مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

تدوينات

لنتذكر زيارة الأحد؟

0
لنتذكر  زيارة الأحد؟

ما قبل 11.30!

لا أخفيكم سرا!
أكاد أكون مدمنا على مشاهدة و سماع أشرطة زيارة الأحد للإمام عبد السلام ياسين رحمه الله.( جزى الله خيرا العاملين لآخرتهم في مجال الإعلام )
أفتتح يومي بالأمل و البشرى و برؤية وجه مجدد يستشرف مستقبل الإسلام الأغر..”ثم تكون ..على منهاج النبوة. “
بل مع وجبة إفطار الصباح، أشاهد عبر قناة الإمام كيف يتواصل مع زائريه إنها..تسجيلات لها ما بعدها من تواصل دعوي حيوي جامع بين البساطة و العمق و بيداغوجية الأخذ بيد المسترشدين من تيه الغفلة عن الله إلى رشد ذكر الله و سداد. ليصبحوا دعاة فعلة.
تتعلم منه تدبر آيات الله و كيفيات تطبيقها على كتاب عالمنا الصاخب بجنون الحرب و الدمار و الفتن.
من زيارته نتعلم كيف نبني ديننا ابتداءا من الوضوء و الصلاة..
يملي علينا مواعظ شعرية تلطف أجواء ثقل مسؤولية مهمتنا التاريخية مذكرة بالله و اليوم الآخر ..أطايب كلام يشوق لنا السعادة الأبدية ..إنها مختارات يهديها لنا محببا بها لغة القرآن ..مواد زيارة الأحد متنوعة تنتقل بنا من النحو و الصرف و البلاغة و التاريخ و الفقه و علم الحديث و سير الرجال..إلى عزمات و التزامات نتفق “ما استطعنا” على القيام بها قبل الممات.
نحيي بالزيارة سننا طالما أقبرها ” التدين” المنقوص عبر قرون سيف الحكم العاض و الجبر..
يقحمنا رحمه الله في قلب مشروع فهم متجدد لسنة الله مع تجديد الإيمان و استكماله و أن باب مطلب الإحسان مفتوح لمن طمع في الفوز بالله..
أتذكر كيف يدخل ناظرا إلى وجوه زائريه المحبين مبتسما مرددا قول الله تعالى:
لولا إذ دخلت جنتك قلت: ما شاء الله لا قوة إلا بالله!
ما شاء الله!
فرح برحمة الله و تلاق قلوب اجتمعت على محبة الله عز و جل و رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم.
تذكير متواصل بالغاية من تأسيس مدرسة العدل و الإحسان.
*أتممت الشريط أم اكتفيت بجزء منه،
يكون افتتاح يومك برغبة في الرجوع إلى الله ..و التوبة إلى الله وفق برنامج يحفزك على الخروج التدريجي من زمن العادة إلى زمن العبادة.
مركزية التوبة تجمع خلاصي الفردي بخلاص أمتنا الجماعي فتكون انعتاقا حقيقيا يقي كل إنسان من طغيان الدولة و كل فئة مناهضة لكرامته و حريته.
قد يظن وليد الدعوة إلى الله أن أمر التوبة رهن بلحظة فقط!
يحدد المتوهم توبته في فترة زمنية
و يأتي الابتلاء ليخبره أن الثبات على التوبة ليس بالأمر الهين.
أمر التوبة “مشروع عمر”! نسأله سبحانه الثبات.
يقول مولاي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره :
“أثبت تنبت.”
كلما صبرت نفسي مع المؤمنين و المؤمنات كلما تجددت توبتي و ازدادت رغبتي في التقرب إلى ربي عز و جل مستغفرا منيبا إليه سبحانه.
*قبل 11hو 30د صباحا نكون جميعا في انتظار طلعته البهية رحمه الله رحمة واسعة دائمة تامة…
كلنا إنصات لصوت ندي ..بل ملائكي …أينما وجهت وجهك بالدار العامرة..ارتقت بك سورة الأنعام ..آية بعد آية.. مع نبرات الشيخ محمد رفعت رحمه الله..تتموج بين وعد بالبشرى و وعيد بنذارة .. مقامات تترجم لك كلام الله المسموع مشاهد كأنك تراها رأي العين .. أذواق تعيها كل أذن واعية.استعدادا لاقتحام العقبة إلى الله عز وجل.
لننصت لما كان ينصت له الزائرون و الزائرات ” غالبا ” قبل حضور المرشد رحمه الله.**
و الصلاة و السلام على نبينا المصطفى الأمين صلوات الله عليه و بارك و سلم تسليما.

التملي و التملؤ !

منهاج مدرسة العدل و الإحسان دعوة عملية إلى تفعيل دستور الوئام و المحبة.
منه تسري معاني التربية الإيمانية و الإحسانية بين المومنين و المومنات تمثلا و سماعا و تشربا و إعدادا لعدة مستقبل تباشيره تلوح في أفق إسلام الرحمة و الحكمة، إسلام القوة و الأمانة.
نعمة “تزاور في الله”، حركة أشباح تشد الرحال إلى بعضها..
“تحرك الأقدام لله تعالى”
يأتي الوافد إلى زيارة الأحد بما أكرمه الله من نية و همة و عزم و بداية صفحة جديدة مع الله عز و جل، و قد تكون الزيارة في حد ذاتها فرصة لتعلم هذه المعاني و إدراك مقدماتها..
“..و لكل وجهة موليها فاستبقوا الخيرات”
* الساعة تشير إلى 11.30 !
يدخل الإمام رحمه الله متوجها نحو مجلسه في تواضع جم..
خطوات تصحبها تحية “السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته” بمد” لام السلام ” المعبرة عن سعة قلب صاحب تحية
تفرح القلوب ..ترافقها نظرات رحيمة.. عيني صاحبها تلمع محبة و شوقا لمن يستجيب لشذراته :
ألا من مسعف حولي ***على أمر أحاول
تيتم بيننا العدل ***و كل الناس خاذله
هلموا.ننكر الظلم *** ننازله . نقاتله
يفتتح الإمام رحمه الله مستبشرا بضيوفه و مبتسما تذكير ب “التملي و التملؤ”
اسمع معي كلاما جامعا بين فصاحة القلب و فصاحة اللسان.. بعفوية توقظ فينا حاسة الإيمان و معانى التزاور في الله..
رب ترجيع صدى! صوت سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه:..
الله ..آ الله آ الله..:..الخبير بفضل الله و قيمة التزاور في الله.( 1 )
افتح قلبك أخي ..افتحي قلبك أختي ..بما يقوله الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله موزعا نظراته الرحيمة و نتعلم و نسمع
إنه ترحيب يحمل في طياته علما نافعا مثمرا عملا صالحا إن شاء الله:
** أتركونا “نتملى و نتملؤ” بالنظر إلى الوجوه الناظرة إلى ربها
ناظرة يوم القيامة إن شاء الله!
الناظرة الآن بالنور في هذه الدنيا بنور الإيمان و الإسلام و
الإحسان..
هذا “التملي و التملؤ” شيء مهم جدا..
فإذا لم تتملأ بمحبة إخوانك و محبة أخواتك تملأ بشيء آخر!
تتملأ بماذا؟..
بشيء آخر..
تتملأ بحب نفسك
و بالتملئ منها حتى يفيض إيناؤها بمحبة نفسك!”( 2 )
صلاة ربي على نبي هدى**خير الورى من عجم و من عرب( 3 )
..

( 1 ) «عن أبي إدريسَ الخَوْلانيِّ رحمه اللهُ، قال: دخلتُ مسجدَ دِمَشْقَ، فإذا فتًى برَّاقُ الثنايا، وإذا الناسُ معه، فإذا اختلَفوا في شيءٍ أسندوه إليه، وصدَروا عن رأيِه؛ فسألتُ عنه، فقيل: هو معاذُ بنُ جبلٍ رَضِيَ اللهُ عنه، فلمَّا كان مِنَ الغَدِ هجَّرْتُ، فوجدتُه قد سبَقَني بالتَّهجيرِ، ووجدتُه يُصلِّي، فانتظرتُه حتَّى قضى صلاتَه، ثم جئتُه من وجهِه، فسلَّمْتُ عليه، ثم قلتُ: والله، إني لَأُحِبُّكَ، فقال: آللهِ، فقلتُ: اللهِ، فقال: آللهِ، فقلتُ: اللهِ؛ فأخذني بحَبْوَةِ ردائي، فجَبَذَني إليه، فقال: أَبْشِرْ؛ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قال اللهُ تعالى: وجبَتْ محبَّتي للمتحابِّينَ فيَّ، والمتجالِسينَ فيَّ، والمتزاوِرينَ فيَّ، والمتباذِلين فيَّ.»
( 3 ) من شذرات الإمام رحمه الله.

جئنا أم جيء بنا؟

في إحدى زيارات الأحد سأل الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله مبتسما زائريه: من المومنين و المومنات:
[“من منكم جاء إلى الدنيا؟
من منكن جاء إلى الدنيا؟
و من من المستمعين و الرائين( عبر الأنترنت) جاء إلى الدنيا؟”
ثم أجاب:
ما جاء أحد!
بل جيء بنا،
أبرزنا الحق عز و جل من العدم إلى الوجود..”]
*إخواني أخواتي، هذه الأسئلة الفطرية الوجودية تبدو بديهية لكنها داخل أجواء مفعمة بالإيمان و المحبة في الله و رؤية الصالحين من عباد الله تأخذ بيد المتعطش إلى الجواب إلى الحق بل ترشد هدايته منتقلة به من وعي مزيف يوهمه “بمجيئه إلى الدنيا” إلى وعي يقيني ” بأن الخالق سبحانه و تعالى جاء به إلى الدنيا”، هو الذي جاء به من العدم إلى الوجود عز وجل..
*هذا ما كان يذكر به كثيرا الإمام المرشد رحمه الله في “زيارات الأحد^ بأسلوبه الحكيم ليصحح للوافد على مدرسة العدل و الإحسان وجهته و إرادته و همته و يجدد لأهل السابقة و الغناء و الحظ من الله نواياهم.
..قال رحمه الله موضحا ذلك في إحدى الزيارات:
جئنا أم جيء بنا؟
إذا انطلقنا من هذا السؤال الأساسي المحوري في حياة كل منا
و في حياة الأمة
و فهمناه بعمق
و فهمناه بتؤدة و تأن
و تدبرناه و تأملناه،
فنحن على الجادة.”]
جزاك الله خيرا سيدي

..حتى يحبكم:

” زيارة الأحد ” للإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، مأدبة إيمانية إحسانية يغنم منها الشباب غنائم علمية و معنوية يحظى بها الحاضرون بقلوبهم و جوارحهم و حسن نيتهم و استعدادهم للتعلم و تشربهم القلبي و عزم إرادتهم.
يقوم الإمام في زيارة الأحد بتدبر القرآن، و تعليم اللغة العربية و بلاغتها و شرح الحديث أو ذكر معالم السيرة العطرة أو سيرة نبي أو صحابي و شعر وعظي ..تنوع مواد علمية عملية أصيلة، قوت للقلوب و تنوير للعقول و تقوية للإرادة الج@ها#دية و العزائم و فهم متجدد جامع يهدف إلى إقامة الدين في أنفسنا و في أمتنا لنكون رحمة في العالمين نرفق بالإنسانية و مخلوقات الله أجمعين.
يتحدث مع الشباب عن كيفيات بناء دينهم في ظروف مغالبة للاستقامة و واقع شبابي كئيب مظلم.
و يذكرهم بالأمر الجلل، أمر المصير و الموت و الاستعداد له و الحياة البرزخية و الآخرة و السعادة الأبدية ..و يوضح لهم معالم مهمتهم التاريخية و أن المسألة العدلية ملازمة للإحسان، و المسألة الإحسانية ملازمة للعدل. و أن الإسلام غدا!
و المستقبل للإسلام و الله لا يخلف وعده و ما الجيل الصاعد إلا جيل البشارة النبوية كلما تجددت شروط تربيته.
يريد من الشباب أن يتحرروا من الحياة الدوابية بتزكية نفوسهم وحسن الإقبال على ربهم بكل عمل صالح يورث المحبوبية.
*إنهم فتية يرجون رحمة الله، يتعلمون في مدرسة العدل و الإحسان “اليقين” كما يتعلموا القرآن عسى يكرمهم الحق بحظ معرفته.
* إنه منهاج نبي الهدى و الرحمة و إمام الأنبياء و الرسل و سيد الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة و التسليم.
* ذكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله الشباب في إحدى زيارات الأحد تذكرة يحملهم فيها مسؤولية أمانة دعوة الله عبر الأجيال حتى لا ينسيهم معمعان التدافع نعمة الكريم الوهاب ما دمنا في دار الدنيا:” : أن ربنا سبحانه و تعالى يحب ( بكسر الحاء)و يحب(بفتح الحاء)”
قال رحمه الله:
“..إنكم معشر الشباب أعطيتم و منحتم و استودعتم شيئا لا يعوض هو عمركم و أيامكم و لياليكم و حياتكم و سنواتكم و شهوركم..
و منحتم قوة بدن و صفاء فكر لكي تنفقوا كل ذلك فيما ينفعكم نفعا أبديا، فلا تصرفوا فيما يرجع بالمنفعة إلى غيركم في “الدنيا” أو لأنفسكم في “الدنيا”، بل خصصوا كل ذلك ..كل ما رزقكم الله عز و جل..خصصوا كل ذلك لكي تتقربوا إلى الله عز وجل بالفرض و النفل حتى يحبكم.” **(1 )
و يجيب رحمه الله عن سؤال الكيف بالآية الكريمة من سورة آل عمران المختزلة لمشروع مدرسة العدل و الإحسان:
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (31)
* إنه جواب واضح يضم الشرط[ إن كنتم تحبون الله]
و جواب الشرط[ يحببكم الله..]
ثم يقول رحمه الله:
إذن نتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم.”
” إذن نتبع..” تجمع العلم بالعمل.
ما زيارة الأحد في حد ذاتها إلا استجابة و اتباع للهدي النبوي و إحياء لشعب الإيمان و طمع في محبة الله عز و جل.
*”.. إذن نتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم.”
**(1)
“*شريط فيديو: ” يا معشر الشباب”،لقاء خاص بالشباب.

من القلب إلى القلب!

*بعدما رآى الإمام رحمه الله الشباب مشتغلين بكتابة ما يقول ! ،
استسمحهم بلطف طالبا منهم طلبة توقظ الوسنان:
“حطو القلومة( جمع قلم) الله يرضى عليكم ‘
* هل يريد إنصات الشباب إليه بقلوبهم و بتركيز لا تشوش عليهم الكتابة؟
* ماذا يريد إسماعه لجيل مستبشر بهدايته، ما أتوه زائرين في الله إلا ليحققوا ما تعلموه في مجالسهم الإيمانية من معاني دستور المحبة و الوئام في الله؟
*هذه الزيارة كانت من بدايتها مذكرة بالموت!
و بطرح أسئلة استبطانية توضح للشباب هويته الفطرية و فاعلية مرحلته العمرية في التاريخ و مغزى انتمائه لمدرسة العدل و الإحسان !
* ..بعدما عرف الإمام بأخوينا: سيدي عبد الكريم العلمي و سيدي بنسالم باهشام باعتبار هما جيلا من أجيال العدل و الإحسان قال رحمه الله:
*[ ..تمر الأجيال جيلا بعد جيل و يحسب لكل جيل ما أثله و ما أنجزه من صالح الأعمال، و أنتم أيضا ستقضون( تموتون)!
لا إله إلا الله!
( قد يخطر في بال أحدنا) “ما لنا على هاذ الفال! ما هنا فال!
الموت ساهلة! تكلمنا على الحياة”]
*ثم انتقل مباشرة إلى لازمة لقاءاته، لكن بطرح أسئلة المصير و أساسيات تربية الشباب على اليقينيات الكبرى و الإستعداد لليوم الآخر:
]
**[ نتكلم عن الموت أم لا نتكلم؟
كأني بهذه الوجوه النضرة الشابة يتقدم بها العمر فإذا هم شيوخ قد بلغوا الكهولة و الشيخوخة!
** فما يكون حصلوا من صالح الأعمال في حياتهم؟
** أي شيء أرادوا في حياتهم؟
** أي شيء حققوا من مبتغياتهم و إرادتهم؟
بعض الناس يمرون من هذه الحياة لا يعرفون ما يريدون!]
هنا استسمح الشباب قائلا:
[ سمحو لي نقولكم “كلمة واحدة”.
. كيخصنا شي كلمة،
غير كلمة واحدة.
.تسمعوها و تستقر فيكم و تستقر في قلوبكم و عقولكم و تصبح مبراسا و سراجا لحياتكم و مستقبلكم]
** [” حطو القلومة الله يرضى عليكم!]
**[..ما الذي تجمعه من أفكار و كلام؟
هذا شيء تذروه الرياح!
إنما يبقى فينا ما وقر في صدورنا و ثبت في حياتنا كلها و عقولنا و أصبح مبدأ نسلك إليه و نسلك عليه و على ضوئه نتكلم من كلام
، من القلب إلى القلب!
نخاطب في نفوسنا الشيء الذي يبقى لا الشيء الذي يفنى.
ما الذي يفنى منا؟
صورنا و شبابنا و أجسادنا..كل هذا يفنى!
ماذا يبقى؟
الروح التي تذهب عند الله عز وجل.] ( 1 )
وصلاتُك ربي على المصطفى ***
حبيب القلوب ونورِ المُقَلْ. (2)
يتبع..
….
( 1 ) رابط فيديو: “معشر الشباب.”:https://youtu.be/4MpGz9LfkYg?si=faJGsGmFXT32n0oj
( 2 ) خاتمة قطف من قطوف الإمام رحمه الله

نجباء الدعوة مع الإمام رحمه الله

كانت زيارة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله هذه المرة خاصة بنجباء التلاميذ الذين يتمتعون بنجابة و قدرة على تبليغ الدعوة.
** افتتح الإمام بما اعتبره الدرس الأول! ألا وهو الوقت.
نبه إلى الساعة 11و النصف و هو وقت بداية الاجتماع معه قائلا:
** ” الضبط في الوقت، من لا يملك وقته لا يملك مستقبله و لا حاضره و لا ماضيه..”
ثم أبدى فرحته الكبيرة بزائريه من الشباب، متوسما فيهم حمل رسالة العدل و الإحسان إلى أجيال مقبلة إن شاء الله ؛
**” كونوا أولئك الحملة استشعروا أهمية ما ينتظركم..الذي ينتظركم، أن تقوموا لله و أن تنهضوا أمتكم، توقظوا الوسنان النائم، و أن تشجعوا، و أن تحفزوا الناس، و أن تكونوا قدوة لغيركم كما كان غيركم قدوة لكم.”
● نجيب حقا ::
ثم ذكرهم بما وصله من خبر عن تلميذ من الدار البيضاء:
هذا تلميذ نجيب حقا..ذكي حقا! لأنه يعمل لآخرته و يمتثل أمر رسوله صلى الله عليه و سلم الذي أخبرنا
[ لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لكم حمر النعم] **
كان لهذا الشاب أسلوب متميز في الدعوة !
حكى الإمام رحمه الله أسلوب الشاب في الدعوة:
“..كان يتخذ أسلوبا..و هو أسلوب ذكي في الدعوة و في جمع الناس ..كان ينفق من جيبه دراهم قليلة لكنها تأتي بنتائج كبيرة!
كان يدعو لداته( من هم في عمره)
إلى حفيلة يقدم لهم فيها بعض الحلوى و بعض المشروبات..و ما تيسر..ثم يبشرهم ثم يدعوهم..
بلغني أنه في سنة واحدة دعا سبعين من التلاميذ..”
” نضع أمامكم هذا النموذج لكي تتحدوه و لكي تحتدوا به، لكي تفعلوا ما فعل..”
** ” هذا شاب يحصد حصادا واسعا كبيرا مباركا، لا يكتفي بدعوة واحد بل يدعو (الجفلى)
تقول العرب: البخيل يدعو (النقرى) و الكريم يدعو (الجفلى).
(النقرى): ينتقي واحدا واحدا واحدا ، (الجفلى) يدعو كثيرا من الناس”
● الأسلوب الأمثل :
** ثم دل الإمام رحمه الله نجباء الشباب على أسلوب من أساليب الدعوة:
** ” توسلوا إلى قلوب الناس قبل أن تتوسلوا إلى عقولهم.
كيف ذلك؟
من أساليب الدعوة الجدل! نجلس إلى جماعة من الشباب فنتحدث إليهم كلاما فكريا : الإسلام جميل..و تاريخه كذا !.. و انتماؤنا إليه يعني كذا !
و يبقى الأمر كلاما في كلام..”
** “لكن المقاربة العاطفية، مخاطبة القلوب
هذا هو الأسلوب الأمثل و الأحسن، و لا يخلوا هذا الأسلوب من الإقناع الفكري.
كيف هذا الإقناع القلبي؟
الإقناع القلبي يبتدئ و ينتهي بتذكير الإنسان بما هو إنسان ؟
ما مصير الإنسان؟
ما هو الموت؟
ما هي الحياة؟
ما هي الدنيا؟
،و خاصة ما هي الآخرة؟
إذا نجحنا في إدخال هذا الهم إلى فلب شخص رجل أو امرأة، شاب أو شابة، فقد أفلحنا أو كدنا.
** قال الشاعر( طرفة بن العبد):
نحن في المشتاة ندعو الجفلى*** لا ترى الآدب فينا ينتقر.
** صلى الإله على النبي محمد*** وعلى الكليم وموكب الأخيارِ( 2 )
يتبع..
**..[عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ). متفق عليه.]
( 1) رابط ؛ مع نجلاء التلاميذ
( 2 )ختم قطف من قطوف الإمام رحمه الله.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد