أحاديث نبوية في بر الوالدين
162. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»1.
163. وَعَنْهُ أَيْضاً، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: «أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ»2.
164. وَعَنْه أَيْضاً، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ»3. قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهَمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»4.
.165 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسْعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»5.
.166 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ»6.
.167 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الجِهَادِ، فَقَالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ»7.
.168 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللهِ، قَالَ: «فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟» قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قَالَ: «فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا»8.
.169 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: «هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ؟» قَالَ: أَبَوَايَ، قَالَ: «أَذِنَا لَكَ؟» قَالَ: «لَا»، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا»9.
170. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: «هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟» قَالَ: أُمِّي، قَالَ: «فَأَبْلِ اللَّهَ فِي بِرِّهَا10، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهِدٌ، فَإِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَبِرَّهَا»11.
.171 عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ أَنَّ جَاهِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلَيْهَا»12.
.172 عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ13، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ»14.
.173 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ»15.
174. وعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسولُ الله ﷺ: «رِضَا الرَّبِّ في رَضَا الوَالِدَيْنِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِهِمَا»16.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، رقم: 5971. ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، رقم: 2548.
2 أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، رقم: 2548.
3 أي خاب وخسر. وهو كناية عن الإذلال والإهانة.
4 أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر، رقم: 2551.
5 أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ رقم: 5970. ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، رقم: 85.
6 أخرجه مسلم، كتاب العتق، باب فضل عتق الوالد، رقم: 1510.
7 أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الجهاد بإذن الأبوين، رقم: 3004. ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، رقم: 2549.
8 أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، رقم: 6.
9 أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الجهاد، باب في الرجل يغزوا وأبواه، رقم: 2530، واللفظ له. وابن حبان، كتاب البرّ والإحسان، باب حقّ الوالدين، ذكر البيان بأنّ برّ الوالدين أفضل من جهاد التّطوّع، رقم: 422. وهو حديث صحيح.
10 تفان في برّها.
11 أخرجه أبو يعلى في مسنده، رقم: 2760، واللفظ له. والطبراني في الأوسط، رقم: 2915، وفي الصغير، رقم: 218، قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة، رقم: 5034: «رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والصغير بإسناد جيد». وقال العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء، كتاب آداب الصحبة، الأخبار الواردة في حقوق المسلم على المسلم: «إسناده حسن»، رقم: 4، ص: 679. وقال المنذري في الترغيب والترهيب: «رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير والأوسط وإسنادهما جيد. ميمون بن نجيح وثقه ابن حبان وبقية رواته ثقات مشهورون»، 3/216، رقم: 3747.
12 أخرجه النسائي في السنن، كتاب الجهاد، باب الرخصة في التخلف لمن له والدة، رقم: 3104، واللفظ له. وابن ماجه، كتاب الجهاد، باب الرجل يغزو وله أبوان، رقم: 2781. والحاكم في المستدرك، كتاب البرّ والصّلة، رقم: 7248، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وقال الذهبي قي التلخيص: «صحيح».
13 أي راغبة عن الإسلام معرضة عنه.
14 أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب صلة المرأة أمها ولها زوج، رقم: 5979. ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد، رقم: 1003، واللفظ له.
15 أخرجه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ماجاء في الفضل في رضا الوالدين، رقم: 1899. والحاكم، كتاب البرّ والصّلة، رقم: 7249. وقال: «صحيح على شرط مسلم». وهو حديث صحيح.
16 أخرجه الطبراني في الكبير، رقم: 14368. وهو حديث صحيح.
شعب الإيمان، ج1، ص: 71-74.
أضف تعليقك (0 )