مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

الزهد في الدنيا وطلب الآخرة
بادر بالأعمال الصالحة
كيف يكون رجاؤنا في الله عز وجل حسنا؟
احفظوا ولا يحفظ منكم إلا القليل
دعاء نبوي

7 غشت 2013

رابط تحميل المختارة


ينبغي للعبد المؤمن بربه إذا نظر إلى زهرة الدنيا، فدعته إلى نفسها برونقها البهيج أن يقول لها بلسان الحال: إليك عني يا سريعة الزوال، إنما تصلحين للتشويق إلى دار ليس لساكنها عنها انتقال.
أنت خزف فان، وتلك جوهر باق، فلتفرق بين الدارين عقول الرجال.

الزهد في الدنيا وطلب الآخرة

من كتاب المواعظ لابن الجوزي رحمة الله عليه

ينبغي للعبد المؤمن بربه إذا نظر إلى زهرة الدنيا، فدعته إلى نفسها برونقها البهيج أن يقول لها بلسان الحال: إليك عني يا سريعة الزوال، إنما تصلحين للتشويق إلى دار ليس لساكنها عنها انتقال.

أنت خزف فان، وتلك جوهر باق، فلتفرق بين الدارين عقول الرجال.

خل عن منزل الزوال والفناء، ويَمِّمْ.[1] نحو الجناب العالي، منزل الكرامة والأنس والبر، ونيل المنى ونيل النَّوال، تلك والله دار قوم اشتروها بنفيس النفوس والأموال، حين زُفَّتْ إليهم خُطوبها[2]، شرَّ غوالي، ثم حاموا عنها وحاموا عليها بورود الأوحال والآجال، فامتطوا عزم معشر رغبوا في أن يحلوا ساميات المعالي. سادة قادة حماة كُمَاة[3] فحولٌ[4] ورجال، لبسوا للرَّدى[5] دروعَ اصطبار، ولَقُوه بعزمه الأبطال، خشية أن يفوتهم ما رَجَوْه من جناب المهيمن المتعال.

لم يزالوا في السَّيْر حتى أناخوا بمحل الإكرام والإجلال، مقعدِ الصدق في جناب مليك ذي اقتدار وعزة جلال.

أين خُطَّاب هذه العرائس؟ أين طُلاَّب هذه النفائس؟ هم الذين مدحهم الله في محكم القرآن في أول سورة المؤمنين[6] وآخر سورة الفرقان.[7] تلك والله صفات الفائزين بالرضوان، الخالدين في نعيم الجنان، الحائزين رغائب البِرِّ ومواهب الإحسان.

اللهم بما أنعمت عليهم، فارزقنا ما رزقتهم في الدنيا من طاعتك وذكرك، وفي الآخرة من نعيم جنتك ولذة النظر إلى وجهك. ألحقنا بهم وأدخلنا فيهم واجعلنا منهم، ولا تجعل نصيبنا منك ما عجلته لنا من مواهب الدنيا، بل ادخر لنا عندك ما ادخرته لأهل سلامة العقبى، واجعل الآخرة خيرا لنا من الأولى، وإذا أقررت أهل الدنيا بالدنيا، فأقر أعيننا بموجبات المغفرة والرحمة والرضا.

يا من دعاه الملبون! سبحانك ما أعظم شأنك!

يا من مدَّ إليه أكفهم السائلون! سبحانك ما أعظم شأنك!

يا من تقوم السماء والأرض بأمره! يا من ينقاد السهم الذَّلول بحكمه! يا من يفْرَق [8] المحسن والمسيء من عدله! يا من يفتقر الغني والفقير إلى رزقه! سبحانك ما أعظم شأنك!

يا من خضعت الأعناق لعزته! يا من توجهت الوجوه إلى قبلته! يا من اعترفت الخليقة بربوبيته! سبحانك ما أعظم شأنك!

يا من له ما في السماوات والأرض كل له قانتون! يا من دعا إلى حج بيته على لسان خليله، فلباه في الأصلاب الملَبُّون!

يا من عكف على باب فضله العاكفون! إليه بالدعاء والسؤال يجارون، وبرحمته في الدنيا والآخرة يتعرضون، ومن مخالفة أمره يستغفرون، وبأذيال عفوه يتمسكون، سبحانك ما أعظم شأنك! سبحانك ما أوضح برهانك! سبحانك ما أقدم سلطانك! سبحانك ما أوسع غفرانك!

سبحت لك السماوات وأملاكها، والنجوم وأفلاكها، والأرض وسكانها، والبحار وحيتانها، والسادات وعبيدها، والأمطار ورعودها، والملوك ومماليكها، والجيوش ومعاركها، والديار وأطلالها،[9] والأسود وأشبالها.

كل معترف بأنك لفطرته خالق، ولفاقَتِها[10] رازق، وبناصيته آخذ، وبعفوك من عقابك عائذ، وبرضاك من سخطك لائذ، إلا الذين حقت عليهم كلمة العذاب، فالقضاء فيهم نافذ.

يا مالكا هو بالنواصي آخذ، وقضاؤه في كل شيء نافذ، أنا عائذ بك يا كريم، ولم يخب عبد بعزك مستجير عائذ.

بادر بالأعمال الصالحة

من كتاب المواعظ لابن الجوزي رحمه الله

تعالى طوبى لمن بادر عُمره القصير فعمَّر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير، قبل فوات القدرة وإعراض النصير. قال عليه الصلاة والسلام: “بادروا بالأَعمال سبعاً؛ هل تنتظرون إِلا فقراً مُنسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو موتاً مجهزاً أو هرماً مُفنداً أو الدجال فشرُّ غائب يُنتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر”.‏[11]

كان الحسن رضي الله عنه يقول: “عجبت لأقوام أُمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون”.

وكان يقول: “يا ابن آدم‏، السكين تُشْحَذ، والتَّنُّور[12] يُسْجَر[13]، والكبش يعتلف‏”.

وقال أبو حازم‏ رحمه الله تعالى: “إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو جاء وقت نَفَاقِها[14] لم تصلوا فيها إلى قليل ولا كثير”.

وكان أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى يقول‏: “لو سقط من أَحدهم درهمٌ لظل يومه يقول‏:‏ إنا لله ذهب درهمي، وهو يذهب عمره ولا يقول‏:‏ ذهب عمري”.

وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات ويحفظون الساعات، ويلازمونها بالطاعات، فقيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏‏ إنه ما مات حتى سَرَدَ[15] الصوم.

وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد، وسرد أبو طلحة رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة.

وقال نافع رحمه الله تعالى‏: “ما رأيت ابن عمر صائماً في سفره، ولا مفطراً في حضره”

قال سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى‏:‏ ”ما تركت الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة”.

وكان سعيد بن جبير رحمه الله تعالى يختم القرآن في ليلتين.

وكان الأسود رحمه الله تعالى يقوم حتى يخضر ويصفر، وحج ثمانين حجة.

وقال ثابت البناني رحمه الله تعالى: ما تركت في الجامع سارية إلا وختمت القرآن عندها”.

وقيل لعمرو بن هانئ رحمه الله تعالى: “لا نرى لسانك يفتر من الذكر، فكم تسبح كل يوم؟ قال‏:‏ مائة ألف إلا ما تخطئ الأصابع”.

وصام منصور بن المعتمر رحمه الله تعالى أربعين سنة، وقام ليلها، وكان الليل كله يبكي، فتقول له أُمه‏:‏ يا بني، قتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح كحل عينيه، ودهن رأسه، وبَرَّقَ[16] شفتيه وخرج إلى الناس”.

قال الجماني رحمه الله تعالى‏:‏ لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال: لا تبك، وأشار إلى زاوية في البيت إنه قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة”.

قال الربيع رحمه الله تعالى: “وكان الشافعي رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي كل شهر رمضان ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلوات”.

واعلم أن الراحة لا تُنَال بالراحة، ومعالي الأُمور لا تنال بالفُتور، ومن زرع حصد، ومن جدَّ وجد.

لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم عن أهاليهم وأولادهم، ومال بهم ذكر المآل عن المال في معادهم، وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم، وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم، واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم، وحرسوا جوارحهم من النار عن غَيِّهم وفسادهم.

فيا طالب الهوى! جُزْ بناديهم ونادهم‏:‏

أَحــــــــيَوا فُؤَادِي ولَـــــكِنَّهم
علَى صَيحَة من البين ماتُوا جميعاً
حــرمُوا رَاحة النَّوم أَجفَانهم
ولَفُّوا علَـــى الزفرات الضُّلوعَـــــــا
طُـــــول السَّواعد شُمُّ الأُنوف
فطـــــابُوا أُصُولاً وطَـــابُوا فُرُوعا

أَقبلت قلوبهم تراعي حق الحق، فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق، فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى، والقُلوب في رياض الملكوت ترعى.

نازلهم الخوف فصاروا والهين، وناجاهم الفكر فعادوا خائفين، وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين، وناداهم منادي الصَّلاح: حيّ على الفلاح، فقاموا متهجدين، وهبَّت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين، وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين، فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر نادى الهجر: يا خيبة النائمين!

كيف يكون رجاؤنا في الله عز وجل حسنا؟

العهود المحمدية، للإمام الشعراني رحمه الله

روى الترمذي رحمه الله تعالى -وقال حديث حسن- مرفوعا “قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك. يابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة”[17].

وروى الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا رحمهم الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: “كيف تجدك؟” قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يجتمعان في قلب عبد مؤمن في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله تعالى ما يرجو، وأمنه مما يخاف”

وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره مرفوعا: “إن الله عز وجل يقول للمؤمنين يوم القيامة: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد أوجبت لكم مغفرتي”.

وروى الشيخان رحمهما الله تعالى مرفوعا: “قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي”.

وروى أبو داود وابن حبان رحمهما الله تعالى وغيرهما مرفوعا: “حسن الظن من حسن العبادة”. وفي رواية للترمذي والحاكم رحمهما الله تعالى: “إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله”.

وروى مسلم وأبو داود وابن ماجه رحمهم الله تعالى عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل”.

وروى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي رحمهم الله تعالى مرفوعا: “قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وإن ظن شرا فله”.

وروى البيهقي رحمه الله تعالى عن رجل من ولد عبادة بن الصامت رضي الله عنه لم يسمه عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أمر الله عز وجل برجل إلى النار، فلما وقف على شفتها، التفت فقال: أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسنا، فقال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي”. يعني فأدخله الله الجنة كما في رواية. والله تعالى أعلم.

أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون رجاؤنا وظننا في الله تعالى حسنا بطريقه الشرعي بأن نأتي بجميع المأمورات الشرعية، ثم نرجو فضل ربنا، ونعول على فضله لا على تلك الأعمال، [18] فإنه لو أخذنا بما في طاعاتنا من سوء الأدب معه لعذبنا أبد الآبدين، وهذا الرجاء والظن بالله تعالى متعين على الإنسان في كل نَفَس، ومن قال إن ترجيح حسن الظن لا يكون إلا عند الموت، قلنا له: والموت حاضر عندنا في كل نفس من الأنفاس، ليس لنا عهد من الله تعالى برجوع نفس واحد إذا خرج، فيحتاج المؤمن إلى عينين؛ عين ينظر بها إلى حضرة الانتقام، فيخاف من الله تعالى، وعين ينظر بها إلى حضرة الرحمة والمغفرة، فيرجو فضل الله تعالى ورحمته، فالعينان في آن واحد لأنهما يتعاقبان، فافهم.

ويحتاج من يريد الوصول إلى ذلك إلى شيخ يسلك به حتى يجعل له عينين بعد أن كان أعور، وقد حثنا الله تعالى على حسن الظن به بقوله: “أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا” فمن لم يظن بالله خيرا فقد عصى أمر الله تعالى.

فاعلم ذلك وسل الله تعالى أن يرزقك حسن الظن عند الموت، فربما كان الإنسان حسن الظن بالله تعالى حال الصحة، فإذا حضرته الوفاة أساء الظن بربه فيجني ثمرة ذلك.

فاعلم أن حسن الظن ليس في العبد، وإنما هو مثل قوله تعالى: ﴿ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[19] أي استصحبوا صفات الإسلام دائما، ولا تتركوها نفسا واحدا، فكل وقت جاءكم الموت وجدكم مسلمين، فافهم ذلك فإنه نفيس. والله غفور رحيم.

احفظوا ولا يحفظ منكم إلا القليل

من تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قال الله تعالى في سورة الحجرات الآية: ﴿إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون﴾[20]

قوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة،أي في الدين والحرمة لا في النسب، ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسّسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا” وفي رواية: “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره الشريف ثلاث مرات – بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”[21] لفظ مسلم رحمه الله تعالى.

وفي غير الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يعيبه ولا يخذله، ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه، ولا يؤذيه بقُتَارا[22] قِدْره إلا أن يغرف له غرفة، ولا يشتري لبنيه الفاكهة فيخرجون بها إلى صبيان جاره ولا يطعمونهم منها”. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “احفظوا ولا يحفظ منكم إلا قليل”.

دعاء نبوي

روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي رحمهم الله تعالى وغيره:

لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفا فقال صلى الله عليه وسلم: “اللهم لك الحمد كلُّهُ، اللهم لا قابضَ لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هاديَ لما أضللت، ولا مُضِّلَ لما هديت، ولا مُعْطِيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مُقَرِّب لما بَعَّدْت، ولا مباعد لما قَرَّبت. اللهم ابْسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفَضْلِك، اللهم إني أسألك النعيمَ المقيم الذي لا يَحُول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العَيْلَة والأَمْنَ يوم الخوف، اللهم إني عائِذٌ بك من شر ما أعطيتنا وشرِّ ما منعتنا. اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غيرَ خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتِلِ الكَفَرَةَ الذين يكذِّبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رِجْزَكَ وعذابك، اللهم قاتلِ الكفرة الذين أوتوا الكتاب يا إله الحق”.


[1] يمم: اقصد. يَمَّمْتُهُ: قصدتُهُ
[2] الخطوب: مفردها الخَطْب، وهو الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ، صَغُر أَو عَظُم. ثم ساقوا لها المهور الغوالي. قاتلوا دون خِدْرها في هواها بصِفَاح بيض صَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَفْحَتا السيف: وجهاه. يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ، والسيف مُصْفَحٌ. والمقصود سيوف بيضاء لامعة. 
[3] كُماة وأكماء: مفردها الكَمِيُّ: اللابسُ السلاحِ، وقيل: هو الشجاع المُقْدِمُ الجَريء، كان عليه سلاح أَو لم يكن، وقيل: الكَمِيُّ الذي لا يَحِيد عن قِرنه ولا يَرُوغ عن شيء.
[4] فحول: مفردها فَحْل وهو الذكَر من كل حيوان، وفَحْل فَحِيل: كريم منجِب في ضِرابه.
[5] الرَّدى: الهلاكُ. رَدِيَ، بالكسر، يَرْدى رَدىً: هَلَكَ، فهو رَدٍ.
[6] يقول الله تعالى في أوائل سورة المؤمنون:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
[7] يقول الحق عز وجل في أواخر سورة الفرقان: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا. إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا. وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا. وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَوَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا. وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا. وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا. وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا. خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا. قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا).
[8] الفَرَقُ: الخوف.وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً:جَزِعا
[9] الطَّلل ما شَخَص من آثار الديار، والرَّسْمُ ما كان لاصِقاً بالأرض، وقيل: طَلَلُ كل شيء شَخْصُه، وجمع كل ذلك أَطْلالٌ وطُلول.
[10] لفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها
[11] أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه بسند ضعيف.
[12] التَّنُّورُ: نوع من الكوانين.الجوهري: التِّنُّورُ الذي يخبز فيه
[13] سَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده وأَحماه، وقيل: أَشبع وَقُودَه. والسَّجُورُ: ما أُوقِدَ به كحطب
[14] نَفَقَ البيع نَفَاقاً: راج. ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً، بالفتح: غَلَتْ ورغب فيها، وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها
[15] السَّرْدُ في اللغة: تَقْدِمَةُ شيء إِلى شيء تأْتي به متَّسقاً بعضُه في أَثر بعض متتابعاً. سَرَد الحديث ونحوه يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه. وفلان يَسْرُد الحديث سرداً إِذا كان جَيِّد السياق له. وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم: “لم يكن يَسْرُد الحديث سرداً أَي يتابعه ويستعجل فيه”. وسَرَد القرآن: تابع قراءَته في حَدْر منه. وسرد فلان الصوم إِذا والاه وتابعه؛ ومنه الحديث: “كان يَسْرُد الصوم سَرْداً”؛ وفي الحديث: أَن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إِني أَسْرُد الصيام في السفر، فقال: “إِن شئت فصم، وإِن شئت فأَفطر”.
[16] برق شفتيه: جعلهما مبتسمتين، إشارة إلى بِشْرِه وطلاقة وجهه؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.
[17] وقراب الأرض بكسر القاف، وضمها أشهر: هو ما يقارب ملأها.
[18] قال ابن القيم رحمه الله: “ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات، فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد، فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له. كما قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل”.
[19] سورة آل عمران، الآية 102.
[20] سورة الحجرات، الآية 10.
[21] قال الحبيب المرشد رحمه الله تعالى: هذا الحديث الشريف يُعطي القاعدة الأخلاقية لسلوك المسلمين بعضهم تُجاهَ بعض على صعيد الحياة الخاصة. وهي قاعدة صبر على أذى الناس، وكفٍّ لأذاك أنت عن الناس، وضبطٍ لِلِسانك، بل وسوء ظنك عن الناس. و”المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”. كما جاء في الحديث النبوي الذي أخرجه الترمذي عن ابن عمر بإسناد حسن. الإحسان2، ص322.
[22] القُتارُ: ريح القِدْر، وقد يكون من الشِّواءِ والعظم المُحْرَقِ وريح اللحم المشويّ. وفي حديث جابر رضي الله عنه: “لا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك”؛ هو ريح القِدْر والشِّواءِ ونحوهما.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد