العجز المذموم والاتكال المشؤوم
ما قضاه الله عز وجل وقدره واقع لا محالة ولا راد لقضائه، لكن لا يستوي من عمل بأمر الله الشرعيِّ، وبَذَل الجهد، حتى طواه القدر أو بسط له، ومن عجز عن العمل وتكاسل وتخامل حتى فاجأه القدر. الأول مأجور معزور، عمل بقضاء الله فيسره الله للحسنى، والثاني آثم مأزور، لم يستعن بالله، ولم يتوكل عليه بخطوات عملية، فيسره للعسرى، وجر عليه عجزُه جزاء الجبناء. ولله الأمر في الآخرة والأولى.
عملك لتحقيق ما أُمِرْتَ به شرعا جزء من القضاء، على نهوضك أنت للعمل وتشميرك فيه، أو توقفك عنه وعجزك، تترتب النتائج. هذا ما يقوله الحديث النبوي الشريف: “ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم”. فقال رجل من القوم: إذن نُكْثِرُ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الله أكثر”. رواه الترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بإسناد صحيح.
وهذا ما يقوله بالتصريح الحديث النبوي الذي رواه الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ، ولا يزيد في العُمُرِ إلا البرُّ”. إسناده حسن…الإحسان: 2 /300 ـ 301
أضف تعليقك (0 )