post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

قصيدة في تأبين الإمام المجدد، الوالد المرشد، في يوم إحياء ذكرى موته بعد عام من رحيله رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وجعل البركة في أهله وأبنائه وبناته وأصهاره وجماعته، وجعلنا لأثره مقتفين، وعلى دربه سائرين، ثابتين ذاكرين، لا مبدلين ولا مغيرين. آمين والحمد لله رب العالمين.



الموت ذكرى، وذِكْرُ الموت لِلفَطِنِ***هَدْمٌ لِلَذَّاتِ عُمْرٍ في مُنَى الْهُدَن<a id="_ednref1" href="#_edn1">[1]</a> مَعَ الهوى، مَعَ ما يَهوي بِهِمَّتنا***في سُحقِ وهْنٍ عنِ العيش الكريم يَني والموت تُحفتُنَا إن كانَ يُتحِفُهُمْ***جَمْعُ المظالم بالأموال في قَرَنِ<a id="_ednref2" href="#_edn2">[2]</a> والموت سَلْوَة ُأنفاسٍ لها شَغَفٌ***برؤية الوجه بعد الموت والظَّعَنِ<a id="_ednref3" href="#_edn3">[3]</a> إلى لقاء نبيٍّ ذكْرُهُ سَكَنٌ***وحبه من فؤاد الصّبّ في سَكَنِ الموت موعدنا مَعْ مَنْ نَهِيمُ بِهِمْ***حُبًّا وشوقا ولو في سَكرةِ الوَسَنِ<a id="_ednref4" href="#_edn4">[4]</a> والموت يسعدهُ تكريم ذاكره***وأكثرُ الناس يرمي الموت بالظَّنَنِ<a id="_ednref5" href="#_edn5">[5]</a> مصيبة، وصوابٌ كيف يُدركُهُ***مَنْ لم يُفِدْ منه إلا فِعْلَ مرتهِنِ<a id="_ednref6" href="#_edn6">[6]</a> مصيبة هي موت الحِبِّ وَالَهَفِي***على قويٍّ من الأخيار مُؤْتمَنِ على إِمَامِ صِلاَتٍ كُلُّها شَهِدت***له بأخلاق مَجْبُولٍ على الحَسَنِ مصيبة صَبْرُنا بالله يدرَؤها***وليس إلا الرضى يُجدي لَدى الِمحَنِ وشُكرُنا أَنْ فقدنا مَنْ بِهِ سَعِدَت***جِنَانُ مَنْ وعَدَ الأبْرَارَ بالمِننِ<a id="_ednref7" href="#_edn7">[7]</a> بكى عليه أديمُ الأرض مُذْ وَضَعُوا***بَحرًا بِبَرٍّ نزيلَ القبر في كَفَنِ بكتْ عليه سماء كان يَلْحَظُها***بِلَحْظِ مُستَبْصِرٍ في آية الزمن بكت عليه عيونٌ كان مُهْجَتَها***طَوْدا بلُطفِ نَدى الإِصْبَاح في فَنَنِ<a id="_ednref8" href="#_edn8">[8]</a> بكت عليه نفوسٌ كان فاطِمَها***عن المنَاهي وما يُدْسي من الفِتنِ بكت عليه عقول كان مُلهِمَها***صُوَى سبيل نبيل القصد والسَّننِ<a id="_ednref9" href="#_edn9">[9]</a> بكت عليه قلوب كان حافِظَها***من كل ما يَحْلِقُ الإيمان بالإِحَنِ<a id="_ednref10" href="#_edn10">[10]</a> بكت على فقده الحمراء<a id="_ednref11" href="#_edn11">[11]</a> منْبِتُهُ***والعدوتان<a id="_ednref12" href="#_edn12">[12]</a> وما استهواه من مُدُنِ للحج تلبية لله خالصَة***أو للمدينة والخضراء والجَنَنِ<a id="_ednref13" href="#_edn13">[13]</a> والأهلُ والصهرُ والأحبابُ لَيسَ لَهُم***إلا لسان الرِّضى والقلب في حَزَنِ عاش الفقيدُ نقيا راعيا سَنَدا***للقائمين على مستكبري الزَّمن عضا وجبرا فلم يخنع لسطوتهم***نِعْمَ الإمامُ شريف الروح والبدن من عارف وارث، من فارس بطل***من دوحة المصطفى، من فرعها الحسني من قال لا لنظام غاشم حُطَمٍ<a id="_ednref14" href="#_edn14">[14]</a>***والسِّر في قول لا للبغي في العلن وبَشَّرَ القوم بالإسلام مَرْحَمَةً***وأنْذَرَ المَلْكَ بالطوفانِ لم يَهُنِ ولم يكن أحدٌ يقوى على عَذَلٍ<a id="_ednref15" href="#_edn15">[15]</a>***لِظِلِ ظِلّ مُبِيرٍ<a id="_ednref16" href="#_edn16">[16]</a> حِليَةُ الحَسَن &#8220;عَهْدَ الرصاص&#8221; فلا سجن ثناه ولا***حصرٌ ولا صفقة في باهض الثمـــــن منهاجُهُ العدل والإحسان أمْرُهُمَا***بالله لله صفًّا رُصَّ من لَبِنِ بكى عليه ربيع العُرْبِ أن ذبُلت***أزهاره في رُبَى البحرينِ واليمَنِ وفي طَرَبلُسِ قَذَّافٍ وما اكتملت***أفراحُنا في دمشقٍ لَجَّ في لَزَنِ<a id="_ednref17" href="#_edn17">[17]</a> وتونس نهضت من بعدما نشطت***من قيد خَبٍّ<a id="_ednref18" href="#_edn18">[18]</a> ولم تسلم من الدَّخَنِ<a id="_ednref19" href="#_edn19">[19]</a> ومِصْرِ فرعونَ من دَسَّى كرامتها***واجتاح رابعةً مُستنفِرُ الثَّكن<a id="_ednref20" href="#_edn20">[20]</a> هامان حَرَّضهم، قارون مَوَّلهم***رَضُوا بعادٍ، وعادَوا &#8220;مُرسي&#8221; المدني إخوانُ &#8220;قُطْب&#8221; &#8220;سعيد&#8221; &#8220;راشد&#8221; ثقة***و&#8221;أحمدٍ&#8221; &#8220;مِشْعَلٍ&#8221; في منتدى &#8220;حَسَنِ&#8221; بشرى الخلافة موعود له ثَبَتٌ***في مُسْنَدٍ لإِمَامٍ شاهدٍ قَمِنِ<a id="_ednref21" href="#_edn21">[21]</a> وفي مخاضٍ يشي بالصبح موعِدهم***يراه أهل الهوى ضَرْبًا مِنَ الْجُنُنِ<a id="_ednref22" href="#_edn22">[22]</a> إن لم تُصدق فعين القلب مُبصرةٌ***وغفلة المرء تَغْشَى العين بالجُنَنِ<a id="_ednref23" href="#_edn23">[23]</a> لحفل تأبين ياسينَ الوفودُ أَتَتْ***مِنْ كُلِّ صَوْب قلوبا هَيَّجَت شَجَني حَلَّت فضاءَ نجوم وَسْطَهُم جَلَمٌ<a id="_ednref24" href="#_edn24">[24]</a>***والشمس أمٌّ رؤوم زوجُ مُمتحَن خديجةٌ واسمها يوحي بمهنتها***أَعْظِم بما صنعت من مُذهل المِهَنِ لبّت وربّت وواست وافتدت وغزت***قلوبنا برباط الخَيْل والحُصُن شكرا لها ولِمَنْ منها أتَى خلفًا***وللربائب والأصهارِ والَختَنِ<a id="_ednref25" href="#_edn25">[25]</a> وَمَنْ بهم حَفْلُنا هلَّت بشائره***من عالم عَلمٍ، أو مِصْقَع<a id="_ednref26" href="#_edn26">[26]</a> لَسِن<a id="_ednref27" href="#_edn27">[27]</a> شهادة الخلق حُكْم الحق في رجل***من الجبال امتطى أعلى ذُرى القُنَنِ أفضاله قَرَبٌ<a id="_ednref28" href="#_edn28">[28]</a>، أوراده ربَبٌ<a id="_ednref29" href="#_edn29">[29]</a>***والناس تغرف مِن دلْوٍ ومن رنَنِ<a id="_ednref30" href="#_edn30">[30]</a> في كل خير بدا عبد السلام فتى***وَصْفُ الفُتُوَّةِ لا يُعْزَى لذي المُنَن<a id="_ednref31" href="#_edn31">[31]</a> بل للكريم خديم القوم سيدهم***من قام ضدا على العُبدَان والوَثَنِ تُؤَبِّنُ<a id="_ednref32" href="#_edn32">[32]</a> المَرْءَ إذ تُحصي محامِدُه***فكيف إن عزّ ما يُحصى مِنَ الأُبَنِ<a id="_ednref33" href="#_edn33">[33]</a> لذا بكيت كما يبكي اليتيمُ أَسًى***إن لم تواس فدع دمعي يُطهِّرني إن كان موت حبيب القلب فاجعة***فكيف إن مات حِبُّ الرَّبِّ وَاحَزَني &#8220;هيهات يُبعدني عن إخوتي جَدَثٌ<a id="_ednref34" href="#_edn34">[34]</a>&#8220;***قَوْلٌ لِمَنْ لم يَحِدْ يوما عن اليَقَنِ<a id="_ednref35" href="#_edn35">[35]</a> إن قال لم تُلْفِ في أقواله بِدَعا<a id="_ednref36" href="#_edn36">[36]</a>***أو قام لم يَثنِه ترهيب مُضطغن<a id="_ednref37" href="#_edn37">[37]</a> أو همَّ بالأمرِ لا رُجعى لعزمته***أو ذم فانظر تجد خَضْرَاءَ مِنْ دِمَنِ أو مات لم ينقطع بعد الردى عَمَلٌ***ابن وجاريةٌ والعلمُ &#8220;من لدن&#8221; بَرٌّ فما شئت من زرع ومن تمر***بحر فما شئت من حوت ومن سُفُنِ سماء أفــقٍ فسيح لا حـــــدود لـه***الطير تسبح والأرزاق مـِنْ هَــتَــنِ<a id="_ednref38" href="#_edn38">[38]</a> فتوح قلب وغيب شأنه عَجَبٌ***كالبدر عال وصاف مؤنسٌ وسني حتى القريضُ الذي رُمْتُ الرِّثَاءَ بِهِ***من فضله هُوَ مَنْ للشِّعرِ أرشدَني إن كان شعرا فمنه الحكمة اقتُطِفَتْ***أو كانَ نظما فضعف النَّسْجِ من لَدُني فَرْضُ الصلاة له طبعا أئمتُه***هلْ للصِّلات إمامٌ؟ لا تُجِبْ بِمَنِ؟ عبد السلام وهل يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ***إمامها؟ مَنْ يُمَاري أو يُكذبني؟! أبا وأما ومصحوبا وداعية***كان الفقيدُ ملاذَ الصَّحبِ والعَيَنِ<a id="_ednref39" href="#_edn39">[39]</a> عزاؤنا صحبة تحمي عزائمنا***مما أصاب إرادات من الوَهَنِ الْمَوتُ يجمعنا، يُحييِ مواجعنا***هلا دعانا لترك اللَّهوِ والدَّدَنِ<a id="_ednref40" href="#_edn40">[40]</a> عُذرا وأنَّى لِعَبْدٍ وَعْظُ سادته***إِنْ لمْ يَرُقْكُمْ كَلاَمي هذه أُذُني وَلْيَرحمِ الله من أعيت فواضلُهُ***نظمَ القصيد ونثر الحَكي والمُتُنِ صلوا على سَلوة الأنفاس إِسوتنا***مَنْ حلَّ طيبةَ لم يفزع إلى الوَسَنِ حتى يرى القبة الخضراء مضجعها***يُعِمُّ روضتها بالفرض والسَّنَنِ ويَذْرِفُ الدَّمع مدرارا على فَرَطٍ<a id="_ednref41" href="#_edn41">[41]</a>***لو لم يكن وَالِداً للروح لم نكن



ذ. منير ركراكي فاس : فاتح صفر 1435هـ الموافق ل: 5 دجنبر 2013 م


<hr class="wp-block-separator has-alpha-channel-opacity" />


<a id="_edn1" href="#_ednref1">[1]</a> الهدن: جمع هدنة. <a id="_edn2" href="#_ednref2">[2]</a> القَرَن: الحَبْلُ يُقرَن به البعيران. والجمع أَقْرَان. <a id="_edn3" href="#_ednref3">[3]</a> الظَّعَن: الرحيل. <a id="_edn4" href="#_ednref4">[4]</a> الوَسَن: النوم. <a id="_edn5" href="#_ednref5">[5]</a> الظنن: سوء الظن. <a id="_edn6" href="#_ednref6">[6]</a> المرتَهِنُ: الذي يأخذ الرهن. <a id="_edn7" href="#_ednref7">[7]</a> المِنَنِ: النعم. <a id="_edn8" href="#_ednref8">[8]</a> الفَنَنِ: الغصن. <a id="_edn9" href="#_ednref9">[9]</a> السَّنَن: الطريق. <a id="_edn10" href="#_ednref10">[10]</a> الإحن: الضغائن والأحقاد. <a id="_edn11" href="#_ednref11">[11]</a> الحمراء: مدينة مراكش في جنوب المغرب. <a id="_edn12" href="#_ednref12">[12]</a> العدوتان: الرباط وسلا حيث سكن الفقيد في سلا قبل أن يستقر في مدينة الرباط ويدفن بها. <a id="_edn13" href="#_ednref13">[13]</a> الجَنَنُ: القبر. <a id="_edn14" href="#_ednref14">[14]</a>الحُطم والحُطمة: الراعي بالقهر والعسف. <a id="_edn15" href="#_ednref15">[15]</a> الْعَذَلُ: اللوم. <a id="_edn16" href="#_ednref16">[16]</a> المُبير: المهلِك. <a id="_edn17" href="#_ednref17">[17]</a> اللزِن: الشدة والازدحام. <a id="_edn18" href="#_ednref18">[18]</a> الخَبُّ: الماكر. <a id="_edn19" href="#_ednref19">[19]</a> الدخن: هو الكدورة إلى السواد والحقد. <a id="_edn20" href="#_ednref20">[20]</a> الثكن : جمع ثكنة وهي ثكن العسكر. <a id="_edn21" href="#_ednref21">[21]</a> القمن: الجدير. <a id="_edn22" href="#_ednref22">[22]</a> الجُنُنُ: الجنون. <a id="_edn23" href="#_ednref23">[23]</a> الجُنَنُ: جمع جُنة، والجنة هي الستر الواقي. <a id="_edn24" href="#_ednref24">[24]</a> الجَلَمُ: القمر. <a id="_edn25" href="#_ednref25">[25]</a> الخَتَن: زوج البنت. <a id="_edn26" href="#_ednref26">[26]</a> المصقع: البليغ. <a id="_edn27" href="#_ednref27">[27]</a> اللَّسِنُ: رجل لَسِنٌ بَيِّنُ الّسَنِ إذا كان ذا بيان وفصاحة. <a id="_edn28" href="#_ednref28">[28]</a> القَرَبُ: البئرُ القريبةُ الماء. <a id="_edn29" href="#_ednref29">[29]</a> الرَّبَبُ: الماء الكثير. <a id="_edn30" href="#_ednref30">[30]</a> الرَّنَنُ : القَلِيلُ الضيّق. <a id="_edn31" href="#_ednref31">[31]</a> المُنَنُ: جمع منة وهي القوة. <a id="_edn32" href="#_ednref32">[32]</a> التأبين: مدح الميت. <a id="_edn33" href="#_ednref33">[33]</a> الأُبَنُ: جمع أُبنة وهي العيب. <a id="_edn34" href="#_ednref34">[34]</a> الجدثُ: القبر. <a id="_edn35" href="#_ednref35">[35]</a> اليقن: اليقين. <a id="_edn36" href="#_ednref36">[36]</a> بدْعًا: بديعا منفردًا فيما جئت به. <a id="_edn37" href="#_ednref37">[37]</a> المضطغن : الحاقد. <a id="_edn38" href="#_ednref38">[38]</a> الهتن: الانصباب. <a id="_edn39" href="#_ednref39">[39]</a> العين: أهل الدار والجماعة. <a id="_edn40" href="#_ednref403">[40]</a> الددن: اللهو واللعب. <a id="_edn41" href="#_ednref41">[41]</a> الفرط: من يسبق القوم ليهيأ لهم مكان الإقامة والاستقرار. والرسول صلى الله عليه وسلم فرطنا على الحوض.

إمامُ الصِّلاتِ

هدنة بطعم الانتصار

أدب وفن

إمامُ الصِّلاتِ

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

هدنة بطعم الانتصار

هدية إلى هنية

الحج رسالة

الحج فرصة

الحج أنواع ومعانٍ

حج الأشباح وحج الأرواح

مقالات ذات صلة