني البخيل وبين قدره سبحانه في قسمة الأرزاق. فيزينون للمحروم السكوت عن حقه، والتبلد السلبي، باسم الصبر.
بعد أداء حق الله وحق المستضعفين في المال للفقراء، يبقى الصبر إحسانا يصل العبد بربه. صبر له معنى غير معنى السكوت عن الحق، وباعث غير التبلد السلبي.
قال الشيخ رحمه الله: «قال الله جل وعلا: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} (التوبة، 111). صبروا على الإفلاس في الدنيا، وردوا التصرف في الأنفس والأموال والأولاد إلى ربهم عز وجل، وسلموا الكل إليه جل جلاله، سوى الأوامر والنواهي».
قلت: هذا هو العلم: التسليم للقدر بعد إقامة الأوامر والنواهي الشرعية.
قال رحمه الله: «وامتثلوا الأوامر، وانتهوا عن النواهي، وسلموا في المقدور، وتحرزوا من الخليقة، وتجوهروا عن الإرادة والأماني والهمم (هموم الدنيا) في الجملة (أي بالكلية). فشغلهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. كما قال جل وعلا: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} (ياسين، 36). فهكذا الفقير إذا فعل ذلك في الدنيا وتحقق بظاهر القرآن، باع حينئذ الجنة بربه عز وجل. وطلب الجار قبل الدار (&#8230;) كما قال الله عز وجل: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (الكهف، 28).<a href="http://siraj.net/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-13.150.q.%D8%A5%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D8%B1.html#page/150" target="_blank" rel="noopener noreferrer"> في الاقتصاد، ص 150-151.</a>

السياسة والحكم

الصبر على الفقر: بأي معنى؟ وبأي باعث؟

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كيف نتعلم من سنة الله في التاريخ؟

عواقب الظلم والتظالم

من يحمل رسالة الله إلى الإنسان؟

حلم صهيون

صور من محبة رسول الله ﷺ

حقوق الإنسان: مقارنات

مقالات ذات صلة