مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

قضايا فكرية

ما هي كلمتنا في حقوق الإنسان؟

ما هي كلمتنا في حقوق الإنسان؟

ما هي كلمتنا في حقوق الإنسان ورسالتنا في الموضوع؟
ما هو القانون الشرعي الذي به نواجه القانونية الدولية التي يتحكم في قراراتها خمسة مجلس الأمن الكبار؟
ماهو قانون الأتقى الذي نقابل به قانون الأقوى؟
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾(1). لم يقل الله تعالى : أقواكم.
رأس حقوق الإنسان عندنا، وأم الحريات، ومنبع الكرامة، تحرير الإنسان من كل عبودية غير العبودية لله رب العالمين لا شريك له.
ومن حقه في معرفة ربه وخالقه تنبثق سائر الحقوق. بمعرفته لله رب العالمين وربه يكون حق الآخرين عليه واجبا دينيا يؤديه بإخلاص ووفاء، عبادة يعبد بها ربه، لا تعاملا مع القانونية البشرية.
هذا الإنسان الشارد من ربه الجاهل بخالقه لا تجد من يرفع عقيرته احتجاجا على هضم حقه الأول، حقه في معرفة حقيقة وجوده، ومآله، ومعناه.
الكون جملة مفيدة، ما من حرف فيها إلا له معنى، ما من ساكن ولا متحرك إلا له فائدة وصلاحية ومنطق ينسقه في المنظومة الكونية. كل ما في الكون يكتسب صلاحيته ومنطقه ووظيفته ومعناه من الإنسان.
من الذرة إلى الأفلاك نظام كامل يشد بعضه بعضا، ويفسر بعضه بعضا، وينطق كله بلسان الحال مخاطبا من يعقل أنه مهد ممهد للإنسان، لمأكل الإنسان، ومشربه، وملبسه، ومأواه، ودفئه، وراحته، وبلائه، واختباره، وتعارفه، وتواصله الشمس، والقمر، والبر، والبحر، والشجر، والثمر، والدواب، والأنعام، والعقل العجيب المركب في الجسم الغريب.
يكفر الإنسان الجاهل بأعظم حقوقه لأنه لا يعرف الله. ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾

عبد السلام ياسين، حوار مع الفضلاء الديمقراطيين، ص: 218-219.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد