post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

لا مناص لنا من أن ننهَج في العالم من حولنا مع الاحتفاظ بمعنانا وقيمنا وديننا. الحفاظ على ديننا رأس الأمر كله. العالم من حولنا هو مجالنا الحيوي، هو بحر الابتلاء الإلهي للعباد: فيه القوى المناهضة والمنافسة والمعارضة والمعادية والكائدة. توجيه كتاب ربنا وسنة نبينا للمُبحرين في لُجَج الخِضَمّ العالمي أن نعطي كل ذي حق حقه دون أن نتنازل عن رسالتنا – نحن أمة الإسلام – عن رسالتنا في العالم، عن رسالتنا إلى الإنسان.



توجيه كتاب ربنا وسنة نبينا أن نلتقي ونتعاون مع ذوي المروءات من الناس. نعترف لكل فاضل بفضله ما دام يقول ربي الله. بتعبير العصر: نلتقي ونتعاون على صعيد القيم المشتركة ما دام الناس يحترمون ديننا. ويصُون المصالحَ بَيننا ذمم مرعية، وعهود مقضية.



يحمل رسالة الله في العالم إلى الإنسان مؤمن ومؤمنة لا تسكن فيه نبَضات شهوة، ونَعَرات عرق، ونزوات عاطفة، وزعم أنانية وقوة، وعقل معاش كما للسوائم عقول معاش. يحمل رسالة الله إلى الإنسان الغاطس في الماديات مؤمن ومؤمنة لا تذرو رياح الدنيا وأصواتها الهائجة يقينَه بالله وبالدار الآخرة، ولا تتبدد لحظات عمره الطائرة في التفاهات والغفلات، لا يدري من أين ولا إلى أين.



من يُخبر الإنسان الدوابِّيَ كما صنعته الثقافة العالمية والسياسات السيطرية اللاّهية في الترف والمتاع الحرام، أو في رذائل الفقر والجهل والبؤس؟ من يُمسك بيد الهائمين -المترفين منهم والبؤساء- ليقودهم خطوة خطوة من ظلام الكفر والنفاق إلى نور الهداية والإيمان؟ من يجير الناس من نبض الغرائز ونزو العاطفة والاستغناء الأنانيّ والتمزق في لحظات العمر السائبة الطائرة الشتيتة حتى يسمع من أعماق فطرته السؤال الوجودي: مَن أنا، ومِن أين، ولِمَ أنا، ومن أبرزني من عدم لوجود، إلى الحقيقة اليقينية وهي الموت؟ ماذا بعد الموت؟



من يجير الهائمين من هَوَسِ النفس وضوضاء العالم حتى يسمعوا كلام الله، ثم حتى يومنوا بالوحي، وبما جاء به الوحي.



السؤال الوجودي مغروسة بَذرته في الفِطَر الانسانية. تعهَّد رسل الله تلك البذور بكلمة الحق وبشرى أن الإنسان ما هو دابة سائمة هائمة. فعل ذلك رسل الله وأنبياء الله عليهم السلام. وشرف المومن والمومنة في أزماننا هذه الغريقة في جاهليتها وجهلها بالله والمَعاد أن يتعهَّدا البذرة الدفينة في كل فرد فرد بالدعوة الحكيمة والرفق الحاني والمحبة والإيناس حتى يَنتعش الذابل ويتفتق المكموم وتتفتح الزهور عن حياة جديدة ثمرتها العمل الصالح المقبول عند الله، المُقَرِّب إلى الله. شرف حمْل الرسالة وسعادة.



<a href="https://siraj.net/ar/books/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A9/pages/31">رسالة إلى الطالب والطالبة، ص: 31-33</a>

التزكية والدعوة

من يحمل رسالة الله إلى الإنسان؟

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

من يحمل رسالة الله إلى الإنسان؟

حلم صهيون

صور من محبة رسول الله ﷺ

حقوق الإنسان: مقارنات

غرسات الثبات

حسنة الدنيا وحسنة الآخرة

مقالات ذات صلة