مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

قضايا فكرية

القائم والثائر

القائم والثائر

قال الله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً1. وفي القرآن: وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِكُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِكُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ4. المادة في القرآن كثيرة تقترن بالدعوة، والقسط وهو العدل، وتدل على القوة والإتقان، مثل أَقِيمُواْ الصَّلاةَ، وعلى الاستقامة، وهي بهذا اللفظ ومشتقاته كثير.

كان المسلمون في العهد الأول يميزون بين كلمة «القائم» وبين كلمة «الثائر». فيطلقون الأول على من قام بالحق ضد حكام الجور، ويطلقون كلمة «ثائر» عل كل مسلح يحارب السلطان. وفي الحديث النبوي كثيراً ما تقترن مادة «ثار» بالسلاح والاضطراب والحركة العنيفة. والثورة تغيير بالعنف للبيئة الاجتماعية، والقومة تغيير دوافع الإنسان وشخصيته وأفكاره، تغيير نفسه وعقله وسلوكه، تغيير يسبق ويصاحب التغيير السياسي الاجتماعي.

نفضل أن نتميز في التعبير، ونعيد لكلمة «قومة» مدلولها الإسلامي. ذلك أن «ثورة» تحتل اليوم على لسان كل متكلم، وفي خيال كل تواق لصرع الظالمين، مكانة محترمة. وتحمل في طيها معاني وأساليب وأهدافا ليست منا ولم تنبت في أرضنا. فنريد أن نُعَبِّر بقومة لأنها تعيد لأذهاننا تلك القداسة التي كان يتمتع بها «القائمون» من آل البيت، الذين حاربوا الظلم والاستبداد، إمامهم في ذلك سِبْطُ الرسول الحسين عليه السلام...إقرأ المزيد “رجال القومة والإصلاح ص.7”

1 الجن، :19.

2 النساء، 127.

3 المائدة، 8.

4 النساء، 135.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد