مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

تدوينات

عشرة أسباب لمنع ولوج كتب عبد السلام ياسين إلى المعرض الدولي للكتاب بالرباط

2
عشرة أسباب لمنع ولوج كتب عبد السلام ياسين إلى المعرض الدولي للكتاب بالرباط

يعد المعرض الدولي للكتاب حدثا ثقافيا وعلميا واقتصاديا مهما في مسيرة تعزيز حضور الكتاب في المجتمع بجميع مستوياته وفئاته. وتزداد أهمية الحدث في العصر الرقمي الذي جلب جملة من الشروط والتقييدات والتحديات الجمة.

في المغرب، ظل هذا الحدث الثقافي جزءا من “التدبير الفلكلوري” للثقافة والفنون والعلوم، ولم يكن يوما مرتبطا برؤية استراتيجية حقيقية، تخطيطا وتنزيلا، تتطلع إلى أن تتبوأ المعرفة والفكر والثقافة منزلة سامية في سلم الأولويات.

من جهة أخرى، لا يمكن لأي ملاحظ بعين موضوعية أن يغفل عن مجموعة الانتقادات الموجهة الى القائمين على الشأن الثقافي عموما، وإدارة المعرض وفعالياته خصوصا، إلا أننا لسنا بصدد سلوك هذا الطريق في هذه المقالة المختصرة. وإنما نحن معنيون بذكر بعض الأسباب التي تقف وراء تغييب كتب المفكر الإسلامي عبد السلام ياسين رحمه الله عن مساحات العرض في الدورات المتتالية للمعرض الدولي. ما هي أبرز تلك الأسباب؟ 

أولا – عبد السلام ياسين شخصية علمية ودعوية وسياسية معروفة عالميا، ومحاصرة محليا، في حياته وبعد مماته. ولم يمنع كل هذا من حضوره المتميز في ملتقيات ومحافل كبرى، علمية وثقافية وتربوية ودعوية.

ثانيا – انتصاره للديمقراطية وحقوق الإنسان: “كتبنا تفضيلنا بما لا يقاس، ديمقراطية نظيفة على استبداد وسِخ”. (حوار مع صديقي أمازيغي، 161)

ثالثا – رسوخ مبدأ الحوار في مؤلفاته ورسائله وسائر أعماله (حوار مع النخبة المغربة، حوار مع الفضلاء الديمقراطيين): “الحوار عندنا دعوة. والدعوة نداء. والنداء صوت إمّا يرتفع معلنا خبرا مهما، وإما يكون لَغَطا وهَذَراً”. (الشورى والديمقراطية، 91)

رابعا – حرصه على تحقيق التوافق المجتمعي السليم المؤدي إلى بناء قوة علمية واقتصادية وسياسية محلية، وطنية، وعربية، وإسلامية، وإنسانية.

خامسا – رؤيته العميقة لقضايا التاريخ والثقافة والعلوم، ولننظر ذلك في عدد من كتبه، منها: نظرات في الفقه والتاريخ، الإسلام والحداثة، العدل – الإسلاميون والحكم. وقد أنجزت دراسات وأبحاث علمية رصينة في هذا الباب، وأقيمت مؤتمرات وندوات دولية في بلدان كثيرة.

سادسا – حرصه على الجمع بين مسار بناء التصورات والمشاريع ومسار تنزيلها وتطبيقها بالتدرج والحكمة المطلوبين. وهذا واضح في جميع كتبه ومؤلفاته، وفي جميع القضايا والإشكاليات التي درسها وحللها.

سابعا – عنايته الفائقة بالإنسان، وكرامته، حريته، وذوقه، وإبداعه: “نحن متأهبون وسنبقى كذلك دائما، وكلنا عزم وثقة في رحمة الله عز وجل، لمد اليد إلى الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة والاستعداد النبيل. سنبقى كذلك حتى نعقد ميثاق عدم الاعتداء على الإنسان وعلى كرامة الإنسان، ميثاق رفق شامل بالإنسان وبأمن الإنسان، ميثاق رفق فعال ونشيط وباذل. إننا كذلك حتى نقضي على الإقصاء والحقد العنصري واحتقار خلق الله عز وجل والعنف على الإنسان وبيئة الإنسان”. (الإسلام والحداثة، 16)

ثامنا – رفضه القاطع للتبعية والذيلية والاستسلام، فرديا وجماعيا. أهم شيء هو قوة الفرد، وإرادته الحرة، وعقله الناقد: “ويوصي المربون بالاعتماد على التقليد اعتمادا حذرا. لأن التقليد ينفي التفكير، وينمي العقل الناقد. وإن كانت الصفات الأخلاقية ثابتة لا تقبل الجدل، فإن العقل البشري لا يستفيد شيئا من التقليد الأعمى ولا يمكنه أن يتقدم”. (مذكرات في التربية، 93)

تاسعا – رفضه للعنف مبدأ ومنهجا وسلوكا، فرديا وجماعيا، لا على أساس نتائجه وآثاره الوخيمة، لكن وبشكل جوهري لأنه محرم شرعا ودينا ووحيا: “تريد تغيير واقع أليم. لا يغير العنف إلا المظاهر والهياكل النخرة. أجيال من الناس أصناف، منهم وطنيون مقاومون جاهدوا العدو المستعمر بحمية وشجاعة. ومناضلون وطنيون لهم ماض مجيد. وآخرون لا مروءة ولا سابقة خير. ما يصلح العنف من حال الأمة شيئا. كيف والناس خليط، الناس معمعة سياسية صاخبة. لا يُدرَى مَن أجرم ومَن خان ومَن كذب، ومَن سيق، ومَن انساق. لا يُدرَى بعد أن عم النفاق وانباعت الذمم وتورّط الكل. غاطس في الحَمأة جَانٍ، وبريء القصد ابتلت ثيابه من رشاش الفتنة”. (رسالة إلى الطالب والطالبة، 22)

عاشرا – تميزه بخلق الرحمة والتسامح والعفو على الرغم مما حل به من ظلم الماسكين بزمام الحكم، منذ عقود، وبعد رحيله. لم يكن داعيا أبدا إلى الانتقام ممن ظلم وبغى، بل ظل يدعو إلى قوة الموقف والثبات على الحق، مع الحكمة البالغة. وليتأمل متأمل ما كتبه في وصيته، فهي معين رحمة وتبصر وبعد نظر.

أخيرا، ليكن واضحا أن كثيرا من المغترين بسحر السلطة وبريقها، لا ينظرون ولو قليلا في وقائع التاريخ، بل في سنة الله الجارية عليهم وعلى غيرهم. لن تنفعكم وسائل التضييق والمنع، اليوم وغدا، في الوصول إلى مقاصدكم، لأن الحق الأصيل لا يسقط بمرور الزمن. والله المستعان.

 تنبيه: المعرض المفتوح لكتب المفكر والمربي عبد السلام ياسين هو موسوعة سراج حيث يجد كل مهتم جميع الكتب والرسائل، أصلية ومترجمة إلى لغات كثيرة، بطبعاتها الجديدة: siraj.net

أحدث طبعات كتب الإمام عبد السلام ياسين

أضف تعليقك (2 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد