post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

«أنا أتكلم، فأنا موجود»
أستعير هذه الجملة / البرنامج من الأستاذ محمد شفيق، فما هي كلمة منمقة تحاكي مبدأ ديكارط. ولا هي شعار ثقافي ودعاية وتحريض. ما هي دعوة إلى مأْدُبَةٍ لغويَّة. هي فلسفة حياة، وبرنامج حياة. إذا كانت لغةُ قلبي وأحلامي هي الأمازيغية، وكانت مسرحَ خيالي ومُنتَهى آمالي، فكل ما يستفزني عنها أصنفهُ في خانة الضرائر العدوات. وإذا كانت العربيةُ باعتبارها لُغة القرآن هي لغةَ روحي، وكانت آيات الله التي أتلوها في صلاتي وفي مصحفي هي النغمة المتردِّدة في أعماقي، فإني لا أطيق النظر في وجه الضرائر المستَفِزّات.
أنا أتكلم، فأنا موجود. ونوع وجودي وطعمه ولونه من نوع لغة قلبي وروحي وطعمها ولونها وما تحمله من حقائق أومن بها وآمالٍ تراود شِغافَ القلب.
تماسُكُ وجودي رهين بقوة اللغة التي أتكلمها، فإذا تنازعتني لغاتٌ بعضها ينادي ذكرياتي إلى البكاء على أطلالِ الصبا، وبعضها يُناجيني بإلهامات المراهقة، وبعضها يُردِّد في أذنِ حساسيتي الاجتماعية السياسية عقلانية ثورية أو شِعاراتٍ قَلقَةً، فوجودي ممزَّق، وأنا تارةً ذاك الباكي على الأطلال، وتارةً ذَيَّاك الملهم الحالم، وطورا هذا الرافض المحتج على من يزدري لغة أجدادي، ولهجة قريتي، وأنشودةَ الجدة الحنون الشلحية أو الريفية أو الأمازيغية أو ما هنالك التي دغْدَغَتْ طفولتي المبكرة.
قد يكون من بين أصوات المناداةِ وهمَساتِ الـمُناجاةِ وترجيعاتِ القلق الثوري نبرةٌ قرآنية من آيات حُفِظتْ وصلاةٍ حُضِرتْ وموعظَةٍ سُمِعَتْ في عهدٍ ما من عهود العمر. إن ألقت علَيَّ تلك النّبْرةُ درساً عارضتها من مخزونات وجودي المتكلم فِيَّ دروس. أو تصورت في مخيلتي هَيأةُ صلاةٍ، ومجلِسُ واعظٍ وصفحةُ مصحفٍ، فالهواجِس الـمُلقياتُ المستفزاتُ الضرّاتُ تقذفُ بوحْيِها في مِرآةِ وجودي كما يَقذف العابثُ بالحَصَا، يقذف بها حصاةً حصاةً على وَجْه صفحة الماء الساكنِ، فإذا المنظَرُ المنعكس على صفحة الغدير غيرُ المنظر، وإذا أنا لست أنا.
«أنا موجود فأنا أتكلم». صيغة مقلوبةٌ للكلمة الشفيقية. لِي ذاتٌ مسلمةٌ، أنا قلبٌ مؤمن، أنا إيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، أنا اختيارٌ وجودي ثابتٌ، أنا عقيدة راسخة، أنا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أنا صلاة في وقتها، ومسجدٌ وجماعة، أنا صومٌ ورمضان، أنا زكاة وحج، أنا في الطريق إلى لقاء الله تعالى، أنا لي رجاءٌ في رحمة الله وخوف من عذاب الله.
حوار مع صديق أمازيغي، ص: 93-94

«أنا أتكلم، فأنا موجود»

«أنا أتكلم، فأنا موجود»

كيف نتعلم من سنة الله في التاريخ؟

نموذج الحياة الجماعية

جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي بعيون الإمام ياسين

القيم المحورية لنظام الحياة المادية الاجتماعية

تفسيخ اللغة العربية وإقصاؤها

قضايا فكرية

«أنا أتكلم، فأنا موجود»

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

من شعب الإيمان الصوم

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

التوبة واليقظة

كيف نتعلم من سنة الله في التاريخ؟

قواعد ذهبية في تربية النَّشْء

مقالات ذات صلة