رمضان شهر القرآن
قد يشكّل هذا الشهر العظيم بتوفيق الله نقطة تحول إيجابيةٍ في سلوكنا إلى الله تعالى إذا اتخذناه فرصةَ العمر السّنوية للتقرب إلى الله تعالى، ومناسبةً نستغلها لتجديدِ التوبةِ إلى الله، وعقدِ نية الصلحِ مع الله بالإكثار من العمل الصالحِ الخالص في بحرِ النهارِ صوماً وذكراً لله وتلاوةً للقرآن، وزُلَفاً من الليل قياما بين يديه تبتلاً وتضرعاً ودعاءً.
الاعتكاف مفتاح مسيرة جديدة
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في رمضان، فقد صح عنه أنه اعتكف العشر الأوائل منه، ثم العشر الأواسط، ثم داوم على اعتكاف العشر الأواخر، التماساً لليلة القدر. وفي العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف العشر الأواسط والأواخر معا،كما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في غير رمضان، فكان ذلك تشريعاً منه لجواز الاعتكاف في كل زمان.
معاني البذل ومقاصده
ينادي الله تعالى عباده المؤمنين ليَدُلّهم على تجارةٍ رابحةٍ مُربحةٍ، تجارةٍ مع الله هي خيرٌ من تجارة الدنيا وحدَها. فيها دلالَةٌ على مفاتيحَ الخيرِ كلّه، ينجينا الله تعالى بها من النار، ويدخلُنا بها جناته، ويهبُ لنا بها رضاه. تجارةٌ مع الله ركيزَتَيْها الإيمانُ بالله ورسوله والجهادُ في سبيله بالمالِ والأنفسِ.