post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<div class="page-wrapper">
<div>
<div class="own-size page p140 even">
<div>
<p class="normal_p  "><span class="p">استعملَ الشيخ عبد القادر رضي الله عنه أسلوبَ التقريع في مواعظه، وهو أسلوب انفردَ به، وكأنَّهُ رحمه الله من شدة حرصه على إيقاظ النائمين، وتنبيه الغافلين لم يجِدْ أجْدى وأبلغَ من الكلمة القارعة المُؤْلمة تَتلوها الكلمةُ المبشرة. وهذا هو الأسلوبُ القرآني النّبويُّ بجانبيه، جانب النِّذارة، وجانب البِشارة. نورد هنا هذه الصيحاتِ عل الله الهادي الكريم الوهاب يُجَلِّي بها عن قلوبنا ما يضعه الهوى والشيطان، وفتنةُ </span>العصر وصَخَبُه، وهوَسُ الناس ولَجَاجُهم، من حواجِزَ بيننا وبينَ ربنا القريب المُجيب. نوردها لأنها تصف الفراغَ الروحيَّ، والأزمَة الإيمانية، التي تعاني منها الصحوةُ الإسلامية، ثم تعطي العلاج.</p>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="page-wrapper">
<div class="own-size page p141 odd">
<p class="normal_p  "><span class="p">قال رحمه الله: «يا غُلام ! أراك قليل المعرفة بالله عز وجل وبرسوله! قليل المعرفةِ بأولياء الله عز وجل وأبدالِ أنبيائه وخلفائه في خلقه! أنتَ خالٍ من مَعْنىً! أنت قفَصٌ بلا طائر! بيْتٌ فارغٌ خَرابٌ! شجرة قد يَبِسَتْ وتناثَرَ وَرَقُها! عمارةُ قلب العبد بالإسلام، ثم بالتحقيق في حقيقته وهو الاستسلام. سَلِّمْ كلك إلى الحق عز وجل يُسَلِّمْ لك نفسَك وغيرَك. تَخرُجْ بقلبك منك ومن الخلق. تقفْ بين يديه عُريانا عنك وعنهم.(&#8230;) كل من تجرد عما سوى الحق عز وجل، ووقف بين يده على أقدام قلبه وسِرِّه، فقد قال بلسانِ الحال كما قال موسى عليه السلام: ﴿وعجِلْتُ إليك رب لِتَرضى﴾. عَزَلتُ دنياي وآخرتي، وجميعَ الخلق. قطعتُ الأسبابَ، وخلعتُ الأربابَ، وجئتُ إليكَ مستعجلا لِتَرْضَى عني، وتغفِرَ لي وُقوفي معهم من قبلُ. يا جاهلُ، ما لك ولهذا ! أنتَ عبدُ نفسِك ودنياكَ وهواك ! أنت عبدُ الخلق مُشْرِكٌ بهم ! لأنك تراهم في الضَّرِّ والنفع، وأنت عبدُ الجنة ترجو دخولَها (يعني بعملك)، وأنتَ عبدُ النار تخافُ من دخولها (يعني معتمدا على طاعتك). أينَ أنتم كلّكم من مقلب القلوب والأبصار القائِل للشيء ﴿كن فيكون﴾؟ «الفتح الرباني» المجلس17.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">«أينَ أنت من عباد الله عز وجل الذين تحققت لهم العبوديةُ والرضا بأفعاله ! الآفاتُ تنـزل عليهم وهم قُعودٌ كالجبال الرواسي.(&#8230;) تركوا الأجسادَ لِلْبلايا، وطاروا إلى الحق عز وجل بقلوبهم. فهم خِيَمٌ بلا رجال، أقفاصٌ بلا طيور (طيورهم حلقت إلى مولاها وطير ذاك الغافل مات فشتان بين الطيور). أرواحهم عنده، وأجسادُهم بين يديه. يا معرضين عن ربهم عز وجل ! يا مستوحشين منه ! تقدموا إلَيَّ حتى أصْلِحَ بينكم وبينه ! أسألهُ فيكم ! آخذُ لكم الأمْنَ منه ! أتضرعُ بين يديه حتى يَهَبَ لكم حقوقَه التي له عليكم. اللهم رُدَّنَا إليك، وأوقِفْنا على بابك، اجعلنا لك وفيك ومعك. أرْضِنا بخدمتك. اجعل أخذَنا وعطاءنا لك. طهِّرْ بواطننا عن غيرك. لا تَرَنا حيثُ نهيتَنا. لا تفْقِدْنا حيثُ أمرتَنا. لا تجعل ظواهرنا في معاصيك وبواطننا في الشِّرْك بك. خُذنا من نفوسنا إليك. اجعلْ كلَّنا لك، أغْنيَاءَ بك عن غيرك. نبهنا من الغفلة عنك. أردْنا بطاعتك ومناجاتك. لَذِّذْ قلوبنا وأسْرارنا بقُربك».نفس المصدر المجلس49.</span></p>
</div>
</div>


التزكية والدعوة

أنت قَفَصٌ بلا طائر!

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كيف نُعلِي شأن القيم الإنسانية المُرُوئية؟

قومة الإمام الحسين السبط

صراط الآخرة ومهيع السياسة

الصلاة على النبي ﷺ مفتاح الخير كله

الهجرة في حياة المؤمنة

مستقبل الإنسانية

مقالات ذات صلة