الصحبة مفتاح أبواب الجهاد
وقد أورد الأستاذ المرشد لخصلة الجهاد أبوابا جعل على رأسها باب جهاد النفس، وقدّم بين يدي الحديث عن هذه الأبواب حديثا يؤكد أن الصحبة للغزو والجهاد في سبيل الله مفتاح : روى الشيخان عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “يأتي على الناس زمان يغزو فئام (جماعة) من الناس فيقال لهم : فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون : نعم! فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم : فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم! فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم : هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم! فيفتح لهم”واللفظ لمسلم. والفتح : افتتاح دار الحرب وجمعه فتوح. والفتح النصر. وفي حديث الحديبية أهو فتح؟ أي نصر. والاستفتاح : الاستنصار. وفي الحديث : أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بهم. ومنه قوله تعالى : (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) [ref].لسان العرب لابن منظور، باب فتح[/ref] .
وكما كان الفتح والاستفتاح بمن صحب من صحب، كذلك يكون بتلك الصحبة المباركة المتوارثة عبر الأجيال إلى إعادة الخلافة الثانية إن شاء الكبير المتعالي، وإلى فتح الروم والدجال كما أخبر عن ذلك سيد الرجال.
يعلّق المرشد الحبيب على الحديث السابق بهذا الكلام النفيس : يقترن الفتح ببركة صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتوارثه الأجيال ببركة رؤية من رأى من رأى وصحب. إنه تسلسل صحبة عبر الأجيال، تسلسل تخلق بالاتباع، يتسلسل معه موعود الله بمن صار على المنهاج النبوي الذي أوله الصحبة، صحبة مؤمنين لهم اتصال بالله عز وجل عبودية، وبرسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعا ومحبة وأخذا عن السلف الصالح، بالتربية المتسلسلة) [ref]المنهاج النبوي، ص 365[/ref] .
ولا جهاد بلا جماعة منظمة كما أكد المرشد الحبيب في المنهاج النبوي. وهنا يظهر الوجه الآخر لشعارنا «الصحبة مفتاح»، الجماعة. ذلك أننا صحبة وجماعة لا صحبة فقط، ولا جماعة فقط. فلا انفكاك ولا انفصال بل هو كمال الاتحاد والاتصال. بين صحبة تجمعك على الله مع الجهاد، وبين جماعة من المؤمنين مؤيدين ومؤيدين.
قال تعالى يخاطب رسوله المجتبى :
هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين [ref]سورة الأنفال، الآية 62.[/ref] .
«الصحبة والجماعة» مفتاح
ومما يفرق ولا يجمع وجود صحبات لا تفضي لجماعة ووجود تقوى لا تتفتح على جهاد. يكون هذا حتى بين أولياء الله الصادقين أهل النور والفتح) [ref] المنهاج النبوي،ص143[/ref] .
فلا جماعة -في منهاجنا- بلا صحبة تؤلف بالله، وتفتح لك المغاليق والأقفال والأبواب، وتزفك إلى الحضرة النبوية، وتدخلك على الله مدخل الأحباب. ولا صحبة -في تصوّرنا- بلا جماعة منظمة تجاهد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله بمحبة، ونصيحة وشورى، وطاعة تنظم سير الأفراد داخل الصف الواحد الموحّد، وحدة قيادة ومنهاج وغاية وسلوك وقلوب، ليكونوا ذاتا واحدة على قلب رجل واحد، يحبهم الله ويحبونهأذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم [ref]سورة المائدة، الآية 54 [/ref] .أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركّعا سجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما [ref]سورة الفتح،الآية 29 [/ref] .
«فالصحبة والجماعة» إذن مفتاح لأبواب من الخير فردية وجماعية يتم بهما التماس السنة الجامعة المعرفة بأل، ونشدان إعادة غزل ما انتقض من عرا الإسلام عروة عروة بدءا بالصلاة، وانتهاء بالحكم بما اْنزل الله عودا على بدء رشد الخلافة الأولى قبل الانتكاس التاريخي، والارتكاس العضي والجبري.
«بأيدينا نسأل الله أن ينزل قدره، هات يديك نتحاب ونتعاهد على نصرة الله».
شهادات
ودون فتح هته المغاليق والأقفال والأبواب صبر ومصابرة، ورباط وتقوى هي مطي الفلاح، وهي طرق للباب بإلحاح حتى يفتح الفتاح. والصحبة مفتاح، وإنّ من الناس مفاتيح.
فهل فيكم صحبة؟ وهل فيكم محبة؟ وهل أنتم جماعة متحابة متراحمة مجاهدة تصحب من صحب، وترى من رأى حتى تفتح لها أبواب الجهاد، ويتحقق على يديها المراد، نصر من الله وفتح قريب. وأوْلى الفتح والنّصر وأوله فتح القلب والنّصر على النّفس. أعاننا الله على هذا الفتح والنّصر قبل فتح الأمصار والانتصار على الكفّار لننال كلا الحسنيين وسعادة الدارين، إذ الصحبة مفتاح السعادة، وإليك هذه الشهادة :
كان لمحمد عبده تجربة شخصية في شبابه وسأل شيخه أول اتصاله به… ما طريقتكم؟ فأجابه : إن طريقتنا الإسلام… وسأل شيخه بعد أن وجد في صحبته راحة وطمأنينة ما كان يعرفها : ما وردكم الذي يتلى في الخلوات أو بعد كل صلاة؟ فقال : لا ورد لنا إلا القرآن، نقرأ بعد كل صلاة أرباعا من القرآن مع الفهم والتدبر. قال : أنّى لي أن أفهم القرآن ولم أتعلم شيئا؟ قال : أقرأ معك… وإذا خلوت اذكر الله… يقول محمد عبده : وأخذت أعمل على ما قال، فلم تمض علي بضعة أيام إلا وقد رأيتني أطير بنفسي في عالم آخر غير الذي كنت أعهد، واتسع لي ما كان ضيقا، وصغر عندي من الدنيا ما كان كبيرا، وعظم عندي من نزوع النفس إلى جانب القدس ما كان صغيرا، وتفرقت عني جميع الهموم إلا هم واحد وهو أن أكون كامل المعرفة، كامل أدب النفس. ولم أجد من يرشدني إلى ما وجهت نفسي إليه إلا ذلك الشيخ الذي أخرجني من سجن الجهل إلى فضاء المعرفة، ومن قيود التقليد إلى إطلاق التوحيد… هذا هو الأثر الذي وجدته في نفسي من محبة أحد أقاربي، هو الشيخ محمد درويش… هو مفتاح سعادتي إن كانت لي سعادة في الحياة الدنيا… وهو الذي رّد لي ما كان غاب عن غريزتي وكشف لي ما كان خفي عني مما أودع في فطرتي) [ref] عبد السلام ياسين، الإسلام بين الدعوة والدولة، ص 369- 370. مط النجاح- الدار البيضاء.[/ref] .
ومثل هذه الشهادة تجدها في سير الرجال وأخبارهم دالّة على أنّهم ظلّوا المحبوسين عن الله قلبا، المأسورين بأسر هواهم، المنفيّين من دائرة القرب، البعيدين المبعدين عن باب الربّ وهم من هم علما وجاها، حتى أوقفهم أهل الله على باب الله وفتحوا لهم الباب فإذا هم في الرّحاب مع النبيّ الحبيب والآل والأصحاب، معية أخوة وتحابّ واغتراب. طوبى للغرباء.
وهذا ابن قيم الجوزية يحدّث عن صحبته لابن تيمية، ويقول، وهو الضابط العدل الثّقة، المجمع على صحّة علمه، وصلاح حاله، وسداد قوله :وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قطّ مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنّعيم بل ضدّها، ومع ما كان فيه من الحبس والتّهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب النّاس عيشا وأشرحهم صدرا، وأقواهم قلبا، وأسرّهم نفسا، تلوح نضرة النّعيم على وجهه. وكنّا إذا اشتدّ بنا الخوف، وساءت منّا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كلّه وينقلب انشراحا وقوّة ويقينا وطمأنينة. فسبحان من أشهد عباده جنّته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها) [ref] الوابل الصيّب من الكلم الطيّب، . ص45 ، ابن قيم الجوزية، المكتبة الثقافية، بيروت.[/ref] .
ويلخص شهادات أخرى يصعب ذكرها وحصرها ممّن صحب من صحب، ورأى من رأى قول أحد الكبراء وهو ابن عطاء الله السكندري في حكمه :لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلّك على الله مقاله). ويضيف مرشدنا الحبيب في المنهاج النبوي ما يقوي هذه الشهادة ويدعمها بزيادة :ولي لله يجمعك على الله مع القعود خير منه ولي لله يجمعك على الله مع الجهاد).
الصحبة مغلاق
أما بعد…
فإن الصحبة كما هي مفتاح لكل خير، هي مغلاق لكل شرّ. ومعرفة مفاتيح الخير والشرّ باب عظيم من أنفع أبواب العلم كما قال ابن قيّم الجوزية رحمه الله في «حادي الأرواح» : لا يوفّق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظّه وتوفيقه، فإنّ الله سبحانه وتعالى جعل لكلّ خير وشرّ مفتاحا وبابا يدخل منه إليه…
« وهذه الأمور لا يصدّق بها إلا كلّ من له بصيرة صحيحة وعقل يعرف به ما في نفسه وما في الوجود من الخير والشرّ. فينبغي للعبد أن يعتني كلّ الاعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت المفاتيح له).“وإنّ من النّاس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ”كما قال من لا ينطق عن الهوى صلّى الله عليه وسلّم : ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك)كما ذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبّه جوابا عن سؤال : أليس مفتاح الجنّة لا إله إلا الله ؟
وإذا فابحث عن مفاتيح الخير مغاليق الشرّ الذين لهم أسنان هي الأسنّة والسُّنن، وهل ثمّة فتح على غير هدي النّبي وسُننه، ومنهاجه وسَننه، وجهاده لنشر دعوته، وإكمال دينه، وإتمام نعمته ومننه.
أما أن تكون الصّحبة مغلاقا للشرّ فمعناها أن تكون حصنا منيعا دون تدسية الروح بما يمرغ الفطرة في أوحال الفتنة والفترة والشرّة. ومغلاقا لأبواب شر النفاق والرياء وسيئ الأخلاق، وحب الرئاسة والظهور القاسم للظّهور والذي هو من أعظم الشّرور المؤدّية إلى الكبر والغرور. والإخلاص سرّ من أسرار الله، أودعه الله قلب من أحب من عباده، لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده، إلا أن يفتح المصحوب لك باب قلبه، فإذا أنت مع ما أودع في ذلك القلب المنور من أسرار، وحقائق وتجليات، ورسائل وفتوحات، فتعرفها وتغرف منها الخير وتطعم الغير.
ومغلاق هي الصّحبة لأبواب القعود بخلا وجبنا، وإسرافا وتبذيرا، وطمعا وجشعا، وأهواء وأنانيات. وأيضا فهي مغلاق لأبواب حصائد الألسنة وما تخفي الصدور من وساوس الشيطان، وأحاديث الأمّارة بالسّوء، وأنواع الحالقة من شحناء وبغضاء، وغل وحسد… وأيضا مغلاق هي لأبواب الأشرار من منافقين ومشركين وفاسقين وكفار، إذ أنها تخرق صحبتك إياهم، تلك الصحبة الفاسدة التي هي من مفاتيح الشر مغاليق الخير. أعاذنا الله وإياكم منها.
ومفاتيح الشر أصناف مثلما مفاتيح الخير ألوان وأعوان.
كما أن هذه الصحبة المفتاح تغنيك عن الالتفات إلى ما عند الأغيار من متبركين ومجاذيب وأموات، وغافلين جثث ورفات، وقبب بشرية لا رواء فيها ولا حياة، ممن وقعوا في شراك المزالق الثلاثة : إسلام الزّهادة والهروب من المجتمع، والإسلام الفكري، والحركية على حساب التقوى والعلم) [ref] المنهاج النبوي، ص 63.[/ref] . والعقبات الثلاث : الذهنية الرعوية، والأنانية المستعلية أو المتمتّعة، والعادة الجارفة) [ref] المنهاج النبوي، ص 23.[/ref] .
وهذا يبعثنا أن نقول بكل جلاء ووضوح ونصيحة نصوح : الصحبة مفتاح للصحبة ذاتها وللجماعة أيضا. فاعرف الصحبة بالصحبة والجماعة، واعرف الجماعة بالصحبة والجماعة، وذلك عن طريق المجالسة والمشافهة والرؤية، وقراءة كتب المرشد الطبيب، الوالد الحبيب ومختاراته، والإنصات إلى أشرطته، وزيارة أهله وخاصته، وحضور مجالس النصيحة التي تعوض عن الصحبة المباشرة، وحضور الرّباطات التي هي خلوتنا في الجلوة صبرا للنفس مع الذين يدعون ربهم بالغذاة والعشيّ يريدون وجهه، بعيدا عن الملعونة واللعين، قريبا من المذكّر والمعين. والصّحبة خير مَعين، والجماعة خير مُعين.
وليس من جهل وعادى، كمن أقبل وسمع، وليس من سمع كمن رأى، وليس من رأى كمن صدّق وسلّم واتّبع، وذاق واجتمع فانجمع وجمع، وحيثما وقع نفع، وبأمر الصحبة ائتمر وصدع، وثبت حتى نبت وترعرع. أعطى للصحبة حقها فاهتز الحاجز وارتفع، ومضى في طريقه السيّار وهرول وأسرع، حتى وصل وأُعطي مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع.
دعاء الرابطة من مفاتيح الصحبة والجماعة
ومن أجلّ مفاتيح الصحبة والجماعة دعاء الرّابطة، إذ هو دعاء وذكر وشكر، وصلة رحم مع أجدادك الدّينين وعلى رأسهم الجدّ الأعظم صلّى الله عليه وسلّم، جدّ كلّ تقي، وأبونا آدم وأمّنا حوّاء وباقي الرّسل والأنبياء، والآل والأصحاب والتّابعين ومن والاهم إلى يوم النداء.
فدعاء الرّابطة يوثّق صلتك بهذا بالموكب النّوراني إلى قيام السّاعة، وانّ الله ليسأل عن صحبة ساعة. ومن نسي أخاه في مواطن الذّكر بالدّعاء فحبّه له ادّعاء. ولا تنس أن تتوّج دعاءك الرّابط بهديّة معنوية، وللوالدين خاصّ من الهدايا مع تعظيم النّية.
وصية ودعاء
وفي ختام « الصحبة مفتاح» إليك هذه الوصيّة، وإياك أعني فاسمعي يا جارة، نفسي الأمارة عسى أن تفتح لك أبواب يقظة القلب وولادة الروح للإقبال على الله، واتّباع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وطلب جنّته ورضاه، وابتغاء وجهه الذّي يعدّ من الطّلب أعلاه، وغايته ومنتهاه مذيلة بقصيدة شعريّة هي منّي إليك هدية وللحديث عن «الصّحبة مفتاح» بعد هذا كلّه بقية.
أخي في الله :
إِنّ ولا تضِنّ ولا تمُنّ، وتبأّس وتمسكن وتملّق، ولا تشتك من أحد، ولا تشتك إلى أحد، وتحبّب وتأدّب وتقرّب وتشرّب، وتورّع وتضرّع وتشفّع وتقنّع ولا تقنع، فإنّ القناعة من الله حرمان، ومادام في العمر فسحة فهي فرصة لنشدان الكمال الذي كتبه الله على كثير من الرجال.
وما زلت بخير مادمت تقول نحن، فلا تغرفنّ غرفة بيمينك من معين صحبتك وتستقلّ عن إخوتك وتقول أنا، تكون إذا ممّن حرم فضل إخوته وهدّم ما بنى. ومن كسّره الوالدان والإخوان المؤمنون لا يجبره الصّالحون. وقياسا على ذلك، من أغلقه الوالدان والإخوان المؤمنون لا يفتحه الصّالحون.
ومرادنا أن تصبح الجماعة مفتاحا ليصبح كلّ أخ فيها من مفاتيح الصحبة والخير.
جعلنا الله وإياكم في التّوادّ والتّراحم كمثل الجسد الواحد، وعلى أتقى قلب رجل واحد، صفّا مرصوصا به وفيه نقاتل ونجاهد مع مفاتيح الخير بمفاتيح الجنّة، ومن مفاتيح الجنّة السّيوف وما في حكمها، وفي الحديث الشّريف : “السيوف مفاتيح الجنّة”. نقاتل حتّى يشهد النّاس بمفتاح الجنّة شهادة أن لا اله إلا الله، وأنّ محمّدا رسول الله، وحتّى يدخل الإسلام كلّ بيت مدر ووبر، بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل. وحتّى يتحقّق الوعد الموعود بالخلافة على منهاج النّبوّة نعم الورد المورود.
فاللّهمّ افتح لنا بصحبة الفاتحين المفاتيح، وافتح لنا كجماعة تستفتح بمن صحب من صحب أبواب الخير وأبواب رحمتك، وأقفال قلوبنا ومغاليق نعمتك، حتّى نصبح قدَرا من أقدارك، وأقدرنا على ذلك. اللّهمّ واستعملنا في الدّنيا كخير ما استعملت أحدا من عبادك، ولا تحرمنا من رؤيتك يوم لقائك، يبقى وجهك وجهتنا وطِلبتنا وما سواه في قلوبنا فان هالك. وافتح لهذه الأمة أبواب التوبة إليك والجهاد في سبيلك لاسترجاع ما اغتصب من حقوقها وعلى رأسها حق معرفة الله وعبادته، وحق بيت الله وعمارته، وحق العدل في الحكم والقسمة، واسترداد ما اغتصب من أراضيها وعلى رأسها بيت المقدس من أيدي اليهود الظلمة.
وصلّ اللّهمّ على المبعوث رحمة، باب فضلك ورحمتك، وعلى مفاتيح أبواب رحمتك من الآل والأصحاب، والأتباع والإخوان، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
والحمد لله رب العالمين
أضف تعليقك (1 )