أفق الإحسان
هذه القلوب الإنسانية عليها أقفالها، لا تفتح تلك الأقفال إلا بالإسلام ومجالسة الإخوان وتعلم الإيمان وتدبر القرآن وصحبة الله ورسوله والمؤمنين العارجة إلى مقامات الإحسان. من انفَتحت له بهداية التوبة نافذة الإسلام انحلت عقدة من عقد قلبه، ثم يُفتح له باب الإيمان فيُشرف على طمأنينة الذكر والصدق فينحل قفل الحرص على المال والرئاسة، ويَشغلُه حب الله ورسوله والشوق إلى لقائه عن توافه الدنيا وشهواتها فيزهد ويتوكل ويبذل. ثم يُفتح له أفُق الإحسان فيطلق الدنيا جميعا، يُفْرغُها من قلبه، فلا يفرح بعدها إلا بالله، ولا يعمل إلا لله، شكرا لله، وتقربا إلى الله، ويقينا أن مردَّنا إلى الله. شغلته بهجة الإحداق فيما كُشف له من عالم الملكوت عن زينة الحياة الدنيا، وهبت عليه أرواح الأشواق إلى الملك الوهاب فانفتح القفل الأخير، قفل شح النفس، فانبسطت يده بالعطاء وكان من المفلحين، نافذ التدبير، مُصيب التقدير، موفّقاً مرزوقا…الإحسان ج 1 ص 457.
أضف تعليقك (0 )