الإنسان بين تطلع الروح وأسر النفس:
وتعمل التربية عملها. أستغفر الله، بل يقذف الله نور الإيمان في قلوب عباده. ويترعرع الإيمان في قلب المؤمنة التي كانت تحب اللهو وتحرص عليه، فيطرد حب الله حب اللهو، وتنْعَتِقُ الروح من حبائل الهوى، ويصبح سماع الأنبياء والصديقين أشرف ما تتحلى به الأذن ويَستشرف إليه القلب. سماع الأنبياء القرآن، يتغنى به المؤمنون والمؤمنات، فتسمو به المشاعر، وتتصعد العواطف.
ما رأي المؤمنات والمؤمنين في سماع يأذن له الله رب العزة ويستمع إليه؟ روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما أذِنَ الله لشيء ما أذِنَ لنبِيٍّ أن يتغنى بالقرآن». أذِنَ أذَنا بمعنى استَمَع. وعند البخاري : «ليس منا من لم يتغن بالقرآن». وروى أبو داود والنسائي عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «زينوا القرآن بأصواتكم».
القرآن كلام الله خير ما تغنى به المؤمنون والمؤمنات واستغنوا به. أستغفر الله، فإن مقارنة كلام الله بغيره ولو بالتفضيل زلة قلم.
إن للروح تطلعا إلى الجمال المطلق وهو الله تعالى. تحن الروح إلى أصلها في قربه. أما الفِطَر السليمة فأشواقها إلى ربها ترفعها ولو بعد فتَراتِ حب اللهو إلى مقامات الإحسان، فيصبح كلام الله بَلْسَمَ حياتها وربيعَ قلبها. وأما الفِطَرُ المطبوع على قلوبها فيتكسر ذلك التطلع الفطري فيها إلى الجمال على صخور قسوة القلب. لا يكاد يرتفع قليلا حتى تقتنصه الغرائز، وتجتذبه الشهوات، وتأسره النزوات، فإذا هو في قبضة الفن الماجن.
تطلّع سماوي أفقه القرآن، وغذاؤه القرآن، وسماعه القرآن، وطربه القرآن. تنوير المؤمنات، 1/199-200.
أضف تعليقك (0 )