مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

قضايا فكرية

التغيير بين الأوهام السياسية والعمق التاريخي

التغيير بين الأوهام السياسية والعمق التاريخي

نحن حريصون على حوار مع الفضلاء الديمقراطيين لو كان بعضهم يُفرِّق بين التنابُزِ في الصحف وبَيْن الكلمةِ المسؤولة. وإن سوء التفاهم بيننا وبين بعضهم ناتج عن أننا نتكلم من مواقِع مختلفة، ومن مُستوَيَيْن اثنين. ومن يُراد منه أن يبذلَ مجهودا ليسمع ويتأمل ويقَدِّر الحاضر والمستقبَلَ منهمك في الحاضِر لا يَلْوي على شيء.

وثبةٌ فوق التاريخ، وطَيُّ مراحلِ التاريخ، واقتطاف الثمار وأنت لما تغرس الشجرة. أوهامٌ قد تداعب من ينشدون تغييرا من موقع سياسي، لأهداف سياسية، بوسائل السلطةِ والبرنامج والمؤسسات الحُكمية. أوهامٌ سياسية لتغيير سياسي.

أما نحن فعمقنا التاريخي، وعبرتُنا بالتاريخ، وإدْراكنا لمفاصِل التفكك وأسباب التفكك وعاهات الغثائية، وانفتاح أعيننا على حاضِرٍ ينذر بمُستقبَل، تُزهِّدُنا في لغة السياسة، ووسائل السياسة، وبرامج السياسة المحدودة الأفق.

تزهِّدُنا تلك المؤهلات في اللغة والوسائل وانحداد الأفق، لكن موقعنا في الساحة السياسية يَزُجّ بنا في وطيس المعركة شئنا أم أبينا. ونحن نشاء لأن السُّلطان خذل القرآن وخاصمه في تاريخنا منذ بُكوره، فلا يَنْصلح أمر الأمة ولا ينجمع إلا برأبِ الصّدْع بين شريعة القرآن ووازع السلطان.

حضورنا يزُجّ بنا في الوطيس، وتشتبه لغتُنا بلغة أهل المكان، فيَخَال بعضُ أهل المكانِ أننا طلاب رئاسة، وأننا ريحٌ عابرة، وعجاجُ رِمالٍ. ويخالُ بعضُهم، لِمَا تتيه به الساحة من حضورات مرخّصٍ بها، أننا يتامَى يحسُن أن يعاملوا بلطف، ويعمل بعضهم، لا يَأْلو، على إبَادة الجراثيم وتعقيمها. تابع القراءة في الشورى والديمقراطية، ص 269-270.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد