الأم البارة عنوان الاستقرار الأسري:
لقد انحرفت نوازع المرأة عن اتجاهها الطبيعي لأسباب اقتصادية، وساهمت الإباحية الجنسية اللائقة بمن يعتبر نفسه قردا عاريا في تحصيل غلة اجتماعية مسمومة: اختلال في العلاقات بين الأجيال الصاعدة ونظيراتها النازلة بسبب انعدام الاستقرار الأسري الناتج عن غياب الأم البارة.
فحين تتخلى المرأة -أساس المجتمع- عن وظيفتها لتصبح مجرد أداة للإنتاج ومنتوجاً للاستهلاك، تسود الميوعة والانحراف. ولا عجب في ذلك، فـ”نسبة انحراف أطفال الأسر التي تفقد أحد الوالدين تبلغ –حسب غوديه- ضعف نسبة الأطفال الذين يعيشون في كنف أبويهم” لأن الأسرة التي يغيب فيها أحد الوالدين تعني رباطا هشا بين زوجين، أو طلاقهما، أو أطفالا ولدوا من سفاح. ليختم غوديه مقاله بنبرة متشائمة “حقا، تبذل الجهود لتحرير القِران بل لتدعيم العزوبة الأبوية1 الأكثر جاذبية اقتصاديا وماليا من الزواج، فالأرقام في فرنسا مهولة: أكثر من ثلث الأطفال يولدون خارج الزواج وأقل من نصف النساء اللواتي لم يبلغن الخمسين متزوجات. [الثلثان سنة 1986]”.
ثم ينهي كلامه بصرخة الضمير هاته: “ماذا ننتظر لتقديم التشجيعات التي يستحقها الالتزام بالزواج من جديد؟ إن غياب هذه السياسة التطوعية ستجعلنا نستمر في الحديث عن العائلات التي يعاد تكوينها من أجل ستر حقيقة تحلُّلِها وموتها المبرمج، وذلك عندما لايبقى لدينا أطفال يضمنون استمرار النسل”. الإسلام والحداثة، ص 218.
أضف تعليقك (0 )