post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الإسلام دين تآخٍ، يعيش المسلِمُ والمسلمة في جنبات الوُدِّ ورحابِ الوَلايَة وكنَفِ النصرة. والمؤمن والمؤمنة هما العامل الإيجابي، هما منبع المودة، وحمَلَةُ تكاليف النصرة، ومُعتصَم الوَلاية. الوَلايةُ بين المؤمنين والمؤمنات كما بين القرآن سياقها من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصلةٌ بين الله والناس: في آخر السياق قال الله تعالى: ﴿أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله﴾



<h1 class="wp-block-heading">الوَلاية الإيمانية رحمة أفقية أيضا</h1>



تتجلّى هذه الرحمة العُلْوية في الرحمة الأفقية كما يبينها الحديث الشريف «إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى». رواه الشيخان عن النعمان بن بشير. وتُثمر الرحمةُ الوَلائية بين المؤمنين والمؤمنات تلاحُماً في موقِف العزَّةِ على مَن يُحَادُّ الله ورسوله. تبطُل دواعي محبةِ الله المؤمنين والمؤمنات وتنقطع وصلة ﴿أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله﴾ إن ذَلّ المؤمنون والمؤمنات لـمَن هو عدُوٌّ يُحَادُّ الله ورسولهُ. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ﴾.



ليست الـمُوَادَّة بين المؤمنين والمؤمنات، والتراحم والتعاطُف استِرخاءً عاطفيا يسبح في قُطْن السحاب. لا ولا هي بالدائرة المغلقة. فالبِرُّ بالناس ولو خالفونا في العقيدة خُلُقٌ إيماني. بل البرُّ بهم والإحسانُ إليهم لا يَنقطع خيره ولو أساءوا إلينا.



لا ينقطع خيرنا إلا عمَّن حادّ الله ورسوله، وقاتلنا في الدين. وعندئذ فالجهاد في الله، ورفض المذَلَّة واجبٌ من آكد الواجبات. يحب الله مَن تصَدَّى وتحَدَّى ولم يخفْ لومة لائم.



الذِّلّةُ على المؤمنين والمؤمناتِ سهولَةُ عِشرة، وتوْطِئةُ كَنَفٍ، ومساعدة وطلاقة ومُواساة وبذل وعطاء. حِمْلٌ يتوازن في جانِبيْه عِدْلان: الذّلة على المؤمنين من جانب، والعِزة على الكافرين من جانب.



عبد السلام ياسين، الشورى والديمقراطية، ص: 277-278.

التزكية والدعوة

تلاحم في موقف العزة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

قومة الرسول الداعي صلى الله عليه وسلم

داء الأمم

فضل نساء النبيء صلى الله عليه وسلم

يا قدس

المصطفى لنور الله

محبة رسول الله هي العروة الوثقى

مقالات ذات صلة