رحم الله سيدي محمد العلوي كانت حياته دعوة و موته دعوة ،له فضل بعد الله عز وجل على كل أبناء و بنات مدرسة العدل و الإحسان، كان لفارسنا المرحوم القدح المعلى في بناء سفينة الصحبة و الجماعة و تمتين الروابط القلبية بين طليعتها و هم شببة في طور اكتشاف الجواب عن سؤال المرحلة ، من نحن و ماذا نريد؟
إذا نطق سيدي محمد العلوي رحمه الله بكلمة نحن فهو يعني جيدا ما يقول، و إذا تساءل أو سأل ألك عند الله حاجة؟ تفهم ما وراء مشروع دعوة العدل و الإحسان و ما معنى انتمائك للموكب النوراني ممن سبقنا بالإيمان من نبيئين و صديقين و شهداء و صالحين.
ذكر مناقب الرجل لاتستوعبها الصفحات، و لا يعلم قدر الرجل و مقامه إلا الله تعالى، أسلط الضوء فقط على أعمال قام بها رحمه الله كان لها وقع كبير في بناء دعوة العدل و الإحسان بطريقة غير مباشرة:
أبناؤكم بين أيادي أمينة
من يتذكر إشرافه على لجنة خاصة بكبار السن و أغلبهم آباء شباب الدعوة ليطمئن أسرهم على أن فلذات أكبادهم في أيادي أمينة ، هذه اللجنة المباركة كانت لها أهداف نبيلة تستهدف تحويل صراع الأجيال إلى تراحم الأجيال ! ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا.
تضييف مراكش في رحاب الشريف
من يتذكر احتضانه الشامل للمدعوين من نواة العدل و الأحسان على مستوى القطر في تضيف مراكش و ما أدراكما رحابة صدر و كرم المضيف رحمه الله ! كانت برامج التضييف خلال الأسبوع ، في اليوم و الليلة، تدور حول محور الصحبة و الجماعة و شكر الله على فضله و إحسانه و نعمة محبة رجل بيننا يدل على الله و يستنهض همم المسلمين لإقامة دينهم.. طابت بذكر الله أيام لنا! بقيام الليل و الاستغفار بالأسحار و صلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم و مجالسة سيدي أحمد الملاخ رحمه الله و سيدي علي سقراط و سيدي محمد النقرة و سيدي ابراهيم ( الروابزي) ..رجال لانرى فيهم و لا نسمع إلا ما يزيدنا حبا و شغفا بما أكرم الله به سيدي عبد السلام من معرفة لله و عناية و توفيقا في مسيرته الدعوية الجهادية قبل تأسيس الجماعة و بعدها. التضييف المحتضن تحت جناح سيدي محمد العلوي تحققت فيه بفضل الله معاني دستور المحبة و الذات الواحدة و التآخي في الله..برنامج النهار نستمتع بمشاهدة مآثر مراكش و تاريخها العريق و لن ننسى لذة طعم الطنجية المراكشية في أوريكا! و حفاوة استقبال كل إخوان و أخوات مراكش القائمين على خدمتنا جزاهم الله خيرا في كل لحظة.
ترشيد الشباب
لن ننسى احتضان سيدي محمد العلوي رحمه الله للمهرجان القطري للترشيد حيث تتم الإقصائيات النهائية للفرق المسرحية و مجموعات الإنشاد و الوعظ و الشعر و الخط العربي..مهرجان لترشيد مواهب الشباب. ما زلت أذكر أنشودة قدمتها الفرقة الممثلة لمنطقة شمال المغرب و تحديدا من تطوان مطلعها :
خنت العهود و قد عصيت تعمدا ***واخجلتي! و فضيحي منه غدا واخجلتي! ممن يراني دائما *** أعصي و يسترني على طول المدى
عند أداء الفرقة لازمة الأنشودة بصوتها الرخيم أجهش سيدي محمد العلوي بالبكاء فبكى و أبكى، و هذا حال نبوي رفيع تعيشه القلوب الحية بذكر الله، فامتزجت أجواء المهرجان المفعمة بالبسط و الترويح عن النفس بروحانية مذكرة بالمصير و مبشرة بسعة رحمة الله عز وجل.
لهم البشرى..
كنت أقرأ في كتاب الإحسان أن للصحابة رضوان الله عليهم آداب خاصة مع الرؤيا الصالحة باعتبارها وحيا و جزءا من ستة و أربعين جزءا من النبوة ،كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد صلاة الصبح، و في رواية دبركل صلاة، يقبل على الصحابة بوجهه الكريم و يسألهم من رأى منكم رؤيا؟ فيقصون عليه ما شاء الله من مبشراتهم و يعبرها لهم، كانوا يحتفلون و ينتظرون المبشرات ، كذلك كان سيدي محمد العلوي من المهتبلين برسائل الغيب، يحرص كل الحرص على معرفة ما جاد الله به على المومنين و المومنات في رباطاتهم التربوية و في مجالسهم الإيمانية و مواقفهم العدلية من مبشرات و كيف لا يحيي هذه السنة و الحق عز و جل يبشر من قدم ولاءه لله بالبشرى:
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم ( سورة يونس من الآية 62 إلى 64 ) كان رحمه الله لا يفتر عن إحياء هذه الشعبة من شعب الإيمان و هذا تنبيه لمن يريد أن يتعلم اليقين . يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:” تعلموا اليقين كما تعلموا القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه”. [الحديث رواه أبو نعيم في الحلية ]
أنتم السابقون و نحن اللاحقون
رحمهما الله رحمة واسعة، سيدي محمد العلوي يدعو الله بقلب خاشع و عينين دامعتين و الحبيب المرشد بجانبه يؤمن في تذلل و تضرع يليق بمقام العبد المحب لمعبوده القائل في محكم تنزيله: و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون [ البقرة : 186]
أضف تعليقك (4 )