البناء الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في اكتماله البشرِيِّ النسبيِّ وحافظ عليه الخلفاء الراشدون المهديون بحفظ الله بدأ انتقاضه وانهدامه وانتشاره بعد ثلاثين سنة من موته صلى الله عليه وسلم. اغتالوا الإمامَ عليا كرم الله وجهه فكسـروا قبة البناء، بل أعْملوا المعول في أُسِّهِ لما حوَّلوها ملكا عاضا. كان الانقلاب الأموي الباغي ضربة في الكيان الإسلامي، ترجَّعتْ هزاتها على مدى التاريخ كما تترجع رجات الزلزال.
لن ينقذ الأمة من الهلاك الذي يتهددها، ولن يُبَلِّغَها الأملَ المعقودَ على منقذ يسعدُها إلا الاعتماد على الله والجهاد في سبيل الله. عصر المواد الخام والإنتاجية الصناعية والموارد المادية والتمويلية كاد يولي الأدبار ليخُصّ الاعتبار الإنسان ومستوى معارفه وذكائه وقدرته على الابتكار وتطويع المعلومات وخزنها وترويجها وتوظيف الأدمغة المتفوقة لتخطط وتُنشّط.
نحن حريصون على حوار مع الفضلاء الديمقراطيين لو كان بعضهم يُفرِّق بين التنابُزِ في الصحف وبَيْن الكلمةِ المسؤولة. وإن سوء التفاهم بيننا وبين بعضهم ناتج عن أننا نتكلم من مواقِع مختلفة، ومن مُستوَيَيْن اثنين. ومن يُراد منه أن يبذلَ مجهودا ليسمع ويتأمل ويقَدِّر الحاضر والمستقبَلَ منهمك في الحاضِر لا يَلْوي على شيء.
إنه لا مُنْفَلَتَ عن الاستبداد التقليدي، ولا عن المتاهات والتجارب الفاشلة التي سلكها المغربون تحت قيادة الأنظمة التقليدية أو باستقلالهم تحت زعامة الأبطال القوميين، إلاّ إذا كان الشعب قادرا على التعبير عن إرادته، مُعَبّأ ليدافع عن اختياراته. وتلك حقوق وواجبات لا تحصل إلا بطول كفاح، لا تسقط على الشعوب من السماء. ولا تنوب الطلائـع المناضلة في ذلك عن مجهود السواد الأعظم.
رغم ذلك، يظل باب الأمل مفتوحا. فالعلم سيمكننا يوما ما من تمديد عمر الإنسان حتى يتجاوز معدله في الدول المتقدمة السنين الثمانين الحالية ليبلغ غدا قرنا أو -لم لا؟- قرناً ونصفاً. ما دامت الأبحاث الوراثية حققت نتائج مذهلة: عمر أطول، حياة أفضل، صحة أمتن، بفضل التطور المادي. أما القضية الجوهرية فيحرص الإنسان على تجنبها، مخادعا نفسه، متسليا لعله ينسى أو ليتجنب مواجهة السؤال البديهي: ما جدوى العيش إذا كانت الحياة مجرد صدفة عبثية سيعقبها الموت والحفرة العفنة؟ أفضل من ذلك التعجيل بالانتحار!
وقد تنتظر النقمة الإلهية طويلا، لكنها لا تتخلف، والعاقبة دائما للمتقين، متى أذن الله رب العزة واستيقظ المسلمون من الغفلة، وتطهروا من دخن الفتنة، وذكروا الله كثيرا فذهبت القسوة، ودخل الإيمان والنور، فقويت العزائم وانتظمت الشؤون بنواظم الإيمان والإحسان، وتجند جند الله، وتحزبوا لله، وتقدموا رحماء بينهم أشداء على الكفار لاستقبال موعود الله.
منبع الصهيونية وأصلها هو الشعور المكبوت بالانتماء والصمود التاريخي والحنين الدائم إلى العودة لأرض “الميعاد”. الصهيونية نُقلة نوعية من ذهنية اليهودي الخامل في بلاد الشتات، المتجمع حول الأحبار وأسفارهم، الحالم بنـزول المسيح “الماشيح” كما يقول العبرانيون إلى الأرض ليخلص “شعب الله المختار”. نقلة من تلك الذهنية إلى ذهنية اليهودي الفاعل المتحرك المنظم. الصهيونية تشخيص عملي لفكرة العودة وإحياء القومية اليهودية
ما الصهيونية؟ يقول العبرانيون إلى الأرض ليخلص “شعب الله المختار”. نقلة من تلك الذهنية إلى ذهنية اليهودي الفاعل المتحرك المنظم. الصهيونية تشخيص عملي لفكرة العودة وإحياء القومية اليهودية التي كانت تدور لآلاف السنين في أذهان بائسة حاقدة محتقِرة للعالم محقورة. تُعرف الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية الصهيونية قائلة: “حركة يهودية تهدف إلى حل المشكلة اليهودية، أدت آخر الأمر إلى قيام دولة إسرائيل”. وقد بدأت من القرن الثامن في أوربا بين اليهود المثقفين
إنما يوقف المخطط العدواني الطامع الطامح في إبادة معنانا واستحمار مستقبلنا ومسخ أجيالنا التوحّد تحت راية تؤلف القلوب وتوقظ فيها معاني الإيمان والصدق والطهر والكرامة. وتنور الفكر، وتوجه الجهود في تكامل صادق، وتعاون مخلص بين النزهاء من أبناء الأمة وبناتها. وليس غيرَ راية الإسلام من جامع مؤلف، ولا غَيرَ هدى ربنا من مقتبس للنور، ولا غيرَ الصدق مع الله والإخلاص لله من ضامن لتعاون مُجدٍ مؤَثّر قادر على مصاولة القوى الفاسدة المفسدة الناخرة في جسم الأمة المتكالبة المتآمرة على طمس كيانها.
إن التحدي اليهودي للإسلام يتمثل في قدرة اليهود على تقمص الأجسام الجماعية للأمم. وهم بعد تقمص أمريكا في طريقهم إلى تقمص أوربا والعالم. فالتحدي أمامنا ليوم الفصال يوم “وعد الآخرة” ليس أن نحارب العالم بعد أن تكون الروح اليهودية قد استولت عليه، لكن التحدي في أن نقاتل اليهود وراء كل شجر وحجر قتال البأس بينما نستخلص من الروح اليهودية هذه الجسوم الجاهلية، ندفع شرها بخير الإسلام، ونذهب ظلمتها بنور الإسلام، ونُسكت نبَاحها لتسمع دعوة الإسلام. وربك سبحانه جل سلطانه قادر على أن تسلم أمريكا ويسمع من هنالك زئير أسد إسلامي. “وعد الآخرة” مقترن بوعد ظهور دين الله على الدين كله ولو كره الكافرون. والحمد لله رب العالمين.
هذا الوهم الناتجُ عن ظهور المخلوق على المسرح وغيبية الخالق عز وجل الذي لا تدركه الأبصار بلاءٌ بالغٌ وامتحان شديد لعقيدة المسلم وعلمه وعمله وسلوكه كله في الدنيا، ومصيرِه فيها وفي الآخرة.
العلم الذي لا علم أشرف منه هو العلم الحق بالحق. هو العلم بالله عز وجل وبكتبه…
يدور نضال المدافعين عن حقوق المرأة من جانب التغرب والإباحية حول مطلب محوري…
تعلموا الإيمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بِتَلقٍّ آخر واقتباس آخر غير تلقي الأذن…
من الخلل العميق في العقل المسلم المغزو قراءته للتاريخ ونظرته إلى المستقبل…
كتب الدكتور يوسف القرضاوي كتابا نفيسا في موضوع التطرف بين الشباب جزاه الله…